Al Jazirah NewsPaper Wednesday  12/11/2008 G Issue 13194
الاربعاء 14 ذو القعدة 1429   العدد  13194
حِفْظ القرآن يُنمي عقول أبنائنا
خالد عبدالعزيز الحمادا

القرآن هو كتابنا ودستورنا وأصل عقيدتنا ومنطلق تفكيرنا وغذاء عقولنا ومصدر نموها وتطورها وإبداعها.. بالقرآن نحيا، وبتطبيق أحكامه والعمل بتشريعاته نسعد.. القرآن آيات مُحكمات، وكلام فصيح بليغ، وقبل ذلك كله هو كتاب منزَّل وقول مقدَّس، يعلمنا كيف نتعبد، ويعلمنا كيف نحيا ونعيش {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}.

هذا الكتاب العظيم هو مرجعنا، ولا بد أن ننشِّئ عليه أبناءنا ونجعلهم يحفظونه ويتدبرونه ويعملون بأحكامه ويتخلقون بأخلاقه.. وإذا كانت الأمم الأخرى تُقرئ أبناءها سير رجالها وتشربهم أساطير باطلة وعقائد محرفة فنحن الأمة التي أعزَّنا الله بالإسلام وشرَّفنا بهذا الكتاب العظيم يجب علينا أن نعلِّم نشأنا القرآن ونحفّظهم آياته ونؤدبهم بآدابه.. وهذا - ولله الحمد - ما قامت به مملكتنا الغالية من الاهتمام بالقرآن وبتفسيره في مدارسنا، ومن فتح مدارس خاصة بتدريس كتاب الله، ومن تقريب نشئنا من كتاب الله. ومدارس التحفيظ التي لها برنامج خاص ضمن برامج وزارة التربية التعليمية وهي تابعة لها أتت ثمارها وخرّجت لنا طلاباً مبدعين ومنتجين وقياديين؛ لأنهم تربوا على القرآن، وتدربت عقولهم على آياته وأحكامه وألفاظه ومعانيه.. فرصيد الحفظ الذي لديهم غذى عقولهم ووسّع مداركهم وأطلق ألسنتهم وأكسبهم آلية الفَهْم والإنتاج والإبداع.. وأنا حقيقة أعتبر مدارس التحفيظ وجهاً ثقافياً وحضارياً لوزارة التربية والتعليم، وأيضاً هي ميدان حافل بالعطاء والإنتاج.

وعلى الوزارة أن تُزيد من عدد هذه المدارس، وأن تتوسع في هذا المجال، وتكثِّف من برنامجها الخاص بهذه المدارس، وأن تطوره وتزيده وتثريه، وأيضاً - وهو الأهم - أن تُحدث قسماً أو نظاماً يكون بمثابة المنظِّم أو المرجع الذي تأوي إليه هذه المدارس النموذج بدلاً من جعلها تابعة للتوعية الإسلامية؛ فمدارس التحفيظ لها ثقل وتُلمس لها إنتاج على أرض الواقع؛ فلا بد من مرجعية تحدثها الوزارة تقوم بدور المفعِّل والمنظِّم والداعم لهؤلاء الحفظة الذين هم ثمرة ناضجة واعدة نقطفها كل سنة ونلمس أثرها كل زمن.. أتمنى أن تلامس كلماتي هذه همّ وحرص المسؤولين في الوزارة لعلنا في المستقبل القريب نحتفل جميعاً بقسم خاص لمدارس التحفيظ في الوزارة أو مرجعية منها وإليها تعود مدارس التحفيظ.

هذا، واستغفر الله لي ولكم.













alhamada1427@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد