يحذّر خبراء الأرصاد الجوية كل سنة من زيادة حرارة الصيف وارتفاعها، ومع زيادة الحرارة يزداد الطلب على الخدمة الكهربائية، فمن الصعوبة على أي شخص بعيد عن مجال الكهرباء أن يتصور مقدار ما يبذل من جهود وعمل دؤوب مستمر وإنفاق أموال من أجل زيادة إنتاج هذه الخدمة الضرورية لمقابلة الزيادة في الطلب على الطاقة الكهربائية بسبب ارتفاع درجات الحرارة والتوسع العمراني الهائل الذي تشهده المملكة.
وهذه دعوة للجميع وللمختصين في مجال الطاقة الكهربائية للتفاعل مع الحملة الوطنية لترشيد استهلاك الكهرباء، وزيادة جرعات التوعية وإيصال رسالة الحملة ومضمونها لجميع شرائح المجتمع على مختلف مستوياته.
والجميع مطالب بالإسهام في تحمل المسؤولية وبذل الجهود لكي يتحول شعار الترشيد إلى سلوك عملي تلقائي لدى الإنسان وجزء من شخصيته العامة، وبهذا نوجد القدوات العملية التي تبني وتغذي المحافظة على هذا السلوك المنشود في البيت والمدرسة وأماكن العمل.. فالترشيد مسؤوليتنا جميعاً، ويأتي في المقدمة دور المسجد في التوعية الدينية والأخلاقية عند التعامل مع هذه النعمة الكبيرة بعدم الإسراف والتبذير الذي نهى عنه الشارع الحكيم، ومن باب شكر النعمة والمحافظة عليها لئلا تزول، فبالشكر تدوم النعم، ويأتي دور المدرسة والمؤسسات التعليمية في غرس مفهوم الترشيد وتنمية سلوك الترشيد لدى الطلاب، والمحافظة على مكتسبات وطنهم، ويأتي دور المؤسسات الإعلامية الذي يجب أن يكون من منظور وطني بعيداً عن الحسابات المادية، ويأتي دور البيت في إيجاد وتنمية روح المسؤولية لدى أفراده، فالترشيد واجب على الفرد يمليه عليه الدين الحنيف ثم حب الوطن والمصلحة العامة، ويأتي دور الشركات والمؤسسات بالمساهمة في توعية المجتمع، وأبسطها مثلاً وضع العبارات التوعوية المناسبة على مختلف منتجاتهم وإعلاناتهم التجارية.
وفي الختام أدعو الله العلي القدير أن يبارك في الجهود المخلصة لما يحقق أمن واستقرار ورفاهية أبناء هذا الوطن الغالي ويحفظ مكتسباتهم الوطنية في ظل ورعاية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-.
