Al Jazirah NewsPaper Tuesday  04/11/2008 G Issue 13186
الثلاثاء 06 ذو القعدة 1429   العدد  13186
هذرلوجيا
الحياة جميلة إذن!!
سليمان الفليح

نهضت (مرغماً) مع بواكير الضوء للتخلص من كوابيس الليلة البارحة التي أقضت مضجعي وجعلتني أتلوى كثعبان الرمل في ظهيرة قائظة، وأحياناً أصرخ كالملدوغ من (عقرب السماء) التي ترضع السم من (صلّ الجبال) الأسود إذ هكذا يقولون، وأحياناً أعوي بأعلى الصوت مثل ذئب البوادي من شرفة عالية حينما أرى المدينة جاثمة كسلحفاة مضيئة نائمة، وأقول ما أشد وطأة الليل على كائن تتناوبه (الجواثيم) بلا سبب ظاهر سوى تراكم الخيبات والاحساس القائل بالوحشة الهائلة. وما أن ينبلج أول خيط أبيض من نور الخليقة حتى يطوح هذا الكائن المرعوب الغطاء بعيداً ويقفز كمهر بري احتبس في غرفة ضيقة.

إذن ها هو ذات الكائن يتجه إلى المغسلة بوجه يثير الشفقة حقاً إذ أخذ أمام المرآة يتلون ويتغضن بحيث لم يعد وجهه هو وجهه بل (لربما) يشبهه بعد عقدين من الزمان لرجل عجوز يحمل في يده (مذراه) لذلك راح يهزج حتى يشجع نفسه على مواجهة (الشبح) العجوز الذي سيشبهه فيما بعد!!

((الرجل الذي رأيته في صفحة المرآة

في يده مذراه

يريد أن يطعنني

فقلت: يا الله!!

طعنته بالنظرة المحدقة

فسقطت من كفه المذراه

وقبل أن يموت

حملته

أسعفته

لأنه يشبهني

أو أنني (ماني) سوى: إلاّه!!))

وبعد أن زال الكابوس عن الكائن بجهد الذي طعن الشبح اصغى إلى سقسقة العصافير ونوح اليمائم وأحس أن الفجر يغمر الخليقة فاجتاحه (بعض) التفاؤل، تلمس جسده جيداً فاطمأن أن كل أعضائه في مكانها الصحيح فتناول فطوره البسيط واتجه إلى التلفزيون ليرفع صوت فيروز الذي كان يصدح في احدى القنوات الميتة فاجتاحه (المزيد) من التفاؤل.

***

هجم على الصحف اليومية المكدسة وتناول احداها وقرأ الخبر الآتي: (ايجاد علاج للسرطان بالأشعة) فارتفعت لديه نسبة التفاؤل، تناول الصحيفة الأخرى وكان بها الخبر الآتي: (زراعة خلايا حيوانية حية في الإنسان لعلاج مرض السكر) فازدادت نسبة ارتفاع التفاؤل لديه أكثر وأكثر، ثم تناول الصحيفة الثالثة وفي صفحتها الثقافية راح يقرأ:

* أولاً: (كتاب الليل) نص جميل لصديقه عبد الرحمن الدرعان الذي لم يقرأ له نصاً منذ وقت طويل فأحس بالابتهاج.

* ثانياً: (عندما تجابه الكاتبة القبيلة) مقال رائع للقاصة القطرية هدى النعيمي تتحدث فيه عن الاسم المستعار لدى المبدعات في الخليج فازداد ابتهاجه.

* ثالثاً: (تيدهيوز - الشاعر) بقلم الزميلة السابقة التي كان يكن لها كل الاحترام (غالية قباني) التي ارتحلت عن العالم العربي منذ عدة أعوام ولم يعد يعرف عنها شيئاً، ف(غمره الابتهاج).

* رابعاً: (كان الليل يشبه ورد قرنفل أبيض) كتابة رائعة تبعث الأمل لصديقه المتشائم دوماً جار الله الحميد يحتفي فيه بالشاعرة المبدعة هدى الدغفق بمناسبة أمسيتها الشعرية في حائل فأحس بالتفاؤل العظيم ولذة الحياة وضخامة الأمل لا سيما أن جار الله قد بدأ متفائلاً ومبتهجاً أكثر من ذي قبل بعد أن وصل فيه الاحباط لأن يرثي نفسه في قصيدة تتناقلها (مواقع الانترنتات)، لذلك نهض الرجل الذي أوقظته الكوابيس وكان الضوء قد شمل الكون كله والشمس في آخر الافق تبتسم كفتاة لعوب فأخذ ينشد للحياة أناشيده الجديدة العالية!!.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7555 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد