Al Jazirah NewsPaper Wednesday  12/11/2008 G Issue 13194
الاربعاء 14 ذو القعدة 1429   العدد  13194
أمّ المصلين ربع قرن
الشيخ السديس الذي ترنم بالقنوت في حرم الله
أحمد بن عبدالعزيز الركبان

يصعب عليّ الثناء أو المديح لمن يستحق الثناء.. وتصعب على مخيلتي وصف الحرم المكي الشريف وهو يحتضن الألوف من المصلين في شهر رمضان المبارك هذا العام.. وسأبتعد عن الخدمة المقدمة فيه من كل النواحي الأمنية والتنظيمية وإفطار الصائمين والنظافة وغيرها.. لأن شهادتي في هذا الجانب نقص في حقهم جميعا.. فوالله إن كل زائر للحرم يرفع القبعة احتراما لمن قام بخدمة المعتمرين.. ومن لم يقتنع بما قدم فليشرب من ماء البحر.. لعله أن يطهر قلبه من الحسد والحقد..

ليلة الخامسة والعشرين والسابعة والعشرين والتاسعة والعشرين التي شهدت ختم كتاب الله.. سهج بنا إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس متعه الله بالصحة والبنان.. في روحانية التضرع إلى الله العلي القدير.. اختار الشيخ جملاً من الأدعية فيها حاجة الناس.. ومبتغى توهجهم.. كان دعاؤه يتحدث عن قضايا الأمة.. تفاعل معه الصغير والكبير.. رجالاً ونساء.. ترنم الشيخ عبدالرحمن بالقنوت.. فما من حاجة إلا سأل الله بها خيرا.. أوصى فيها الأمة بالتوجيه والرفق بالناس.. شمل الشيخ متطلبات الحياة.. وأسباب الجنة.. وتجنب النار.. دعا الله للثكالى.. والأمهات والجدات والأجداد ومن هم في حكمهم.

دعا للشباب والشابات.. وعرج على الإعلام ووسائله.. والعلماء والدعاة ورجال الحسبة.. والأمن.. والحكام والملوك.. وترجى الله عز وجل ترخيص الأسعار والتخفيف على الأمة الإسلامية.. ورفع الشيخ معنويات المناضلين للحق في بلدان شتى إسلامية.. ولم ينس الشيخ القدس.. ولا إخوتنا في العراق..

واللافت للنظر في تلك الليالي الثلاث التي تعتبر لها قدسية واهتمام لدى المسلمين بجانب الليالي العشر على اعتبار تحري ليلة القدر أن المخرج التلفزيوني يتجول بالعدسة على عدد من المصلين أثناء القنوت وتبين تشوق المأمومين لدعاء الشيخ.. والدموع تذرف مسيلة أعينهم.. فهذا عربي وذاك أعجمي.. والحال واحدة.. كلهم تحت رحمة الله.. وعلى قلب ودين واحد..

الشيخ عبدالرحمن السديس الذي أعرفه جيدا وأعرف المقربين منه.. متواضع بدرجة امتياز.. مبتسم في وجه من يقابله.. كريم.. صاحب لغة وفصاحة..

يقول الشيخ العم عبدالله العلي الركبان عضو اللجنة العلمية للافتاء وعضو هيئة كبار العلماء السابق يقول عن الشيخ السديس إنه خطيب وفصيح وصاحب تميز في المنبر..

هكذا يكون الإمام.. وهكذا تكون الأصوات مغردة في روحانية الله عز وجل.. قال لي كثير من زوار بيت الله الحرام من الخليجيين والعرب ان السديس هامة من هامات بيت الله.. يترنم بالقرآن والقنوت.. لدرجة أننا لا نريد ان ينتهي من الدعاء.. وأكد بعض منهم أنه يشمل بقنوته كل ما نحتاجه.. كيف لا يكون هذا التميز الفريد وهو الذي أم المصلين في أطهر بقاع الأرض أكثر من خمس وعشرين سنة.

سنون طوال عاشها المسلمون مع الإمام السديس الذي يتمتع بالصوت الجميل والسجع في القنوت.. أسأل الله له ولزملائه التوفيق والسلامة من كل شر.. فقد أصبح السديس أنموذجا من نماذج الحرم كالخياط والخليفي رحمهما الله.

تقى وتعامل.. نستأنسه من الأخيار فهل يعي أولئك لغة الأخلاق والصدق والفضيلة هذا ما نتأمله من بني البشر؟




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد