Al Jazirah NewsPaper Monday  03/11/2008 G Issue 13185
الأثنين 05 ذو القعدة 1429   العدد  13185
د.الجزائري:
معالجة بعض أنواع الإمساك مبكراً في غايّة الأهميّة... ولا تستدعي الجراحة إلا في حالات بسيطة مثل علاج الإمساك العضوي

* كيف تعرف أن طفلك مصاب بالإمساك؟

- يختلف تعريف الإمساك تبعاً لعمر الطفل وطبيعة غذائه. فالإخراج الطبيعي عند الطفل الرضيع عادة ما يتراوح بين 2- 5 مرات في اليوم، وفي بعض الحالات القليلة، قد لا يتبرز الطفل السليم لمدّة 3 أيام وذلك عند ما تكون رضاعته طبيعيّةً. وبعد السنة الأولى يعد عدم إخراج الطفل لمدّة ثلاث أيام إمساكاً، خاصّةً عندما يصاحب عمليّة الإخراج صعوبة بالغة، أي تعصّر الطفل وبكاءه واستغراقه وقتاً طويلا أثناء عمليّة الإخراج. وفي بعض الحالات قد يخرج الطفل المصاب قطعا صغيرة فقط من البراز أو إفرازات سائلة تلوث ملابسه الداخليّة. وفي هذا الحوار سنناقش الطرق التشخيصية والعلاجية لهذا المرض مع الدكتور أيمن الجزائري استشاري الجراحة العامة بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي.

معالجة بعض أنواع الإمساك

مبكراً في غايّة الأهميّة

* لماذا يصاب الأطفال بالإمساك المزمن؟

- يعد الإمساك من الأمراض الشائعة عند الأطفال ويشكل 3% من أسباب زيارة الطفل للطبيب. ويصعب عادةً تحديد سبب معين للإمساك، لكن هناك عوامل قد يساهم أحدها أو بعضها مجتمعةً في الإصابة بالإمساك. منها الأسباب غير العضويّة، وهي الشائعة وتمثل 95% من الحالات، كطبيعة التغذية وتغيير نوع الحليب ومحاولة تدريب الطفل على استخدام المرحاض، ويسهل عادةً علاج تلك الأسباب. أما الأسباب العضويّة أو المرضيّة فهي نادرة ولكن يعد تشخيصها ومعالجتها مبكراً في غايّة الأهميّة نظراً لتأثيرها السلبي وخطرها على صحة الطفل.

* وهل هناك خطورة للإمساك على صحة الطفل وما هي أعراض الإمساك الخطر؟

- في أغلب الحالات لا يوجد خطورة مباشرة على صحة الطفل ولكن بعض حالات الإمساك الشديد قد تدل على وجود مرض عضوي. ومن تلك الحالات الإمساك المزمن منذ الولادة أو إمساك حديثي الولادة خاصّة عندما يكون مصحوباً باستفراغ متكرر. وكذلك عندما يصاحب الإمساك انتفاخ في البطن أو صعوبة في الأكل وبطئ في النمو أو فتور في نشاط الطفل أو ضعف في العضلات والأعصاب وفي تلك الحالات يجب الإسراع في مراجعة استشاري جراحة الأطفال لتحديد التشخيص وتقديم العلاج المناسب وهناك أضرار تحدث نتيجة تراكم الفضلات في المستقيم وتكون توسع في ذلك الجزء الأخير من المستقيم.

إجراء الأشعة للطفل في حالات الإمساك الشديد

* كيف يتم تشخيص الإمساك؟

- يتم تشخيص الإمساك عن طريق الاستفسار عن عادة الطفل في إخراجه والفحص الإكلينيكي ولا يحتاج الطفل إلى إجراء أي فحوصات مخبريّة أو اشعات إلا في حالة الإمساك الشديد أو فشل العلاج الدوائي (الصحيح) أو الشك في وجود مرض عضوي مسبباً له.

* ما هي طرق العلاج المتبعة؟

- يتطلب علاج الإمساك المزمن تعاوناً كبيراً من قبل الأهل وخاصّة الأم كما يتطلب الكثير من الصبر والالتزام بمتابعة الطبيب وإتباع إرشاداته. ويعد تغيير نمط وطبيعة الغذاء، كما أسلفنا، الخطوة الأولى في العلاج الصحيح وفي بعض الحالات تكون الخطوة الوحيدة اللازمة للتخلص من الإمساك. يحتاج الطفل عادةً في المراحل الأولى إلى أدوية ملينة تساعد على ترطيب الفضلات وبعدها يسهل إخراجها. وبإمكان الأم تعديل الجرعة حسب إرشادات الطبيب لتضمن الاستجابة المثاليّة حيث بإمكانها تقليل أو زيادة الجرعة حسب سهولة أو صعوبة الإخراج عند الطفل.

* لماذا يصعب على بعض الأطفال الإخراج مع مصاحبه ألم شديد؟

- يؤدي الإمساك فترة طويلة في الأمعاء إلى زيادة حجمه وتصلبه لذلك يصعب على الطفل إخراجه وبعد محاولة شاقّة قد يؤدي خروج البراز المتصلب إلى حدوث شرخ أو جرح في فتحة الشرج مما يسبب ألماً شديدا عند الإخراج. ونتيجة لذلك يقاوم الطفل عمليّة الإخراج التي تصبح مؤلمة نتيجة وجود الشرخ مما يزيد من حدّة الإمساك لدى الطفل.

ويستطيع الطبيب المتخصص تشخيص الشرخ عن طريق الفحص الإكلينيكي وتتركز طريقة علاجه على علاج الإمساك المصاحب له ومسبباته كما قد يصف الطبيب بعض الكريمات الموضعيّة لتخفيف الآلام المصاحبة.

إجراء الجراحة في حالات الإمساك المرتبط بالأمراض العصبية

* هل يحتاج الإمساك لتدخل جراحي وما هي طبيعته؟

- غالباً، لا يستدعي الإمساك المزمن أي تدخل جراحي إلا في حالات قليلة منها على سبيل المثال: الإمساك العضوي الناتج عن انسداد الأمعاء أو الإمساك المصاحب للإصابة بأمراض عصبيّة مزمنة. وتتمثل الجراحة إما في استئصال الجزء المسدود أو إحداث الية صناعيّة للتخلص من الفضلات عدا الحاجة. وقد يقوم الجراح بإجراء توسعة لفتحة الشرج في حالة وجود تضيق فيها.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد