إن الأوعية الشعرية والشبكية هي من المشاكل الجلدية التي تسبب إزعاجا للكثير من السيدات بسبب التشويه الذي تؤدي إليه في المناطق المصابة. هذا التشويه يظهر بشكل أوعية شعرية من خيوط حمراء أو زرقاء أو بشكل شبكة متشعبة عنكبوتية المظهر مما يعطيها الاسم المعروف: الأوعية العنكبوتية. أما الأوعية الشبكية فهي ذات قطر أكبر من مليمتر واحد وتتفرع (أو تتجمع بالأحرى) في النهاية من عدد من الأوعية الشعرية.

في معظم الحالات فان ظهور هذه الاوعية لا يرتبط بوجود أي مشاكل وظيفية أو تشريحية في أوردة الطرف المصاب، ولكن من المهم ان نعرف انها قد تكون المظهر الأول المستتر لدوالي في طور التكون.

من ناحية أخرى فإنها ترتبط بعوامل غالباً هرمونية المنشأ ذات علاقة بهرمون الاستروجين. تلعب الوراثة دوراً في ظهور هذه الأوعية أما بطريق مباشر أو عن طريق التأثيرات الهرمونية.

لقد كانت معالجة هذه الأوردة ذات المنظر المزعج غير مرضية في معظم الأحيان، لأنه بطبيعة الحال ان من يطلب المعالجة من اجل المظهر يسعى غالبا إلى الحصول على نتيجة كاملة قدر الامكان. سبب عدم نجاح المعالجات في السابق هو الحجم الصغير لهذه الاوعية مما يمنع الاستعمال الكامل للمواد المصلبة.

في الوقت الراهن فإن نتائج العلاج اصبحت افضل وبمتناول الكثيرين بسبب انخفاض تكلفة الاجهزة الخاصة. كذلك يتم الان استعمال مواد مصلبة لا تسبب الكثير من المشاكل الجانبية التي كانت منتشرة سابقا مثل تصبغات الجلد باللون البني بعد الحقن.

من ناحية اخرى تم استحداث تقنيات جديدة لعلاج الاوردة الشعرية مما سمح بالحصول على نتائج شبه كاملة. جهاز الفينويف وهو أحد أحدث الأجهزة التي تستخدم الان لازالة الأوعية الشعرية، وقد تم صنعه واستخدامه الأول في بريطانيا ثم اعتمدته هيئة الاغذية والأدوية الأمريكية مجددا.

هذا الجهاز يستخدم تيارا كهربائيا متناهي الصغر وكبير التردد مما يؤدي إلى اغلاق هذه الاوعية دون تسبيب ألم أو حروق في الجلد، وجل ما يشعر به المريض هو القليل من احساس يشبه نزع الشعر. لا يحتاج المريض بعد المعالجة إلى اتباع أي تعليمات خاصة ويستطيع العودة مباشرة إلى مزاولة نشاطه الطبيعي المعتاد.

من المهم في هذا المجال ان ننوه بان استعمال هذا الجهاز غير منصوح به لدى المرضى الذين يستخدمون مواد لتغيير لون الجلد او ادوية مضادة للتخثر او يعانون من التهابات جلدية نشطة، كما يجب تجنب استخدامه لدى المرضى الذين يحملون اجهزة كهربائية منظمة لضربات القلب.

بعد اتمام جلسة المعالجة التي تشمل في الحالات العادية حول 400 نبضة علاجية تقريبا، يستطيع المريض ان يقوم بممارسة نشاطه الطبيعي فورا بعد العلاج كما تختفي كافة الاوردة الشعرية التي تم علاجها ويرى المريض النتيجة مباشرة، وسوف يلاحظ المريض بعد ذلك وجود احمرار في الجلد في منطقة العلاج ثم تتحول المناطق الحمراء لتبدي ظهور بثور جلدية في الاماكن التي تم علاجها بالجهاز. تسقط هذه البثور تلقائيا مع الوقت كما تختفي تماما كل آثار العلاج ومظاهر الأوعية التي تم علاجها خلال ستة إلى ثمانية اسابيع على الاكثر. كما أنه ليس هناك أي محاذير خاصة يجب التوقي منها مع هذا العلاج ويستطيع المريض الاستحمام واستعمال الماء بشكل طبيعي على الاماكن التي تعرضت للعلاج.

من المهم في هذا الصدد أن نذكر أن عدداً لا بأس به من المرضى يحتاجون في نفس الوقت إلى العلاج بالحقن المصلبة، مثل هذا الوضع يحدث عندما يعاني المريض من الاوعية الشبكية والشعرية بآن واحد معا. من المفضل في مثل هذه الحالات ان يتم العلاج بالحقن اولا حيث قد تؤدي الحقن نفسها (والتي يتم اجراؤها في الاوعية الشبكية) إلى زوال الاوعية الشبكية المحقونة وعدد ما من الاوعية الشعرية المرتبطة بها.

بعد مرور اسبوعين على الحقن يمكن تقييم الوضع ثانية وإما اعادة الحقن مرة ثانية او التقدم إلى استعمال جهاز الفينويف. ومن الممكن في جلسة التقييم الاولى اعطاء فكرة تقريبية عن عدد الجلسات المتوقعة للحقن وعدد جلسات الفينويف.

غني عن القول ان هناك عدداً من المرضى الذين يعانون من أوردة شعرية أو شبكية على أرضية من الاحتقان الوريدي سببه وجود دوالي، هؤلاء المرضى سوف يعانون من حدوث لاصابات جديدة رغم العلاج للشعريات والشبكيات الموجودة سابقا، لذلك من المفضل في هذا الوضع ان يتم اجراء العلاج الكامل للدوالي قبل المضي قدما في علاج الأوردة الشبكية أو الشعرية بالحقن أو بالفينويف.

تفيد الاختبارات التي تجرى في مختبر الأوعية الدموية بحصر الحالات التي تحتاج إلى معالجة للدوالي سواء بالجراحة او إغلاقها بالليزر كما سبق الذكر ومن ثم يمضي المريض فترة عدة اسابيع قبل استكمال العلاج بالحقن او الفينويف.

وأود ذكر أن فهم المريض لطريقة العلاج التي تساعد في الاختفاء الكامل للدوالي سواء الشبكية أو الشعرية أساسي في انجاح العلاج وذلك بإيصاله إلى المرحلة النهائية بعدة جلسات.

استشاري جراحة الأوعية الدموية وجراحة زراعة الأعضاء - مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي