Al Jazirah NewsPaper Saturday  01/11/2008 G Issue 13183
السبت 03 ذو القعدة 1429   العدد  13183
مشاهدات (غير تنموية) في حائل !
محمد عيسى الكنعان

أزور منطقتي حائل بشكل مستمر في المناسبات الموسمية ك(العيدين)، وخلال العطلة الصيفية، وأحياناً أقوم برحلة خاطفة لدواعي ظروف اجتماعية محددة كحضور مناسبة زواج أو حالة عزاء -لا قدر الله-، فتكون تلك الزيارات بمجملها مشاهدات حّية وواقعية للحياة في حائل،

لكونها تعتمد الرصد والملاحظة للحركة التنموية في المنطقة مع مقارنة ذهنية عابرة بين ما تم تنفيذه، وما يجري على أرض الواقع فعلياً.

بالأمس القريب وتحديداً في إجازة عيد الفطر المنصرم كانت مدة زيارتي لحائل قرابة الأسبوعين استطعت خلالها أن أشاهد عن قرب الحركة التنموية وأعيشها بشكل جيد، مع ربطها بأحاديث النقد من قبل بعض الأهالي، تلك الأحاديث التي ُتعد فاكهة ديوانيات حائل- الشباّت بلغة أهلها- لكونها تتناول تعثر بعض المشاريع وتأخر الحركة التنفيذية في بعضها الآخر، حتى أنك لم تسمع من مدة طويلة عن مشروع حكومي أو قطاع خاص قد تم تدشينه فضلا ً عن الوعود التي تبخرت مع مرور الزمن كالوعد ببناء مستشفى بديل عن مستشفى حائل العام الذي يسمونه أهل المنطقة (المستشفى القديم) لانتهاء عمره الافتراضي من مدة طويلة، وإذا كان الشيء بالشيء يُذكر فالأعمال في المستشفى الجديد (شمال حائل) ما زالت بطيئة جداً لدرجة أنك تشك أنها متوقفة، والحال ينطبق على أحد المستشفيات الخاصة الذي كان حلماً فغدا هماً.

أما إذا نظرت إلى (الحلم الحقيقي) لحائل، المتمثل بمدينة عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية أو مشاريع أرض الحرس الوطني التابعة للهيئة العليا لتطوير منطقة حائل فإنك لا شك ستصاب بالحيرة فلا يوجد هناك سبب مقنع ومانع قوي يبرر هذا الشلل الجاثم في أوصال هذه المشاريع، على الأقل يقطع طريق الإشاعات السلبية التي أكلت مجالس الناس، فأعمال (المدينة الاقتصادية) الإنشائية وتجهيزاتها الأساسية ليست مشاهدة منذ مدة بسبب ما قيل: إنه انسحاب من أحد الشركاء، أما (مشاريع أرض الحرس) فلا ترى إلا أعمال (مشروع الراجحي)، وبقية الأرض خاوية على عروشها.

دعك من المشاريع الكبيرة التي تحتاج للهمم الكبيرة، فقط انظر إلى أبسط المشاريع التنموية مثل (الجسور الحيوية) في مدخل حائل، أو تقاطعات الطريق الدائري الذي يطوقها، هذه الجسور لها أكثر من سنتين في الإنشاءات ولم تتجاوز مرحلة بناء الأعمدة الأسمنتية، بينما مدن أخرى تُشّيد أنفاقا طويلة وجسورا معلقة بزمن أقصر من ذلك، والحديث عن جسور حائل يقود بطبيعة الحال إلى الحديث عن (شوارعها) التي أصيبت بكل أمراض التعرية الإسفلتية، من تشققات وترهل وحفر وزوال الطبقة الناعمة، لدرجة أن هناك شوارع انقلب لون (أسفتها) إلى الأحمر بسبب غلبة المادة الترابية المستخدمة على مادة الإسفلت نفسها.

أما إذا أردت أن تعرف المستوى الذي وصلته حائل في الخدمة الفندقية سواء في عدد الفنادق أو رقي درجتها، فيتوجب عليك أن تفحص (العقلية الاستثمارية) التي حركت نفوس الغيرة، فظهرت لوحة أمام (فندق طيّ) الذي ما زال في مرحلة البناء الهيكلي (العظم) منذ أكثر من عشر سنوات، تفيد تلك اللوحة أن الأعمال عادت لمواصلة إنشاء الفندق (الأثري) ما الذي تغير وما هذا النشاط ؟ الجواب أن أحد المستثمرين السعوديين وقع مع الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل عقداً لبناء (فندق خمس نجوم) في محيط أرض الحرس الوطني. بالمناسبة المستثمر من خارج المنطقة أما أصحاب (شاهد الفشل) فندق طيّ فهم من أبناء حائل الذي يحتاجون دورات متخصصة في إدارة المشاريع بشكل احترافي ووفق رؤية استثمارية متقدمة.

هذه الزيارة (غير السعيدة) في مجملها رغم أنها في أيام عيد تجعلني أواصل الرصد والملاحظة للحركة التنموية في حائل كلما سنحت الفرصة، وأترجمها إلى مقالات صحافية ما استطعت إلى ذلك سبيلا، من خلال هذه الصحيفة الرائدة لعل الحرف يستنهض بعض الهمم، أو يحرك بيانات الرد الحكومي من الجهات المعنية في منطقة حائل بمعلومات إضافية، فربما ذكرت شيئاً وغابت عن أشياء.



Kanaan999@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد