Al Jazirah NewsPaper Thursday  06/11/2008 G Issue 13188
الخميس 08 ذو القعدة 1429   العدد  13188
لما هو آت
يا بسطة الريحان..!
د. خيرية إبراهيم السقاف

أتوكأ على شذاكِ.., وثلاث مضين وندوة السماء يبرق لها نور القمر..,

النفس هذه في ملكوت الله دنيا من جنان الريحان تقيم أود الوحشة ويستقيم لها كاهل الغربة..,

الناس تسير حزانى.., والتراب تحت أقدامهم يبصم وجه ذلك الحزن..,

ليست كلمات مرصوفة ملضومة.., ولا تهمي أبجدية البوح كي يستمتع الموغلون في سراديب الفتنة بوقع الخطى لمهابة حضور الكلام.., لكنها أسرار بين العين وبين الومضة.., في هذا الفضاء المترامي على بسطة الرياحين..,

الصغار والكبار على موعد مع الأسئلة.., وأي الأشذاء يُبقي في جوف الرأس رائحته.., حتى الطير الصغير على منقر الشجرة يسأل إن غاب عنه الرواء.., أو جفت عند موطئه الورقة.., هذا الطير.., يتآلف مع ظلال الحركة لأي كائن..., بالأمس كان حين يعبربه.., يطير هلعا أن يقتحم عليه أجنحته.., لكن عند السؤال عن قطرة.., أو بذرة يتمالأ الطير.., ينتظر لا ما يهلعه.., الإنسان أيضا يفرُّ في هجيره.., وزمهريره.., وحين الفقد يئن.., أنينه أسئلة.., فأين وكيف..؟ وربما إلامَ وعلامَ..؟..وبسطة الريحان منتجع التأمل تجذب المتسائلين.., ثلاث ليال مضين وهي في بهجة الرواء..,

في الصباح يتحلق البائعون.. وعند الظهيرة يتراكض الراغبون.., وبعد العصر يتجمع المشترون.., والطير تحوم تحلق.., رفيف أجنحتها نسمات بشذا الريحان.., الطريق الطويل بجوار البيت تعبق فيه الأسئلة.., خضرة النعنع المديني.., وزهرة الورد الطائفي..، وعطر الحبق الحائلي.., وولدان مطوقة رؤوسهم بعروق الريحان.., يكشفون عن كفوف الحناء.., تلك التي زرعت في أعماقهم قوة الصمود لشمس تندس عينها خلف وابل يتدفق.. ولهواء الخريف يطوح بأطرافهم.., وبسطة الريحان عرسا على حافة الطريق.. أسئلة لا ترمي بها أطراف الشفاه على قارعة الرصيف.., لكنَّها تلمُّها عقودا من مرجان الخاطر.., تطوق بها جيد المسافة.. فأتوكأ على شذاها.., لست وحدي.., بل العابرون جلُّهم.., وكلٌّ منَّا يلقي بأسئلته..., وينتصر للريحان.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5852 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد