Al Jazirah NewsPaper Wednesday  12/11/2008 G Issue 13194
الاربعاء 14 ذو القعدة 1429   العدد  13194
المسلمون تتجه أنظارهم إلى بيت الله الحرام هذه الأيام المباركة
عبدالعزيز الصالح

يقول الحق سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) (سورة الحج).

منذ أن رفع سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما الصلاة والسلام القواعد من البيت أصبح البيت العتيق مطافاً للزائرين ومحط أنظار الوفود كما قال تعالى في محكم كتابه (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً) (سورة البقرة 125).

كما قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (سورة البقرة 126).

حيث ارتبطت فطرة المرء بأوَّل بيت وضع للناس كما قال تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ) (سورة آل عمران 96).

في مثل هذه الأيام المباركة من كل عام تتجه أنظار المسلمين في كافة أنحاء المعمورة إلى الأماكن المقدسة مكة المكرمة والمدينة المنورة وإلى المشاعر لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام حيث ألوف مؤلفة من الحجاج يفدون إلى هذه البلاد وكلهم شوق ولهفة وترقب ومحبّة وبهجة وسرور وسعادة إلى هذه الأماكن فقد هيئ لهم أن يؤدوا فريضة مكتوبة عليهم بأمانة وأحسن حال وأحسن صورة وأن يقوموا بأداء ركن من أركان دينهم الحنيف وأن يتطهروا من أدران الذنوب والمعاصي بشتى أنواعها وأشكالها وأن يشهدوا منافع لهم من اجتماعية وأدبية ومادية حيث إن الحجاج يعتبرون الحج (رحلة دينية) سامية وعظيمة وهي أمنية العمر لكل مسلم ومسلمة (ومناط الأمل لكل مسلم ومسلمة) وتعتبر لأبناء هذه البلاد مناسبة عظيمة وكريمة ووسيلة تآلف وتعارف وتقارب وتعاون بينهم وبين ضيوف الرحمن الأبرار الذين قدموا إليهم من مشارق الأرض ومغاربها بقلوب يعمرها الإيمان والخير والحب والاحسان.

فعلى اخواني أبناء هذه البلاد الطيبة عامة وخاصة من تناط بهم شؤون الحج وضيوف الرحمن أن يقدروا هذه المناسبة العظيمة حق قدرها كما كان أسلافهم الأماجد خاصة وأن أيام هذه المناسبة أيام محدودة ثم يعودوا إلى أوطانهم، فالواجب علينا جميعاً أن نساعدهم ونساندهم ونوسع المجال لهم حتى يتمكنوا من أداء هذا الركن بيسر وسهولة وصحة وعافية. ويبرزوا من تلقاء أنفسهم مكارمهم المكنونة على أشمل الوجوه وبعد هذا وذاك فإن التمسك بهذه المبادئ وهذه المثل العليا تحقق هدفاً سامياً من أهداف الحج بطريقة مزدوجة مشرقة للجميع وبحكم عري الترابط الأخوي بين كافة المسلمين قاطبة هنا وهناك يجعلهم جسداً واحداً إذا اشتكى فيه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

والحاج الكريم يلقى التكريم والتقدير والاحترام والحفاوة والترحاب في هذه الاماكن المقدسة أينما حل وارتحل ويشاهد بأم عينيه الاستقبال الحسن والبشاشة والأريحية الراقية والعطف والمساعدة والاحسان مرسومة على وجوه مضيفيه في كل مكان من هذه الأماكن المقدسة وفي كل وقت وحين لابد أن يكون لديه انطباع عميق في نفسه يتجلى في التقدير والاحترام، فإذا عاد الى وطنه كان لا محالة (منبراً إعلامياً) صادقاً مصدقاً يعبر عما يجول في خاطره خير تعبير وأصدق كلمة عما يتحلى به سكان أهالي مكة المكرمة والمدينة المنورة من أخلاق مثالية وتعاطف عظيم ومبادئ إسلامية راقية وعريقة منذ الأزل.

وبالله التوفيق والسداد.

- الرياض



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد