Al Jazirah NewsPaper Saturday  01/11/2008 G Issue 13183
السبت 03 ذو القعدة 1429   العدد  13183
هابيل وقابيل في سوق الأسهم!

إن ما يجري في سوق الأسهم ليس أمراً طارئاً أو جديداً على مسرح البورصة السعودية، فهو جزء لا يتجزأ من الصراع الدامي الذي جرى بين (هابيل وقابيل) قبل آلاف السنين أي بين (الهوامير وصغار المساهمين) في وقتنا الحالي، إن الذي يؤجج هذا الصراع هو طمع الهوامير الذي ليس له حد أو مساحة أو منتهى يقابله سلامة ونية صغار المساهمين المساكين الضعفاء الذين لا يعون ولا يدركون جيداً ما يدور حولهم، والقصة عن هذا الصراع طويلة وعلى هيئة سوق المال اتخاذ الحيطة والحذر من السيئ القادم وعليها البدء في فرز الصالح من الطالح قانوناً وتشريعاً ومن المساهمين والمضاربين ومعاقبة المسيئين الهوامير أياً كانت صفاتهم ومهما كانت صفاتهم ومهما كانت مبررات إساءاتهم فعملهم يجر في كل الأحوال إلى الويلات والمصائب إلى بني جلدتهم من صغار وضعفاء السوق الذين ينجرون وراء الغواية والكسب السريع الآني رغم محدوديته وقصر عمره لأنهم يعملون وفق القول المأثور (أطعمني اليوم واقتلني غداً) وهم أي المساهمين الصغار لبنة طينية لينة يستطيع الهوامير استغلالهم والاستفادة منهم في الكسب والتربح وتجنيدهم لغاياتهم المستقبلية وأطماعهم القادمة يفعلون ذلك عمداً وقصداً مع سابق تصميم وترصد وما أطلبه من هيئة سوق المال هو اجتثاث هؤلاء الهوامير وتغريبهم عن السوق طويلاً ليكفوا عن التغرير ببسطاء الناس تحت شعارات زائفة باهتة قصيرة العمر، أن على هيئة سوق المال القيام بجدية بتحمل مسؤوليتها العظيمة وأن تعي وتدرك الأخطار التي تحدق في صغار المساهمين وأن تقوم باتخاذ خطوات سريعة وجريئة بمنع أولئك الهوامير من التسلط على رقاب هؤلاء الصغار وسرقة قوتهم واستغلالهم في التكسب والمرابحة وتكبير الثروات فهم سلفاً ممتلئين بالثروات وغارقين فيها من أخمص أقدامهم إلى قمة رؤوسهم والسكوت عن أفعالهم هذه يعتبر جريدة لا تغتفر ومحاولة إبعادهم عن العقاب يعني مزيداً من العذابات ومزيداً من تكبد الخسائر لهؤلاء المساهمين والمضاربين الصغار، إن إصلاح (بين) سوق الأسهم هو بسرعة القيام بمساعدة هؤلاء الصغار وتحقيق عملية البيع والشراء لهم بطريقة مناسبة وذكية لا تهضم حقهم وتحفظ حقوق الآخرين بطريقة سليمة وعفيفة بعيداً عن الانتهازية وإذ لم تقم هيئة سوق المال بتشريع قوانين جديدة هادفة طويلة الأمد ورصينة وتنفذ الحق في كل هامور مخالف وتضربه بيد من حديد وتنزل به العقاب الذي يستحقه بلا هوادة أو رأفة أو رحمة، فالأمور ستنقلب ضد هيئة السوق سلباً وضد هؤلاء المساكين من صغار المساهمين والمضاربين وسيتم سحقهم أكثر وسحلهم، إننا لا نريد لسوق الأسهم أن يبقى بيد هؤلاء الهوامير يرفعونه كيفما شاءوا وينزلونه كيفما شاءوا وفقاً لأطماعهم ومعتقداتهم المالية وعلى هيئة سوق المال سحب البساط من تحت أرجلهم لتنكشف أوراق اللعبة والوجوه المختفية من خلف الأقنعة وحتى تتحقق العدالة في الربح والعدالة في الخسارة وما ذلك على هيئة سوق المال بعسير.

رمضان جريدي العنزي


ranazi@umc.com.sa

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد