Al Jazirah NewsPaper Sunday  09/11/2008 G Issue 13191
الأحد 11 ذو القعدة 1429   العدد  13191
حديث المحبة
حملة الترشيد.. مَنْ يرشد مَنْ؟
إبراهيم بن سعد الماجد

حملة وزارة الكهرباء والماء للترشيد قد تلقى تجاوباً كبيراً من المواطنين، لكنها لن تجد أذناً صاغية من قبل الإدارات الحكومية. ففي حملات سابقة كان تجاوب المواطن واضحاً وإن كان دون المأمول، لكنه كان سيئاً من قبل الإدارات الحكومية دون استثناء لإدارة. شواهد ذلك جلية لا تحتاج دليلاً، ولعل الجميع يشاهد هذا الهدر في الكهرباء طوال الليل لجميع الإدارات، وما خفي كان أعظم من الأجهزة الكهربائية الأخرى من تكييف وآلات وخلافه. وحسب تصريح معالي وزير المياه والكهرباء فإن الهدر يتجاوز 35%!

موظف مثالي يحاول أن يتعاون في إغلاق كل الأجهزة والإضاءة في محيط مكتبه، أصيب بالإحباط عندما شاهد كل وزارته ضد ذلك بالفعل لا بالقول، عندما شاهد مكتب وزيرهم لا يلتفت إلى ذلك ولا يعير هذا التوجه للترشيد أي اهتمام، وعندما شاهد كل المديرين وكبار المسؤولين في الوزارة لا يوجهون للترشيد.

إذا كان 20% نصيب الأجهزة الحكومية من الاستهلاك العام فإن ذلك يعني أن هذه الأجهزة تساهم بشكل كبير في هذا الهدر والإسراف الذي يعاني منه المجتمع في كافة شؤون حياته وعلى رأس ذلك الكهرباء والماء.

ما دامت الحال هكذا فيحق لنا أن نقول مَنْ يرشد مَنْ؟

هل نحن في حاجة إلى جمعية أهلية متخصصة في الترشيد؟ تبدأ بالأجهزة الحكومية حال انطلاقها لعل وعسى أن تجد إذناً صاغية من هذا الوزير أو ذاك المدير.

هل نحن فعلاً نعاني من فقد المسؤولية؟

هل الضمير الوطني بات ضميراً غائباً؟

كثيراً ما نقول بأننا مجتمع يعي المسؤولية.. نقول ذلك فعلاً ولكنه قول ليس إلا، وإلا الواقع يقول عكس ذلك تماماً، فنحن أبعد ما نكون عن هذه الصفة الجميلة - للأسف الشديد.

في طرقاتنا.. في أعمالنا.. في سلوكياتنا.. بل وفي مساجدنا لا نشعر بهذا الشعور الجميل.. شعور المسؤولية، بل إن من يستشعر هذا الأمر ينظر إليه نظرة إشفاق من كثير من الناس وربما ينعت بصفات أبسطها أنه (مسكين).. إذا كان الجهاز الحكومي الذي يعنيه مباشرة حفظ المال وصيانة مكتسبات الوطن لا يستشعر هذه المسؤولية فمن باب أولى الفرد العادي، ولا يجب -والحال هذه- أن نلوم أي إنسان لم يتجاوب مع هذه الحملة ومثيلاتها.

إن استشعار المسؤول عظم مسؤوليته تجاه مكتسبات الوطن ثقافة يجب أن تسود، وإن كانت غائبة في واقعنا الحاضر فيجب أن نجاهد من أجل بثها بين كافة طبقات المجتمع، فمن دون هذه الثقافة التي -للأسف- تعاني من فقدها مجتمعاتنا العربية بشكل عام ومجتمعنا السعودي بشكل خاص لن نقدر على الرقي بالمجتمع ولن نستطيع تحقيق خططنا الوطنية مهما كانت هذه الخطط حالمة وواعدة.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5968 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد