Al Jazirah NewsPaper Thursday  06/11/2008 G Issue 13188
الخميس 08 ذو القعدة 1429   العدد  13188
نوافذ
نورة
أميمة الخميس

(نورة بنت عبدالرحمن) هذا الاسم لم يكن له حضور من حولنا أو في خطابنا الثقافي، يتوازى مع المساحة التي تحركت فيها صاحبة الاسم عبر التاريخ، أو مع ثقل الرمز الذي تناقلته الألسن.

والذي كان جماله يظهر عبر المفارقة الثنائية التي تبرز من خلال صيحة الفحولة الذكورية عندما تستجير برمز أنثوي (أنا أخو نورة) كي تحيلنا الصيحة إلى عدة أبعاد أبرزها بعد النبل والشرف والسيرة المحمودة الذي يستمد ويتجلى في شخص امرأة.

رمز نورة بنت عبدالرحمن كان متوارياً في صفحات التاريخ، وكان حضوره على الغالب موكلاً بالمناسباتية المتقطعة، لم يكن هناك موضوع في كتب ومناهج التاريخ المدرسية يتحدث بوضوح عن نورة بنت عبدالرحمن (كرمز نسائي) تاريخي يقتص للنساء من حضورهن المغيب في التاريخ، لم يكن هناك مدرسة سميت باسمها، في ظل ثقافة أحادية مظلمة طمست ملامح الأنوثة في المكان وأعطتها طابعاً معتماً، واستلبت من النساء ملامحهن، ومن المدارس أسماءها فأصبحت أرقاماً، مجرد أرقام بلا هوية إنسانية.

لم يسم مركز نسائي بهذا الاسم ولم تستدع الأنوثة النبيلة /الرمز/ الشرف لتعكس أيا من تلك الرموز في الفضاء الذي لطالما اخشوشن بذكورته وبالغياب المتعسف المعتسف للنساء.

واليوم عندما يطلق اسم نورة بنت عبدالرحمن على جامعة البنات فإن المكان يشرق بحضور أنثوي رصين /قوي/ معلم من معالم المدينة التي لطالما التهمت وجوه النساء.

جامعة البنات التي ستحتوي 40 ألف طالبة، ومستشفى للتدريب، وأقساما متطورة أكاديميا، فإنها من هناك تستجيب لنبض مرحلة جديدة لها شروطها ومتطلباتها، تحمل علاقة لم تنبت مع الواقع، ذلك الواقع نفسه الذي يشير لنا عن التكاليف الهائلة التي تذهب لتعليم البنات، وتدريبهن، وإعدادهن كقوة اقتصادية فاعلة ومنتجة، وليست مخلوقا حبيس هوس جمعي معوقا غير قادر على استشراف متطلبات المرحلة أو شروطها.. أو ينصت لشكوى آلاف الخريجات اللاتي يقبعن في معتقل البطالة.

نورة بنت عبدالرحمن تشرع بوابة شاسعة للمكان وتسحب ثوبها النقي، لتمسح واجهات لطالما تلطخت بالإهمال والنسيان.

المشروع الإصلاحي لملك هذه الدولة ليس مؤقتا... وليس طارئا... ولا يخضع للمناورات السياسية... إنه مشروع عقائدي متأصل في ملك تاريخي في مرحلة تاريخية.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6287 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد