Al Jazirah NewsPaper Thursday  06/11/2008 G Issue 13188
الخميس 08 ذو القعدة 1429   العدد  13188

الحلم سيد الأخلاق
سليمان بن عبدالكريم المفرج

 

إن الحلم سيد الأخلاق وقد حث الإسلام عليه، لأنه صفة نبيلة من شأنها تحبيب الناس لبعضهم وإزالة الشحناء ودحر الشيطان والقضاء على كثير من المشكلات في المجتمع. وقد كان لرسول صلى الله عليه وسلم قصب السبق في هذا المجال، وما قصة عفوه عن المشركين يوم الفتح المبين - فتح مكة - بخافية على أحد، فقد ضرب مثالاً رائعاً سيبقى خالداً في ذهن كل مسلم بل وحتى الكافر.

لقد آذاه المشركون أذى بالغاً سنين عديدة، وجاء اليوم الذي مكّنه الله منهم، وحان وقت الانتقام، فوقفوا في لحظة ذلة وهم يترقبون نوع الأخذ بالثأر، فسألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء يدور في أذهانهم: (ما تظنون أني فاعل بكم)؟ فقالوا: خيراً أخ كريم وابن أخ كريم. وهكذا حصحص الحق، فالحسدة الحقدة يعرفون فضل المحسود والمحقود عليه لكنهم لا يعترفون به إلا عند الأزمات الحقيقية، فيا لضعف أنفسهم وخبث طباعهم. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اذهبوا فأنتم الطلقاء). هكذا يكون المؤمن الصادق الواثق ببراءته ونزاهته الذي يريد وجه الله والدار الآخرة، ولك أن تتخيل ماذا يحصل بعد مثل هذا الحلم الرائع، إنه تغرورق له أدمع وتجيش نفوس وتسلم أفئدة. فهلا تحلينا بسيد الأخلاق، وكان ثأرنا:

إذا أدت قوارضكم فؤادي

صبرت على أذاكم وانطويتُ

وجئت إليكم طلق المحيّا

كأني ما سمعت ولا رأيتُ

إمام وخطيب جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب - الجوف - دومة الجندل

salmfrj@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد