Al Jazirah NewsPaper Sunday  09/11/2008 G Issue 13191
الأحد 11 ذو القعدة 1429   العدد  13191
خلال مؤتمر صحفي لإبراز خطط الحملة التوعوية الإعلامية لموسم حج
خالد الفيصل: الافتراش والازدحام من الأسباب الرئيسة لعرقلة السير بالمشاعر المقدسة

مكة المكرمة - عبيد الله الحازمي

كشف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية أنه قد صدرت موافقة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا على قيام إمارة منطقة مكة المكرمة للإشراف على تنفيذ الحملة الإعلامية لحث المواطنين والمقيمين على الالتزام بتعليمات وتنظيمات الحج وبمشاركة الأمن العام والجوازات ووزارات الحج والثقافة والإعلام والشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد..

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده سموه أمس بديوان الإمارة بمكة المكرمة لإبراز خطط الحملة التوعوية الإعلامية لموسم حج هذا العام تحت عنوان (الحج عبادة وسلوك حضاري).

وقد بدأ المؤتمر الذي حضره معالي وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي بكلمة لسمو الأمير خالد الفيصل رحب فيها بالمشاركين في تنفيذ الحملة التوعوية الإعلامية لموسم حج هذا العام، وقال: الكل داخل المملكة وخارجها يعلم مدى اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين بتطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن ليتمكنوا من أداء مناسكهم بيسر وخشوع وما تنفقه المملكة من ميزانيات طائلة لهذا الغرض والاستعدادات الكبيرة التي تتخذها الأجهزة الحكومية والمؤسسات الأهلية ذات العلاقة. وأضاف سموه: غير أن البعض يخالفون النظام ببعض السلبيات والتجاوزات..

وإنني أؤكد إصرار القيادة على مواجهة هذه المخالفات ومنع السلبيات والتجاوزات وخاصة الحد من ظاهرة افتراش الطرق والساحات التي يترتب عليها معاناة الحاج النظامي في أداء نسكه وإعاقة الخطط التي تعدها الأجهزة الحكومية المعنية من أجل توفير الراحة للحجاج والحفاظ على سلامتهم وأمنهم وتأمين انتقالاتهم وإسكانهم مما يليق.. وفي هذا السياق تأتي هذه الحملة لتأصيل مفهوم الحج النظامي دون سواه بالحصول على التصريح الرسمي من الأحوال المدنية للمواطن ومن الجوازات للمقيم بنفسه مباشرة أو عبر مؤسسات حجاج الداخل المعتمدة والتحذير من التعاقد مع مؤسسات الحج الوهمية ومن اللجوء إلى وسائط النقل غير النظامية تجنباً للوقوع تحت طائلة الجزاء للمخالف ومن يعاونه أو يتستر عليه.

وأكد سمو أمير منطقة مكة المكرمة أن أهم وأبرز أهداف وعناصر هذه الحملة هو عدم الحج إلا بتصريح رسمي ومنع استخدام المركبات غير المصرح لها بدخول مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والتحذير من حملات الحج الوهمية غير المصرح لها من وزارة الحج، مفيداً سموه أن نهج الحملة سيكون مبدأه التوعية بسلبيات الحج دون تصريح أو الحج من خلال التعاقد مع الحملات الوهمية أو التنقل بوسائط نقل غير مرخصة لدخول مكة المكرمة أو المشاعر المقدسة سواء على المخالفين أنفسهم أم على إخوانهم من الحجاج النظاميين.

وكشف سموه أنه سيتم من خلال هذه الحملة السعي لاستخدام والاستفادة من كل الوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية بكثافة لإيضاح فوائد وأهداف تنظيم حجاج الداخل وأثره الإيجابي على الخدمات المقدمة لعامة الحجاج.

وأوضح سموه أن الافتراش والازدحام الحاصل بسبب الحجاج غير النظاميين هو السبب الرئيس لعرقلة حركة سير المركبات والمشاة في المشاعر المقدسة، وهذا ما يسعى الجميع إلى منعه والى إيجاد الحلول العملية للسلبيات المترتبة عليه من خلال القيام بهذه الحملة.

وقال سموه: متى ما تضافرت جهود الجميع بكل القطاعات المعنية بخدمات الحج والحجاج إلى جانب التزام المواطنين والمقيمين بالحصول على تصريح الحج سيؤدي ذلك بدوره إلى تنظيم إسكانهم ونقلهم بما يتناسب مع الطاقة الاستيعابية للمشاعر المقدسة وطرقها.

وأكد سموه أن الجهات المعنية ستقوم بتطبيق العقوبات والغرامات النظامية الصارمة على المخالفين ممن لا يحملون تصاريح الحج أو من يقومون بنقلهم.

وأبرز سموه أهمية الدور الكبير لمؤسسات حجاج الداخل في المساهمة في إنجاح أهداف هذه الحملة من خلال التزامهم باستيعاب الحد الأقصى من العدد المصرح لهم به ونقل حجاجهم بوسائط نقل نظامية إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وبأسعار معتدلة معقولة في متناول المواطن والمقيم.

وبين سمو الأمير خالد الفيصل أن إمارة منطقة مكة المكرمة تسعى إلى بناء شراكة إستراتيجية للرفع من مستوى تقديم الخدمات للحجاج وأن لكل قطاع حكومي أو أهلي دور واضح في هذه الشراكة وهي شراكة تكاملية تهدف إلى الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للحجاج.

وأكد سموه أن الحملة ستستمر بإذن الله في الأعوام القادمة حتى يتم غرس هذه المفاهيم والقيم لدى الجميع وتصبح سلوكاً وثقافة دائمة لديهم، متمنياً للجميع حجاً ناجحاً وآمناً بإذن الله تعالى وأن تتضافر الجهود لتحقيق تطلعات القيادة الحكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في الارتقاء بالخدمات التي تؤدى لضيوف بيت الله الحرام.

وحذر سموه من الحملات الوهمية مشدداً على أن أصحابها سيعاقبون عقاباً شديداً متسائلاً سموه: كيف يوهمون الناس وخصوصاً في مثل هذه المواسم المقدسة وكيف يخدعون ضيوف الرحمن وهذا أمر كبير يجب ملاحظته ومعاقبة كل من حاول أن يسيئ إلى ضيوف الرحمن، متمنياً سموه أن يتم القضاء على الحملات الوهمية وأن تنعدم وتختفي تماماً.

وبين سموه أن موسم حج هذا العام سيشهد خدمات جديدة لم تقدم في الأعوام السابقة من هذه الحملة التوعوية وغيرها من الخدمات والبرامج إضافة إلى المشروعات الجديدة التي سيستفاد منها في هذا العام والتي تضاف للمشروعات السابقة التي نفذت في مكة والمشاعر المقدسة.

وقال سموه: هناك طريقة نظامية لأداء مناسك الحج وليس عذراً أن تكون حاجاً لتتجاوز الأنظمة وتسيئ إلى الآخرين، فالحج ليس عذراً للإساءة، لافتاً سموه النظر إلى أنه من الممكن الاستفادة من حافلات نقل الحجاج من خلال وضع عبارات توعوية عليها تتعلق بتنظيم حجاج الداخل.

ونفى سموه أن تكون هناك مبالغة في رسوم خدمات حجاج الداخل وإنما تخضع هذه الأسعار لنوعية الخدمة التي تقدم للحجاج، مشيراً إلى أن ظاهرة توزيع الوجبات الغذائية من قبل الجمعيات الخيرية في المشاعر المقدسة ستكون موضع دراسة للأعوام القادمة بعد حج هذا العام مع وزارة الحج حيث سيتم بمشيئة الله وضع تصورات عن كيفية أعمال هذه الجمعيات الخيرية في مواسم الحج وفي المشاعر المقدسة، مؤكداً سموه أنه لابد من إعادة النظر لتنظيمها وتنظيم أعمالها ومواقعها والوسائل المسخدمة في تقديم أعمال هذه الجمعيات للوصول بها إلى الطريقة الحضارية التي ترقى إلى المستوى الذي تعيشه المملكة.

وشدد سموه على أن هناك عقوبات ستطبق على المخالفين والمتخلفين الذين يتم القبض عليهم بحيث يرحلون فوراً موضحاً أن هذا الأمر يطبق طوال العام وليس في موسم الحج وإنما يكون التشديد أكثر في موسم الحج لأننا نعرف أن هناك من يتجمعون لهذا الغرض.

من جانبه أوضح معالي وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبد السلام فارسي أن الجهد المبذول في الحج هو تحسين الأداء وتحديد الأعداد حتى تكون هناك خدمات أفضل حيث إن نمطية الحج واحدة، لافتاً النظر إلى أنه غالباً ما يحدث أثناء موسم الحج إيجاد حلول لمشكلات قادمة وليدة الوقت وهي مشكلات تنشأ مع بعض الحجاج، مؤكداً أن وزارة الحج تبذل كل الجهد لمواجهة هذه المشكلات مع توجيهات القيادة الرشيدة التي تقضي بالتيسير على ضيوف الرحمن لأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة، مؤكداً أن منسوبي الوزارة موجودون على مدار الساعة لخدمة ضيوف الرحمن.

وشدد وزير الحج على أنه لا حج من دون تصريح في موسم حج هذا العام حيث إن الحج بتصريح يساعد وينظم مناسك الحج، موضحاً أن الوزارة تتفاجأ سنوياً بوجود أكثر من مليون حاج غير نظاميين حيث إن وجود هؤلاء الحجاج غير النظاميين يعد من أهم المعوقات خلال موسم الحج.

وعن الطاقة الاستيعابية لمشعر منى، أوضح وزير الحج أن الدول حدد لها عدد الحجاح بنسبة ألف لكل مليون، ومشعر منى يتسع لمليون و700 ألف فلابد أن تعطى التصاريح في الداخل والخارج بما يسع الطاقة الاستيعابية وليس حسب الطلب والعرض ولكن حسب الطاقة المتاحة، ونحن نحاسب الدول ومن باب إلى أن يكون هناك مساءلة للشركات بما يتعلق بالترخيص، مؤكداً أن الإعاقة الكبيرة التي تسبب إرباكاً كبيراً لتنظيم الحج هو الحاج غير النظامي.

كما تحدث خلال المؤتمر الصحفي مدير عام الجوازات مفيداً أن حملة الخاصة بخطة العمرة مستمرة وقد تم القبض في مكة المكرمة على حوالي ستة آلاف من المعتمرين المتخلفين.

وأكد أن ما تقدمه المملكة من خدمات لضيوف الرحمن هو نابع من استشعارها لواجبها تجاه قاصدي بيت الله الحرام، وقال (هذه الخدمة شرف عظيم للمملكة حكومة وشعباً ويكفينا فخراً واعتزازاً اللقب الذي اختاره ملك البلاد وهو خادم الحرمين الشريفين.. وكلنا أتباع هذه القيادة في حمل هذا الشرف لخدمة الحجاج والمعتمرين).




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد