إننا حين ننخرط في الكتابة عن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ليس تزلفاً ولا إطراء أو ثناء ومديحاً، فهذا المجال لا نخوض فيه ولا نستهويه، فهذا المجال له مريدوه، لكنا نقرأ في الواقع الريادي بشكل موضوعي وانعكاساته في سلوك المواطن، وفي مسائل تتعلق بكافة الحياة المتحضرة على أساس ذلك المنهج القويم الذي أرسى قواعده - المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود بدقة بالغة وتميز مطلق الذي يرسم سياسات الصالح العام لكل من الوطن والمواطن على السواء.
وقد سار على الدرب أبناؤه البررة فحققوا إنجازات عملاقة تحمل شعار إيمان بالله.. إتقان في العمل.. انتماء للوطن..
وبما يحمله هذا الشعار من معنى، لا تهاون.. ولا تخاذل.. ولا تفريط في حق من حقوق البلاد والعباد.
لعل هذه المعاني السامية تنقلنا بحق إلى ميدان التواصل مع شخصية فذة صنعتها الخبرة والتجربة لتكون أساساً متيناً تبنى عليه ثقافة الأجيال الجديدة.
وبناء على هذه المعطيات عسانا نقدر على أن نقرب للأذهان خصائص الشخصية الكرازمية متمثلة - عن كسب - في شخصية سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز من خلال أداءاته المتميزة المنفردة التي تستهدف تنمية الإنسان وتقدم المجتمع.
وكم يروق لنا أن نستطرد في تحليل هذه الشخصية الكرازمية بينما نشعر في ذات الوقت ببعض القلق من تعثر قد يصيبنا في عملية التحليل أو في عرض رؤى غير متكافئة أو في النأي عن حقيقة لم ألم بها أو في نشاط لم أتطرق إليه.. لكن عذري انه اجتهاد على أي حال.. أملنا أن نقف عند نقطة في عبقرية القيادة نطمح في أن يقتدي بها الشباب.
هذه النقطة التي نأمل الوقوف عندها: ميكانيزم التدافع الغائي للنحوط بمطالب المواطنين وبلوغ مستوى راق في سد حاجاتهم.
وينهض هذا الميكانيزم على أساس ما لدى هذه الشخصية الكرازمية من مكتسبات مهارية وتفهم عميق لمجريات حالة المواطنين حتى ولو لم يعبروا عنها بأنفسهم: والفيصل في هذا اعتماد سموه على حسه الثاقب بمشاعرهم ورغباتهم وتطلعاتهم.. مما يثير لديه الهمة في تكريس جهده العظيم من أجل تنمية وإصلاح معطيات الواقع ليعيش المجتمع على أفضل حال بيئة وإمكانات وأشخاص، ووضع أسس تعزيز المناشط الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في إطار مخططات التنمية المستدامة.
والأمير سلمان صاحب الشخصية الكرازمية (النموذج) نراه - بالتأكيد - مبدعاً فيما يحمله من مفاهيم تقدمية في الاقتصاد والثقافة والعلم المجتمعي، ومعززات سلوك التواصل تبعاً لنسق المعايير الإسلامية والقيم الإنسانية.. وهو العنصر الحاسم الذي يتجسد في شخصية الأمير سلمان استجابة لمردود مخططات التنمية، وإشباعاً لمطالب حياة المواطنين.. حيث يمتلك سموه في أداءاته الإجرائية إرادة خبرة تدعو لاحترام مشاعر الآخرين وما يستتبع ذلك من عناية بهم وبناء معززات الاستجابة لمطالبهم الموضوعية التي تنعكس بدورها على البرامج والمشروعات الاجتماعية، وهي وسيلة لارتقاء حياة المواطنين وتنمية قدراتهم لمواجهة تحديات الواقع (المعولم) وأزمانه والتصدي للمشكلات، وتخطي الصعوبات التي قد تعترض - أحياناً - سبيل حياتهم المتوافقة مع الممكن والمتاح التي تعتمد على إدراكهم للمسؤولية الاجتماعية وحقهم في المشاركة الواجبة في إدارة برامج التنمية والمشروعات الخدمية المدنية التي تحمل معنى العناية بالآخرين في مصلحة خيرهم العام.
ويرجح الأمير سلمان دائماً شعار العمل وإذكاء دوافع العمل من أجل حصد قيمة العمل. فمثلاً يعرض سموه معاني العمل الارتقائي في ميدان رعاية المعاقين - وذوي الظروف الخاصة، بأنه العمل الذي يتم إنجازه بصورة فاضلة، ومحاولة بلوغ ما هو أفضل من ذلك.
إن العمل التكافلي يتم بصورة جماعية والصمود لما هو أكثر ترابطاً، وأن الترابط في مجال العمل الأهلي الذي يوليه سموه عظيم اهتمامه - ترابط أخلاقي ينشأ عن شفافية العمل من أجل تلبية الحاجات والوفاء بمطالب هؤلاء المحتوم عليهم الاعتمادية في سد الحاجات الضرورية والاعتماد في هذا المجال ينبني على الثقة - وتفعيل العلاقات - ودعم مستويات التوافق، والرضا الانفعالي والاهتمام المتزايد.
ويؤكد الأمير سلمان دوماً على أن العمل في النشاط الأهلي قيمة في حد ذاته تعتمد على الوعي بالمطلب الرعائي، وعلى نوعية الخدمة المقدمة، وعلى وقت تقديمها.
ويطيب لنا في هذا المقام أن نذكر أن توجيهات سموه تتماشى مع محددات العناية في العلم الاجتماعي الحديث الذي يشير إلى أن العمل الأهلي يكرس أخلاقيات العدالة التي تتمثل في أوجه الرعاية المتكاملة وفي عادات وتحديات العمل ومناشط الشأن المؤسسي، والعلاقات الإنسانية الحميمة.
ويجدر بنا الإشادة بكافة العاملين في المشروعات التي يقودها سموه في شتى المجالات يعتنقون قيم إتقان العمل، ويحملون في ذواتهم عوامل إيجابية العلاقات الطيبة، ويشعرون بوجوبية حماية ورعاية من تعوزه الحماية والرعاية من خلال أخلاقيات الممارسة التي تعبر عن السلوك الراقي في ميدان العمل.
فالعمل تحت إمرة سموه يعتبر ممارسة وقيمة، وتتنوع الممارسات بتنوع طبيعة وميدان العمل. فمثلاً العمل في الميدان الاجتماعي يتم في إطار مخططات التنمية الوطنية الشاملة ذات التوجه المنسق نحو الصالح العام والحفاظ على مقومات الكيان الاجتماعي، ودعم المسؤولية الاجتماعية، وسلامة الفئات الاجتماعية بتقديم أفضل عناية ممكنة بدعم الدولة المستدام والمتواصل.
إننا ونحن تحت حيال عبقرية القيادة (الشخصية الكرازمية) التي يتوجب أن يقتدي بها الشباب والعاملون بقطاعات الدولة المختلفة فهم يقتدون بمثل إنسانية تتمثل في الانتماء وقوة الإرادة والثقة بالنفس والإقدام الجسور للعمل الصالح في غير وجل وخوف، بطاقة خلاقة وعطاء بلا حدود.
إن الشخصية الكرازمية متمثلة في الأمير كنموذج يجسد مقوماتها تلمس تأثيرها الفاعل في اتجاهات وسلوك المحيطين بها وهم يسعون للسير على هدى من فيض نورها العميم، اقتداء بهذه الشخصية كنموذج للقدوة الصالحة لفئات المجتمع وللعمل الدائب من أجل التقدم والنمو والازدهار.
وهذا ما نلمسه جميعاً في موظفي مقام إمارة منطقة الرياض وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين وأن يلهم سموه الصحة والعافية وطول العمر لتجد الرياض العشق من أميرها لتنافس العواصم العالمية في تحضرها وتقدمها في ظل توجيهات ودعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين.