Al Jazirah NewsPaper Sunday  16/11/2008 G Issue 13198
الأحد 18 ذو القعدة 1429   العدد  13198
(عبدالله بن عبدالعزيز) رسالة قصيرة وعبارة بليغة
بدر بن أحمد كريِّم

وجه الملك عبدالله بن عبدالعزيز يوم الأربعاء الماضي للعالم أقصر رسالة إعلامية في أبلغ عبارة، فالإكثار من الكلام وبخاصة في شأن من شؤون العالم يقرض نسيج الحياة، والاقتصار على العبارات البليغة المتعاملة مع القيم والمعبرة عنها .

هو الوعاء المناسب والأكثر سعة لحمل رسالة ثقافة الحوار، ونقلها من خلال التقانة الحديثة للعالم، كي يبني بها منظومة ثقافية، دينية، أخلاقية مشتركة، تزيل بامتياز كل التشوهات التي تعرضت لها، في عالم أغرق نفسه وإنسانه في بحور من الخلافات الفرعية، وابتعد عن القواسم المشتركة لمجتمعاته، وكان حرياً به أن يقترب من الثقافة الإنسانية في إيقاعها اليومي، وأن يتمازج معها، وأن يضع من خلالها نمطاً جديداً من المصالح والأهداف.

***

(الأديان التي أراد الله بها إسعاد البشرية، لا ينبغي أن تكون من أسباب شقائها) كانت هذه واحدة من رسائل الملك عبدالله إلى البشرية قاطبة، خاطب بها من منبر أمم متحدة، عانت كثيراً من حروب، وعدوان، وأمراض، وصراعات، في كل مرحلة من مراحلها الحضارية، وآن لها كما رأى عبدالله بن عبدالعزيز أن تقيم (حوارا كفيلا بإحياء القيم السامية) يوثق التفاعل الإنساني والثقافي، ويتزامن معه نشاط إعلامي مكثف، يعيد الوضع البشري إلى طبيعته، ويؤثر فيه إيجاباً.

***

طالب الملك عبدالله باستبعاد (الخلافات بين أتباع الأديان والثقافات) وهي مطالبة ينبغي أن تجد آذاناً صاغية، وعقولاً واعية، وتجاوباً مع الأهداف التي يرمي إليها حوار الأديان، فلم يعد من القبول الآن الانصياع لخلافات فرعية، واستبعاد نقاط اتفاق أصلية، والزعيم الذي يحس بآلام البشرية ومعاناتها، لم يعد يؤدي دوره من منبر خطابي بلغة مباشرة، بل صار عمله مؤسساً جمعياً، ومن ثم فإن استبعاد الخلافات مبني على أنها (أدت إلى حروب كثيرة آن الأوان للتعلم من دروسها القاتلة).

***

الرمز الذي دعا إلى حوار أديان صريح وواضح ورأى أنه إنقاذ للبشرية من الضياع، والحرمان، والفاقة، والعوز، دعا في الوقت نفسه إلى إدراك إيجابي لأهمية التوافق مع حاجة البشرية إلى مؤسسات توثق العمل الإنساني فور إعلانه، وتدعمه، وتسانده في العالم بأسره، وفق أسس الصناعة الإعلامية والثقافية المشتركة، متلافية فيروس الإعلام التجاري، المجرد من أي حسابات بشرية مجدية.

***

أمام سمع العالم وبصره يسعى الملك عبدالله، لبناء منظومة أخلاقية وإنسانية مشتركة، تحمي الموروث والقيم والمصالح المشتركة لصالح عالم مشترك، تتوافق مع حاجاته، في مواجهة فيض عارم من تراكم المشكلات، والأوجاع، وليس الإرهاب والإرهاب الفكري، والمخدرات، والفقر، والبطالة، ومعاناة الشباب، وانحلال القيم، التي تستهدف الإنسان في أي مكان، إلا أمثلة على ما تعانيه البشرية من تحالفات ضدها، وضد حياتها وعلاقاتها الاجتماعية والأسرية.

الرياض/فاكس: 4543856



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد