Al Jazirah NewsPaper Sunday  09/11/2008 G Issue 13191
الأحد 11 ذو القعدة 1429   العدد  13191
في الوقت الأصلي
وانكشف المستور؟!
محمد الشهري

عندما حذّرت مع من حذّروا من أبعاد وتبعات النهج (المريب) الذي انطلقت منه بعض وسائل الإعلام الفضائي الرياضي الذي اخترق مجالنا الرياضي مؤخراً، وخطورته الواضحة على محيطنا العام حاضراً ومستقبلاً.

** فليس لأنني أعلم الغيب، ولكنني أتكئ (ولله الحمد) على مخزون جيد من المقومات التي اكتسبتها عبر مشوار طويل، ومن خلال التجارب وليس من خلال النظريات والتخرّصات، والتي تساعدني كثيراً على قراءة السطور وما بينها قراءة صحيحة يندر أن تخذلني.. هذا جانب.

** الجانب الآخر أن الأمور - أصلاً - من الوضوح بحيث لا تحتاج إلى الكثير من الجهد في سبيل فهم أبعادها.. ولنأخذ الفضائية الظبيانية الرياضية مثلاً.

** ذلك أنه بمجرد أن تعرّف المشاهد الرياضي السعودي للوهلة الأولى على العناصر المحلية التي تم توظيفها للخوض في الشؤون الرياضية السعودية.. أدرك على الفور ما وراء الأكمة، وأن الأيام حبلى بالكثير من الغرائب والعجائب (؟!).

** إذ ما إن انطلق برنامج خط ال(...) في مهمته.. حتى أماط القناع عن حجم قبح المقاصد والنوايا التي يرتكز البرنامج (المطبخ) في سبيل تمريرها على فن الفتاكة وعلى قدرة أدواته المهارية على ممارسة المراوغة واللف والدوران، والحق أنهم أصحاب باع طويل في إجاجة هذه المهارات، ولا كيف أضحوا المطلب الأول لإنجاح مثل هذه البرامج ذات التوجهات المشبوهة (؟!!).

** فإذا وضعنا مسألة استهداف (الهلال) بالشكل الذي جرى، جانباً رغم كارثيته.. باعتبار استهدافه يمثل الركيزة الأساس في مشروع نجاح البرنامج حسب قناعة وترتيب (عرّابه) ومنظّره.. أي من الغايات الكبرى التي تبرر الوسائل المؤدية إلى تحقيقها في مفاهيم من يؤمنون بمبدأ (الغاية تبرر الوسيلة).

** إلا أنه لا يمكن بأي حال تجاهل باقي الكوارث المتعاقبة التي ما انفك البرنامج إياه يمارسها..كونها أكثر مساساً بالشأن العام الذي لا يمكن المزايدة أو المساومة عليه تحت أي (بربرة) كإطلاق الأكاذيب جزافاً وعندما يتم استنكارها من قِبل العقلاء.. يلجأ مطلقوها إلى حشرها زوراً وبهتاناً ضمن مصنفات الحوارات والآراء دون أن نعلم متى وكيف تم تصنيف الأكاذيب لتكون آراء تُحترم أو مواد قابلة للنقاشات والتحاور، وكل ما نعرفه أن الكذب بضاعة فاسدة ودرجة سفلى.

** ذكّروني بحلقة واحدة من حلقات البرنامج المذكور دون أن تتضمن واحدة أو أكثر من الكوارث التي تعطي البرهان تلو الآخر على الأبعاد والتوجهات غير السوية لمسيريه وأدواته (؟!).

** نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: تأكيد عرّاب البرنامج، بل (تحدّيه) على أن محمد نور سيكون ضمن تشكيلة الأخضر في لقائه القادم أمام نظيره الكوري الجنوبي.

** تلتها أكذوبة تدريب (ميتسو) للمنتخب السعودي.

** لتأتي ثالثة الأثافي متمثلة بمهزلة تصنيف أنديتنا إلى (أندية أمراء) و(أندية فقراء).

** كل هذه السلسلة من المساخر حدثت خلال فترة وجيزة.. فيا ترى ما أنواع وأحجام القادم من مهازل أجندة المعلم نجيب وطلابه في فصل خط الندامة (؟!!).

** أعلم أن الكثير من الزملاء والقراء سيلومونني على كوني منحت هذا البرنامج من الوقت ما يلبي رغبة القائمين عليه وخصوصاً أنهم يتباهون بكونهم باتوا يشكلون (بؤرة) إزعاج وبلبلة، ويعتبرون ذلك قيمة تستحق التعب والمثابرة، حسناً: فليعتبروه (زي) ما يعتبروه، ولكن أليس من الواجب أن نقول لهؤلاء كفى كذباً (عيب عيب).

مصادفة عجيبة؟!

** ما إن فرغت من تجهيز الموضوع أعلاه وإذا بإحدى الصحف تقوم بنشر تقرير أعده مراسلها في دولة الإمارات الشقيقة يهمنا منه مصادقته حرفياً على ما سبق أن أوضحته في ثنايا أحد مقالاتي المنشورة بمجلة النادي.. من أن الدافع الرئيس لممارسات برنامج نجيب وشلته والتي ترتكز على الإثارة الصفراء، وافتعال المواقف الصاخبة، فضلاً عن تبني وترويج الأخبار الكاذبة والمثيرة على حساب القيم والمصداقية والأمانة المفترضة.. إنما يعود بالدرجة الأولى إلى حالة مستعصية من الإفلاس العام.

** التقرير الذي جاء تحت عنوان (أبوظبي الرياضية من حافة السقوط إلى المنافسة).. تحدث صراحة عن النهاية البائسة التي كانت قد أشرفت عليها القناة لولا أن اختراقها للمجال الرياضي السعودي.. قد انتشلها من ذلك المصير.

** هذا التقرير جاء لينصف الذين حذّروا من ألاعيب مدير القناة وأعوانه هنا.. كما جاء ليضع النقاط على الحروف فيما يتعلّق بالوضع المأساوي الذي تمر به، وأنها كانت إلى أمس القريب جداً تعيش حالة احتضار حقيقي، وهو ما يفسر بداهة لجوء مديرها إلى ارتكاب تلك السلسلة من الممارسات المخجلة بحق الوسط الرياضي السعودي.. في سبيل إحداث حالات من الضجيج والضوضاء بغرض لفت الأنظار بأية وسيلة، وبالتالي الظهور بمظهر البطل الذي (جاب الذيب من ذيله)، وهنا يأتي السؤال الذي يقول:

** ما الذي أدى بالقناة أصلاً للوصول إلى حافة السقوط التي تحدث عنها التقرير في الوقت الذي ما انفك (ببغواتنا) هنا يتحدثون ويشيدون كثيراً بالرصيد المهني الهائل للقناة على مدى السنوات الماضية.. إذ كيف يمكن الجمع بين السقوط والالتزام بالمهنية، وإذا كانت المهنية هي من أسقطتها أو كادت.. فهل أساليب اللعب بالبيضة والحجر والثلاث ورقات هي التي سترفع من شأنها، وإلى أي مدى يمكن أن تخدمها (؟!).

** إنها معادلات مضحكة مبكية في آن معاً ولكنها تحكي حالات من العبث والسفه الذي تعمل على تسويقه ثلة من المنتفعين والدراويش على حساب المجتمع الرياضي السعودي.. مع شديد الأسف.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6692 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد