Al Jazirah NewsPaper Monday  10/11/2008 G Issue 13192
الأثنين 12 ذو القعدة 1429   العدد  13192
مستعجل
حوار مشروع.. مع أصحاب (المشروع)
عبد الرحمن بن سعد السماري

مشروع الكتب الإعلامية عن الإسلام وعن المملكة العربية السعودية) مشروع حديث.. كان من أهدافه.. مخاطبة الغرب حول ما يثار عن الإسلام وعن المملكة العربية السعودية.. وهو مشروع وطني طموح.. له أهداف نبيلة وغايات صادقة.. يقوم عليه رجال صادقون مخلصون..

** ونحن نسمع ونقرأ.. عن هذه الأعمال التي يقوم بها بعض الأشخاص.. سواء من خلال اجتهادات شخصية أو عبر مؤسسات أو عبر هذا المشروع الذي يخاطب الآخرين حول ما يثار عن الإسلام أو عن المملكة.

** وهذه المبادرات في ظاهرها.. تحمل مضامين جديدة وكلنا معها إذا كانت تؤدي إلى نتيجة.. أو تحقق هدفاً أو غاية.. وليس من باب.. عملنا شيئاً.. أو (سوينا شيئاً) وقمنا بشيء.. أو من باب إيجاد فرص عمل.. وفرص تكسب وتمشية وسعة صدر فقط.. أو هي من باب (التنظير) الذي شبعنا منه.. ولم يُضع أوقاتنا وفلوسنا وجهودنا.. غير التنظير والمنظرين.

** الخلاف الذي بيننا وبين هؤلاء.. أو أكثر هؤلاء المعنيين.. سببه أفعال وليس أقوالا.. وإذا كانت الشقة والخلاف.. أو لنقل العداوة - إن وجدت - سببها أفعال.. فلن يزيلها (الحكي)..

** الإسلام.. انتشر في شرق آسيا وفي بعض دول أفريقيا.. بل وأوروبا.. نتيجة التعامل الطيب.. التعامل الخلاق الأمثل.. نتيجة أخلاق وتصرفات المسلمين.. نتيجة سلوكيات وأخلاقيات ومثاليات.. ولم يكن نتيجة التعارك معهم كلامياً ولم يكن نتيجة التحاور فقط.. أو تصحيح صور مغلوطة أو بيان ما التبس عليهم.. كما لم يكن نتيجة ندوات وحلقات نقاش.. ولا كتب تطبع تطبع بمئات الآلاف.. وتترجم بمثلها.. ولا يقرأها أحد.. ولا نتيجة (تنظير) وحكي.

** كيف تحولت دول بكاملها.. إلى دول إسلامية؟

** كيف أصبح.. كل.. أو أكثر السكان في شرق وجنوب شرق آسيا مسلمين؟

** دول بكاملها.. مسلمة.. مثل أندونيسيا وباكستان وبنجلاديش وأفغانستان وإيران.. ودول لديها عشرات الملايين من المسلمين.. مثل الهند والصين.. ودول أكثر سكانها مسلمون كازاخستان وأوزبكستان وأذربيجان وسائر الجمهوريات الروسية السابقة.. ودول مثل البوسنة والهرسك وألبانيا وكوسوفا وتركيا والسنغال.. كيف تحولت إلى دول إسلامية؟ وغيرها شواهد أخرى.

** هل هذه نتيجة هذه الكتب.. وهذه الندوات؟ أم نتيجة أفعال وسلوكيات ومثاليات وأخلاق مسلمين بالفعل؟

** إلى قبل سنوات ليست بعيدة كانت الدعوة الإسلامية ناشطة في الغرب.. وكان هناك مكاتب دعوة.. وكان هناك دعاة.. وكان هناك نشاط كبير في إنشاء المساجد والمراكز الإسلامية.. وكان هناك حضور فاعل وقوي للعمل الإسلامي.. وكانت هذه الدول (الغربية) وغيرها.. ترحب بالدعاة وتمنحهم كل الفرص للعمل.. وكانت تساعد في إنشاء المساجد والمراكز الإسلامية.. وترحب أيضاً.. بكل المناشط الدعوية.. بل وتتبرع بالأراضي والأموال.. وتقدم التسهيلات للمناشط والجهود الإسلامية.. وترحب بكل عمل في هذا الاتجاه.. حتى جاءت الأحداث المتكررة.. من تفجيرات وعنف منسوبة للمسلمين.. ومنها.. أحداث سبتمبر.. وأحداث لندن ومدريد.. وعندها.. كان التعامل المختلف - تغيرت نظرة الغرب لنا - وكانت المشكلة.. فتصحيح الصورة.. ليس بالكلام.. وليس بالكتب.. ولا بالندوات.. ولا بالكتابات.. ولا بالتنظير.. ولا بكثرة (الحكي) بل.. بالأفعال.. وليس غير الأفعال (السلوكيات).

** المسألة.. ليست كما تصور هؤلاء.. من أن الغرب ستتبدل وجهة نظره.. من خلال محاضرة أو كتاب أو مقال.. وبعده بيومين.. يعايش انفجاراً عنيفاً يهز بلده.. أو يسمع عن انفجار أعنف في مكان آخر.. يتهم فيه المسلمون.. أو يسمع شخصاً منسوباً للإسلام.. يتوعد ويهدد بالتفجير وقتل وذبح الآخرين..

** هل هذه الطريقة هي الأنسب للتعامل مع هذا الوضع؟

** ثم.. كم من الغرب أو الشرق تبدلت وجهة نظره نتيجة لهذه الأعمال؟

** وكم من شخص جاء وقال.. كانت مفاهيمي خاطئة عن الإسلام والمسلمين.. وبعد محاضرتكم أو كتابكم أو مقالكم.. تبدل كل شيء؟

** لماذا لا يكون نشاط هؤلاء وجهودهم.. موجها لمن شوه صورة الإسلام.. ولمن أساء للإسلام بتصرفاته؟

** لماذا لا تكون جهود هؤلاء المخلصين الصادقين الغيورين على الأمة.. موجهة لمن ساهم في تشويه صورة المسلمين.. حتى يكف عن أعماله المشينة.. ثم بعدها.. نفكر في التعامل مع الغرب؟

** لماذا لا ينصب نشاط هؤلاء لمن كان وراء تشويه الصورة؟

** لماذا لا تتجه جهود هؤلاء لمن شوه صورة الإسلام.. فهم أولى؟!

** إن سلوك موظف أو طالب أو تاجر أو دبلوماسي.. أو حتى لاعب كرة قدم بسلوكياته وأخلاقياته وتهذيبه وتعامله الطيب في البلدان تلك.. أهم من عشرات الكتب وآلاف الندوات والمحاضرات.. وتلك الجهود التي لا نعرف ثمرتها ولا نتائجها.. إلا أنه (يقال!!.. إن هذا العمل تم.. وأن هؤلاء.. سافروا.. وحاضروا.. وطبعوا كتباً.. ثم عادوا سالمين غانمين..

** لجان المناصحة للمتورطين داخل السجون.. حققت نتائج باهرة.. وحاورت هؤلاء الموقوفين وأكثرهم اكتشف الحقيقة وبان له الحق وندم وتراجع.. وتحول إلى عنصر خير وصار داعية إلى الخير.. فلماذا لا يتجه هؤلاء إلى مجال المناصحة في الداخل والخارج؟! لماذا لا يناصحون بعض المنتسبين للإسلام.. الذين يقفون وراء الأعمال الإرهابية ويهددون ويتوعدون كل لحظة؟

** إنني أقول هذا الكلام من باب (الحوار) الذي فتحه هؤلاء ويتحدثون من خلاله.. فإن كان صواباً فالحمد لله وحده.. وإن كان خطأ.. فليُسمعوني آراءهم.. وكلي آذان صاغية.. فالكل يبحث عن الحق.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5076 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد