Al Jazirah NewsPaper Monday  10/11/2008 G Issue 13192
الأثنين 12 ذو القعدة 1429   العدد  13192
د. أبو رافع: التشخيص الصحيح للنزيف الرحمي يتم بعد إجراءات عديدة منها التنظير البطني والرحمي
ننصح المرأة بعمل الفحوصات الدورية للوقاية من الأمراض

من الطبيعي أن تستمر فترة الطمث لدى النساء لمدة سبعة أيام. ويكون النزيف غير الطبيعي عندما تصبح فترة الطمث غير منتظمة، أو عندما تتعدى فترة الطمث المدة الطبيعية، أو عندما يكون الطمث أقوى من المعتاد، أو عندما تتغير أنماط النزيف.

وسيقوم الدكتور باسم فؤاد أبو رافع استشاري أطفال العقم والأنابيب خلال هذا اللقاء بتوضيح أسباب النزيف غير الطبيعي كيفية تشخيصه كيفية علاجه.

النزيف بين دورات

الطمث نزيف غير طبيعي

بالبداية د. باسم نود توضيح الأسباب المؤدية للنزيف غير الطبيعي

قبل أن أبدأ بشرح الأسباب أود أن أوضح أن خلال الدورة الشهرية يتسبب الإستروجين والبروجستيرون - وهما هرمونان ينتجهما المبيضان - بتغيرات في بطانة الرحم. فيقوم أحد المبيضين بإطلاق بويضة شهريا، أي قبل 12- 14 يوما من بداية الطمث، ويسمى ذلك الإباضة. ثم تنتقل البويضة إلى أحد قنوات فالوب حيث يقوم الحيوان المنوي بتلقيحها. في حال لم يقم الحيوان المنوي بتلقيح البويضة، لا يحدث الحمل وينخفض معدل الهرمونات. ويؤدي هذا الانخفاض إلى انفصال بطانة الرحم. ويعد هذا الانفصال الدورة الشهرية.و تبدأ الدورة الشهرية في اليوم الأول من الطمث وتنتهي في اليوم الأول من فترة الطمث التالية. وتدوم الدورة الشهرية حوالي 28 يوما، وقد تكون أطول أو أقصر. في حال دامت الدورة الشهرية أكثر من 35 يوما أو أقل من21 يوما، تعتبر غير طبيعية. إن غياب الطمث لثلاث دورات طبيعية أو ثلاثة أشهر (انحباس الطمث) يعتبر أيضا غير طبيعي وقد ينتج عن أسباب عديدة.

وقد يتضمن نزيف الرحم غير الطبيعي نزيف بين دورات الطمث، نزيف بعد ممارسة الجنس،نقاط دم في أي وقت من الشهر خارج الدورة الشهرية،نزيف أقوى أو أطول من العادة.

يحدث النزيف الرحمي في أي عمر

وهل هناك عمر معين يحدث فيه النزيف غير الطبيعي؟

قد يحدث النزيف غير الطبيعي في أي عمر على الرغم من وجود فترات في حياة المرأة تصبح فيها الدورة الشهرية غير منتظمة إلى حد ما. تكون فترات الطمث غير منتظمة خلال السنوات الأولى التي تبدأ فيها الفتيات بفترات الطمث (9-16 سنة تقريبا). من الطبيعي أن تصبح فترة الطمث أقصر لدى النساء اللواتي يبلغن 35 سنة من العمر ولدى النساء اللواتي يقتربن من سن اليأس (50 سنة تقريبا). ومن الطبيعي أيضا أن يغيب الطمث لشهر واحد أو أن تقل كمية النزيف لكن، في حال أصبح النزيف أقوى ينبغي التحقق من الأمر.

سرطان الرحم وعنق الرحم من أسباب الإصابة بالنزيف

د. باسم.. وماذا عن الأسباب المؤدية للإصابة؟

بالحقيقة أن النزيف غير الطبيعي في الرحم ينتج عن أسباب كثيرة حيث تتضمن الحمل، الإجهاض، الحمل خارج الرحم، المشاكل المرتبطة ببعض وسائل منع الحمل كاستعمال اللولب الرحمي أو حبوب منع الحمل، التهاب الرحم أو عنق الرحم،الأورام الليفية، مشاكل سيلان، الأورام اللحمية، بعض أنواع السرطان مثل سرطان الرحم أو عنق الرحم أو المهبل وبعض الحالات الطبية المزمنة مثل مشاكل الغدة الدرقية والسكري وقد يحدث النزيف القوي أو غير الطبيعي لدى بعض النساء نتيجة لمشكلة في الهرمونات وقد يحدث عندما ينتج الجسم كميات كبيرة أو كميات غير كافية من هرمون معين.

التحاليل وبعض الفحوصات مهمة للتشخيص

و بما أن الأسباب كثيرة، كيف يمكن للطبيب تشخيص سبب النزيف؟

يحتاج الطبيب عند تشخيص النزيف غير الطبيعي لمعرفة التاريخ الصحي للمرأة وللعائلة ويتحقق الطبيب من أمراض سابقة أو حالية، أو إذا ما كانت المرأة تستعمل أدوية معينة أو تستعمل وسائل منع الحمل ويحتاج الطبيب كذلك لمعرفة وزن المرأة والعادات الغذائية والتمارين، ومستوى الإجهاد النفسي والجسدي لديها بالإضافة لبعض المعلومات الخاصة بالدورة الشهرية.

وتخضع المرأة خلال التشخيص لفحص طبي يتطلب القيام بتحاليل دم للتحقق من نسبه ومستوى الهرمونات وفحص الحمل بالاستناد إلى الأعراض التي تعاني منها المرأة وقد يتطلب الأمر إجراء الفحوصات التالية: أخذ خزعة من بطانة الرحم للفحص المجهري، فحص الموجات الصوتية لأعضاء الحوض وتصوير الرحم الصوتي لتجويف الرحم، تنظير الرحم من أجل مشاهدة تجويف الرحم، التوسيع والكشط حيث يقوم الطبيب بتوسيع عنق الرحم ويتم كشط أو شفط نسيج من بطانة الرحم من أجل فحصه تحت المجهر، التصوير البوقي الرحمي: يقوم الطبيب بحقن محلول في الرحم وقنوات فالوب من أجل إجراء فحص تحت الأشعة السينية، تنظير البطن من أجل رؤية داخل البطن.

وكيف يكون العلاج؟

يعتمد علاج النزيف غير الطبيعي في الرحم على عوامل كثيرة، تتضمن السبب، وعمر المرأة، حدة النزيف، والرغبة في الإنجاب. قد يصف الطبيب الهرمونات أو أدوية أخرى، وقد تحتاج المريضة أحياناً لإجراء عملية جراحية.

وبعد عدد من الدورات الشهرية، ينبغي أن يتمكن الطبيب من تقييم نتيجة العلاج. وقد يتطلب الأمر لإجراء بعض الفحوصات من جديد. وفي حال اشتبهت المريضة أنها حامل يجب عليها إعلام الطبيب.

وجود الأورام اللحمية والليفية تستدعي لإجراء الجراحة

لقد ذكرت أنه في بعض الأحيان قد تحتاج المرأة إلى عملية جراحية،فمتى يتم اللجوء للجراحة؟

بعض النساء اللواتي يعانين من نزيف غير طبيعي في الرحم، قد يحتجن إلى الخضوع لعملية جراحية من أجل إزالة الأورام (مثل أورام اللحمية، أو الأورام الليفية) التي قد تسبب النزيف. ويمكن القيام بذلك من خلال تنظير الرحم لكن قد تدعو الحاجة في بعض الأحيان لإجراء عملية جراحية أخرى.

ويلجأ الأطباء إلى عملية كي بطانة الرحم من أجل معالجة النزيف غير الطبيعي في الرحم. ويستعمل هذا العلاج الكهرباء، أو الليزر، أو الحرارة من أجل إتلاف بطانة الرحم. وتهدف هذه الطريقة إلى تخفيف النزيف بشكل دائم. ينبغي أخذ خزعة من بطانة الرحم قبل العلاج. وقد لا تتمكن المرأة من الحمل بعد الكي.

كما أن استئصال الرحم يعتبر وسيلة جراحية أخرى يمكن استعمالها لمعالجة النزيف غير الطبيعي. ويمكن اتخاذ هذا الإجراء عند فشل أشكال العلاج الأخرى أو عدم إمكانية اتباع العلاجات الأخرى.

يعتبر استئصال الرحم عملية جراحية كبيرة. وبعد هذه العملية، تنقطع الدورة الشهرية وتصبح المرأة أيضا غير قادرة على الحمل.

وقبل الانتهاء من لقائنا مع الدكتور باسم وجه نصيحة للنساء أنه في حال لاحظت المرأة عدم انتظام الدورة الشهرية لديها، يجب زيارة الطبيب. فالنزيف غير الطبيعي ينتج عن أسباب عديدة. لا يمكن معرفة سببه إلا من خلال فحص الطبيب، وأن العلاج يتم بنجاح في أغلب الأحيان. ودائماً ننصح المرأة على وجه العموم بإجراء فحوصات دورية للاطمئنان على سلامتها ولوقايتها من الأمراض.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد