Al Jazirah NewsPaper Saturday  15/11/2008 G Issue 13197
السبت 17 ذو القعدة 1429   العدد  13197

جداول
قضايانا الاجتماعية والقنوات الفضائية..!
حمد بن عبدالله القاضي

 

** يزعجني (طيران) بعض (القنوات الفضائية) بالعجة ومعها بعض وسائل الإعلام العربية المقروءة بأدنى قضية اجتماعية تتم لدينا وبخاصة ما يتعلق بالمرأة وكأننا نحن السعوديين - والمرأة السعودية تحديداً - من كوكب آخر مع أننا شأننا شأن أي مجتمع في العالم فيه كثير من القضايا التي تتطلب الحوار.

أشرت ذات كتابة إلى أن ما يزعجني هو أن يدخل بعض مثقفينا في حوار مع مذيعي ومذيعات هذه الفضائيات ومع المداخلين في هذه القنوات الفضائية ومع أسئلتهم التي لا يراد منها سوى الإساءة لهذا الوطن والمرأة فيه..! وبخاصة إذا علمنا أن أغلب هذه الطروحات هدفها الإثارة وجذب المشاهد والكسب على حساب ابن وابنة هذا الوطن!

كل يوم تصدر قرارات وتنظيمات تتعلق بالمرأة في أرجاء العالم وفي العالم العربي خاصة، ولا نجد لها أثراً أو طرحاً أو جدلاً في (الفضائيات العربية من البحر إلى البحر)!.

هل نحن أو قضايانا أو المرأة لدينا تحديداً من كوكب آخر حتى تجد العناية الكبيرة من هذه الفضائيات!.

** آخر ما تم طرحه في هذه القنوات الفضائية أو (الفاضية) سيان!

موضوع سكن المرأة بالفنادق بالبلاد وقبلها (قيادة المرأة السعودية للسيارة) وكأنها أم القضايا وكأنها كل هم المرأة السعودية، وانتهت كل مشاكلها من ظلم وهضم حقوق من قبل بعض الرجال لدينا.

***

** إنني أنطلق في عدم تحبيذي طرح قضايانا الاجتماعية في وسائل الإعلام الخارجية من منطلق أنها شأن اجتماعي فهي قضايا وطنية محلية بحتة تهم أبناء وبنات بلادنا ولا تهم بقية المشاهدين الذين - مع الأسف - ربما لا نجد من كثير منهم سوى الشماتة والتشفي، بل هذا ما نجنيه من طرح مثل هذه القضايا المحلية.

إننا نقبل أن نطرح مشكلاتنا المحلية مهما كانت في قنواتنا المحلية مقروءة ومشاهدة بكل صراحة وشفافية وانفتاح، أما طرحها في قنوات خارجية فهو ضرب من (عولمة) قضايانا ومشكلاتنا، وكأن مشاهدي هذه الفضائيات هم الذين سوف يحلون هذه المشكلات المحلية..!.

إنني لست ضد تناول قضايانا الاجتماعية في القنوات الفضائية الخارجية بشكل عام إذا كان التناول سوف يكون موضوعياً ومضيفاً آراء اجتماعية مفيدة، فإننا نرحب بمثل ذلك، كما أنني أسعد بمشاركة المثقفين السعوديين في القنوات الفضائية الخارجية في قضايا سعودية ذات منحى سياسي أو ثقافي له علاقة بالشأن العربي أو الإسلامي أو العالمي لكن لابد أن يمتلك من يشارك: المعلومة الوافية والحجة القوية والقدرة على الحوار والرد وتفنيد مداخلات مدير الحوار أو المغرضين المتصلين لأنه إذا لم يكن على مستوى الإقناع والحوار فإن ضرر المشاركة عندها أكبر من نفعها، بل إن عدم القدرة على الحوار الجيد ترسخ التهم المطروحة حول بلادنا كما حصل - مع الأسف - في أكثر من حوار وبرنامج.

***

وبعد:

ختاماً بئس جدال يسيء إلى ديننا وبلادنا ومجتمعنا ومواطنينا، عن طريق إشاعة مشكلاتنا وعولمة عيوبنا بهدف الإثارة والإساءة وليس بغرض النفع والإضافة.

برنامج الوسطية في الأولى

** برنامج (الوسطية) الذي تقدمه القناة الأولى فكرته جيدة، وقد شاهدت بعض حلقات منه، وكان في بدايته ذا طرح فكري، لكن لاحظت أنه بالفترة الأخيرة بدأ يطرح موضوعات اجتماعية واقتصادية لا يصح أن تندرج تحت توصيف البرنامج الذي يعني طرح قضايا فكرية ما بين جاف عنها وغال فيها، لذا فإنه لكي يحقق البرنامج رسالته فلعله يدع الموضوعات الأخرى من اقتصادية واجتماعية إلخ إلى البرامج والموضوعات التي تناسبه.

أخيراً لعله يتم تغيير اسمه لأن هذا الاسم هو اسم لبرنامج تلفزيوني شهير للدكتور طارق السويدان، فيحسن أن يأخذ اسماً آخر دون تكرار اسمه مع برنامج آخر في فضائية أخرى.

فيض امتنان لك يا صاحب الرسالة

** رسالة أدبية جميلة وصلتني عبر جوالي من خلال سنترال (صحيفة الجزيرة) بعد جداول السبت الماضي ومرسل الرسالة لم يدون رقم جواله في نهاية الرسالة، والجوال لا يظهر رقم المرسل بل تأتي الرسالة عن طريق السنترال.. لذا لعل من يبعث رسالة إلى أحد الكتاب عن طريق (كود الكاتب عبر سنترال الصحيفة) يكتب رقم جواله بالرسالة فيما لو أراد الكاتب التواصل معه حول موضوع رسالته.

بدءاً لا أملك - أيها المرسل الكريم - إلا أن أمنحك فيض امتنان كما فيض قطرات المطر على صحرائنا.. وأزعم أنني لا أستطيع أن أوفيك الشكر أمام سطور مثل سطور رسالتك التي أظن - وليس كل الظن إثماً - أن مرسلها كاتب مجيد متمرس وليس قارئاً هاوياً.. فماذا عساي أن أقول أمام سطور رسالتك التي قلت فيها:

(يا سيد الجداول:

يا من يكتب كلماته بماء الورد.. فيعشب الصباح ألف نافذة

تحتسي قهوة الضوء.. وألف قيثارة تهتف للريح والمطر)

وما أسعد الكاتب بقارئ يلامس مشاعر الكاتب ويتفاعل مع هتاف حروفه بمثل هذا الأسلوب الراقي، ورحم الله الشاعر محمد السنوسي الذي جعل هذا التفاعل رأس مال الكاتب:

(رأس مال الأديب قلب رقيق

والصدى من شعوره أرباحه)

خر الجداول

** للشاعرة: فدوى طوقان

(لو بيدي أن أمسح عن الكوكب

بصمات الفقر

لو أني أقدر لو بيدي

أن أجتث شروش الظلم

وأجفف في الكوكب أنهار الدم

لو أني أملك لو بيدي

أن أرفع للإنسان المتعب

في درب الحيرة والأحزان

نبراس رخاء واطمئنان

أن أمنحه العيش الآمن)

الرياض 11499 - ص.ب 40104

فاكس 014565576

hamad.alkadi@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5009 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد