Al Jazirah NewsPaper Saturday  01/11/2008 G Issue 13183
السبت 03 ذو القعدة 1429   العدد  13183
نهارات أخرى
جامعة نورة بنت عبدالرحمن قراءة في مدلول التسمية
فاطمة العتيبي

بحدس بعيد.. يقرأ الآتي كما عيني حر يستشرف من أعالي جبل نجدي عريق..

كانت خطوة محملة بزحزحة الأرض الرخوة من أسفل أحجار ثقافية هشة جثمت على صدور أهلها لسنوات طويلة..

** عبدالله بن عبدالعزيز يستبدل الاسم المقترح الذي قدم له (جامعة الملك عبدالله للبنات بالرياض) إلى (جامعة نورة بنت عبدالرحمن للبنات).

سير حثيث لرجل المرحلة الذي مضى جسوراً في شق ظلمات وغيوم ملبدة ليعطي للشمس مجالاً أوسع كي تطل على مملكته السعيدة.

** في الوقت الذي ما زالت بعض المطبوعات تناقش قضية إخفاء اسم الزوجة في هاتف الزوج وإخفاء اسم المرأة في ردهات المستشفيات واستعاضة كثير من أبناء البادية لتسمية أمهاتهم والإحالة إليهن باسم (العجوز).

والاكتفاء في الحاضرة بأم فلان.. وحرم فلان. جاءت تسمية جامعة البنات باسم نورة بنت عبدالرحمن رمزاً عصرياً، صورة للفارس البدوي الذي لا يتهيب من ذكر اسم أخت الرجال وبنت الرجال..

** لماذا الآن..؟

** جامعة مستقلة للبنات بمديرة مستقلة وبمدينة جامعية مكتملة مؤسسة لخدمة نساء الوطن وأزواجهن وأبنائهن وكليات جامعية تفتح أبوابها لآلاف الشابات الطامحات للانخراط في ردهات الجامعات ومحافل العلم والعمل..

** انعطاف مهم.. بدأه الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ امتطى صهوة الحكم حيث أعلن غير مرة أن المرأة شريكة الرجل في وطنها لها ما له وعليها ما عليه، وفق شرع الله وأعراف البلاد..

** وهو الذي التقى بنسوة الوطن المميزات علماً وثقافة وعملاً واستمع إليهن وحاورهن وأوضح لهن ما قد يجهلن من أبعاد اجتماعية وسياسية حيال قضاياهن.

** يسمي اليوم خادم الحرمين الشريفين جامعة البنات باسم نورة بنت عبدالرحمن ليرسخ شراكة المرأة وقيمتها وليرمز إلى عهد حافل بالتطلع والإصدار والاستمرارية في التطوير والتحديث وتحطيم العوائق التي يصنعها الضعفاء في خيالاتهم لبخس المرأة حقها.. ها هو عبدالله بن عبدالعزيز.. يطلق اسم عمته نورة بنت عبدالرحمن على أكبر جامعة نسائية مستقلة في العالم ليدشن مرحلة جديدة تستحقها المرأة السعودية.

تماماً مثلما دشنت مرحلة افتتاح مدارس البنات لأجيال من النساء مرحلة التعلم وصقل القدرات والمواهب.

** إنها لا شك تسمية تشي بإيحاءات متعددة تطرح أسئلتها للثقافة السائدة التي لا تزال ترى في اسم المرأة عورة لابد أن تحتجب وفيها بداية اعتبارية للمرأة متساوية في الوطنية والمشاركة والشراكة ما تمثله اعتبارية الرجل فهنيئاً للنساء هذه الخطوات المتلاحقة من الإنصاف والاعتداد بهن..

وهنيئاً لهذا الوطن بهذا (الحر) النافذ البصر والبصيرة قارئ المستقبل ومستشرق الآتي المستمد العون من الله سبحانه، أبونا جميعاً (عبدالله بن عبدالعزيز) حفظه الله وسدد خطاه.



fatemh2007@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5105 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد