Al Jazirah NewsPaper Monday  03/11/2008 G Issue 13185
الأثنين 05 ذو القعدة 1429   العدد  13185
كل يوم كلمة
نجوم الكرة والتحليل الفني
عبدالعزيز الهدلق

ليس كل لاعب ناجح قادر على أن يكون مدرباً ناجحاً. هذه قاعدة معروفة في عالم كرة القدم أثبتتها التجارب في كل مكان. وعلى غرار هذه القاعدة فليس كل لاعب ناجح قادر على أن يكون محللاً كروياً ناجحاً. وهذه قاعدة أثبتتها التجارب أيضاً.

فالمحلل الناجح ليس هو ذلك العارف بأساليب وطرق وخطط اللعب فقط. ولكنه القادر على إيصال هذه المعرفة للقارئ أو المشاهد أو المستمع بطريقة صحيحة وبأسلوب واضح ومفهوم ولغة سهلة ومبسطة، والقادر كذلك على تقييم الأداء الفردي والجماعي للاعبين بشكل صحيح وصائب. وهنا تبرز الفوارق بين المحللين الكرويين. وهنا قد يبرع اللاعب السابق (العادي والمغمور) فيما يفشل ويسقط اللاعب السابق النجم والكبير. لأن المحك في هذه الحالة ليس القدم ولكنه الرأس والذهن واللسان.

ولنا في نجم التحليل الكروي السعودي الأول الكابتن خالد الشنيف خير مثال. فخالد لم يكن من نجوم الصف الأول عندما كان لاعباً ولم يكن له حضور لافت في المنتخبات. ولكنه بعد اعتزال الكرة وتوجهه للتحليل الكروي في القنوات الفضائية تجلى وأبدع وتفوق على من كانوا في يوم من الأيام في مقدمة اللاعبين مهارة ونجومية وإبداعا. كما أن هناك من الإعلاميين المتخصصين ممن يقبضون على ناصية التحليل ويملكون القدرة على تشريح الحالة الفنية لأي مباراة بشكل صحيح وصائب وبأسلوب واضح وسلس رغم أنهم لم يكونوا لاعبين سابقين. فالمسألة هنا تحكمها المعرفة والثقافة والخبرة والقدرة على العرض والشرح بكفاءة.

وهناك من يرفض التحليل الكروي الفني إذا لم يكن مصدره لاعب أو مدرب..!! ومن هؤلاء الكابتن ماجد عبدالله. وهذا تشدد في غير محله فكثير من اللاعبين تأتي تحليلاتهم شاطحة وغير مطابقة لمجريات المباريات بل إن هناك من اللاعبين ومن النجوم أيضا من لم تسعفه ثقافته وتحصيله العلمي على القدرة على فهم واستيعاب مجريات المباريات فنيا كما أنه يعجز عن إيصال المعلومة بشكل صحيح لضعف حصيلته اللغوية وضعف قدرته على التعبير بشكل سليم عن الحالة التي يشاهدها لذلك يأتي تحليله سطحي وأشبه برأي مشجع بسيط وساذج.

وهناك من جمع الحسنيين.. النجومية في الملاعب والإبداع في التحليل الفني كعبدالرزاق ابوداود وخليل الزياني وسامي الجابر ويوسف خميس وأمين دابو وفيصل ابواثنين. ومن هنا فالتحليل الفني لا يحكمه أن يكون صاحبه لاعباً أو مدرباً.. ولكن يحكمه المعرفة الفنية (فهم واستيعاب طرق وأساليب وخطط اللعب) والقدرة على تقييم الأداء والخبرة في المجال المدعومة بالثقافة والفهم واتساع المدارك والقدرة على التعبير اللفظي أو الكتابي بشكل سليم ومفهوم عن الحالة الفنية للمباراة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد