Al Jazirah NewsPaper Sunday  16/11/2008 G Issue 13198
الأحد 18 ذو القعدة 1429   العدد  13198
صياغة صفقة جديدة ثانية تشمل برنامجاً ضخماً لإنعاش الاقتصاد
موضوعات عالمية ساخنة تنتظر معالجة أوباما.. أهمها السلام في المنطقة وإيران وغوانتانامو

الإنترنت - ناصر الفهيد:

في تقرير كتبه رايموند ويتيكر في صحيفة الاندبندنت قال: فيما راح الرئيس الأمريكي المنتخب يعيّن الموظفين ويخاطب الأمة، ذكر أن الاقتصاد سيحتل المرتبة الأولى على سلّم أولوياته.. لكن ثمة موضوعات ساخنة أخرى حول العالم تتطلب منه تدخّلاً ملحاً!

بدأ الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما عهده وسط أسوأ أزمة مالية منذ انهيار بورصة وول ستريت عام 1929 ففي الأفق يلوح تراجع اقتصادي يضاهي كارثة الكساد الكبير.

أعلن أوباما في أول مؤتمر صحفي يعقده أنه (سيواجه الأزمة الاقتصادية بحزم) ما إن يتسلم السلطة. يُعتبر اختياره الشخص الذي سيشغل منصب وزير الخزانة أهم تعيين في إدارته. كذلك يحثّه خبراء الاقتصاد، أمثال بول كروغمان الحائز جائزة نوبل، على صياغة (صفقة جديدة) ثانية تشمل برنامجاً ضخماً من الأعمال العامة هدفه تنشيط الاقتصاد الأمريكي والعالمي، حتى لو بلغ عجز الحكومة التريليون دولار.

علاوة على ذلك، يأمل المصدرون، مثل الصين، بأن تسهم التخفيضات الضريبية التي يخطط لها الرئيس في إعادة إحياء الطلب، على الرغم من خشيتهم من أن يميل إلى الحمائية. قد لا يدعم أوباما فكرة اعتماد حواجز تجارية، لكنّ ديمقراطيين كثراً في الكونغرس يحبذونها.

بدءاً من القمة الطارئة التي عقدت أخيراً في واشنطن، تولى أوباما الإشراف على صياغة بنى تحتية دولية جديدة قادرة على التحكّم بأسواق العالم التجارية، التي تفتقر إلى التنظيم، من دون أن تخنقها.

1 - الشرق الأوسط

لم نتفاجأ عندما أقرت كوندوليزا رايس بأن الفلسطينيين والإسرائيليين لن يتوصلوا إلى اتفاق سلام قبل نهاية عهد بوش. صحيح أن المحادثات تتواصل بشكل متقطع، إلا أن الطرفين ضعيفان جداً. فقد أُرغم إيهود أولمرت، الذي تلاحقه الفضائح، على البقاء في منصبه كرئيس وزراء إسرائيل، بعد أن عجزت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، التي سماها حزبه خلفاً له، عن تشكيل حكومة. وقد تؤدي الانتخابات في شهر فبراير (شباط) المقبل إلى عودة المتشدد بنيامين نتانياهو إلى الحكم.

فلسطينياً، قد يؤجل الرئيس محمود عباس الانتخابات، التي يُفترض عقدها العام المقبل، بعد أن سلبته (حماس) السيطرة على قطاع غزة. أما اتفاق وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل و(حماس)، فقد ينهار في أي لحظة.

أمل أوباما في وقت سابق من هذا العام أن تتوصل إسرائيل وسورية إلى اتفاق سلام، ما يحرم (حماس) و(حزب الله) في لبنان من الدعم. غير أن السوريين سيرغبون على الأرجح في اتفاق أوسع يشمل الولايات المتحدة. ولا شك في أن ذلك سيسبب مشكلات أخرى، منها ما تعتبره الولايات المتحدة إخفاق سورية في منع المقاتلين الأجانب من دخول العراق. فقد أدى ذلك أخيراً إلى غارة أمريكية على الأراضي السورية. لكن يمكن للرئيس أوباما أن يعزي نفسه بالتفكير في أن المحادثات تطغى على القتال راهناً.

2 - الدائرة القطبيّة الشماليّة

نتيجة ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي ومحاولات روسيا غرس علمها في قاع القطب الشمالي، تحوّلت هذه المنطقة إلى مصدر توتر دولي خلال عهد الرئيس الجديد. ويكشف ذوبان الطبقة الجليدية عن مناطق جديدة يمكن استثمارها لاستخراج النفط، إلا أنه يولّد كارثة بيئية أيضاً.

3 - بريطانيا

بدأ رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون وزعيم حزب المحافظين البريطاني ديفيد كاميرون بالتنافس لنيل رضى الرئيس المنتخب. ولا شك في أن بروان، الذي لم يتقرّب من الرئيس بوش، سيشعر بارتياح أكبر مع خلفه.

4 - بروكسل

تمنّت معظم أوروبا فوز أوباما، مفترضة أنه على الأقل سيصغي إلى سائر العالم. وها نحن نرى أخيراً بصيص أمل بأن تقف أوروبا والولايات المتحدة في الجانب نفسه في قضايا مثل معاهدة كيوتو.

5 - غوانتانامو

على غرار جون ماكين، وعد أوباما خلال حملته الانتخابية بإقفال معسكر الاعتقال في خليج غوانتانامو وإدخال عدد من المئتين والخمسة والخمسين، المعتقلين هناك من دون أي مبرر قانوني واضح، إلى النظام القضائي العسكري. وفضلاً عن وضع حدّ لرحلات نقل المشتبه بهم إلى بلدان أخرى لاستجوابهم وحظر أساليب التعذيب مثل الإغراق بالماء، يشكّل إغلاق هذا المعسكر أبرز برهان على أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى إقامة علاقات جديدة مع سائر دول العالم.

صحيح أن نقل المساجين إلى معسكرات عسكرية في الولايات المتحدة أمر سهل، لكن القرارات المفصّلة قد تستغرق وقتاً أطول. مثلاً، لن يُطلق بالتأكيد سراح خالد الشيخ محمد، العقل المدبّر لاعتداءات 11 سبتمبر (أيلول). لكن هل يحول تعرّضه للتعذيب دون محاكمته بتهمة ارتكاب جرائم حرب؟ نال كثيرون البراءة، بيد أن ما من بلد يقبل بإيوائهم. أُعلنت أيضاً براءة ثمانية من الإيغور الصينيين، لكنهم يواجهون الاضطهاد في بلدهم. كذلك لجأت إدارة بوش إلى محكمة الاستئناف، رافضة حكماً يقضي بإطلاقهم في الولايات المتحدة. على أوباما أن يقرر ماذا سيفعل بشأن قضايا أخرى تُبتّ راهناً، مثل قضية الكندي عمر خضر، الذي أوقف عندما كان في الخامسة عشرة، ويواجه الآن تهمة ارتكاب جرائم حرب. ولا يزال بنيام محمد، بريطاني من أصل إثيوبي، معتقلاً في غوانتانامو.

6 - كوبا

هل يمكن أن تنتهي مقاطعة الولايات المتحدة لهافانا، التي دامت نصف قرن، خلال عهد أوباما؟ أثنى فيدال كاسترو على الرئيس المنتخب في يوم الانتخابات. لكن العلاقات الرسمية بين البلدين قد لا تُستأنف قبل موته. لكن يبدو راوول، الذي تسلّم السلطة هذه السنة بسبب تدهور صحة أخيه فيدال، شخصاً عملياً.

7 - فنزويلا

على غرار معلّمه فيدال كاسترو، مدح هوغو شافيز أوباما الذي لا يميل بقدر إدارة بوش إلى معاملة الأنظمة اليسارية في أميركا اللاتينية كتهديد ومصدر استفزاز للولايات المتحدة. لكن التراجع الاقتصادي العالمي قد يولّد جواً من التوتر بين الولايات المتحدة وجيرانها في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.

8 - كولومبيا

منح الرئيس بوش حكومة ألفارو أوريبي مساعدات عسكرية ضخمة بغية قمع المتمردين ومهربي المخدرات، ما أضعف إلى حد كبير القوات المسلحة الثورية الكولومبية. لكن الفساد وعمليات القتل التعسفي ستدفع، على الأرجح، الإدارة الجديدة إلى التدقيق بعناية في اتفاق التجارة الحرة المقترح وملايين الدولارات من المساعدات إلى كولومبيا.

9 - دار فور

أودى الصراع في غرب السودان بحياة 200 ألف شخص وهجّر 2.5 مليون منذ عام 2003 كذلك تبذل الحكومة السودانية قصارى جهدها لتعيق عمل قوات حفظ السلام التي أُرغمت على القبول بها. فإذا أراد أوباما تطبيق عقيدة بلير بشأن التدخل الليبرالي، يكون السودان المكان الأنسب.

10 - الكونغو

تتمركز أكبر قوة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية. لكن القتال الدائر وأزمة اللاجئين يظهران مدى عجر هذه القوة. وقد علت أصوات كثيرة مطالبة البلدان الغنية بإرسال جنود مدرّبين ومجهزين بشكل أفضل إلى هذا البلد. ولا شك في أن الولايات المتحدة ستحظى بفائض من الجنود في مرحلة ما بعد العراق.

11 - أفغانستان/ باكستان

لعل أبرز اقتراح قدّمه أوباما بشأن السياسة الخارجية كان التركيز على أفغانستان بدل العراق وإرسال لواءين إضافيين، أي نحو سبعة آلاف جندي، إلى ذلك البلد. صحيح أن حركة طالبان لا تستطيع هزم جيوش حلف شمال الأطلسي، لكنها نجحت في زعزعة الاستقرار في أكثر من نصف مناطق البلد ودفعت عمّال الإغاثة إلى المغادرة بسبب جرائم القتل الوحشية في قلب مدينة كابول.

لكن حلّ مشكلة أفغانستان يتطلب في الوقت نفسه معالجة ما يلي: فساد الحكومة وعدم فاعليتها، إنتاج الأفيون الواسع الانتشار، الفقر والأمية. كذلك تدور جدالات متزايدة حول دور الجيش في القضاء على طالبان، خصوصاً أن الغارات الجوية تقتل المدنيين. على أوباما أن يقرر ما إذا كان يدعم فكرة التفاوض مع العناصر الأقل تشدداً من طالبان.

علاوة على ذلك، يُعتبر الوضع أشد خطورة في دولة باكستان المجاورة، التي تملك أسلحة نووية. فبعد طرد قادة القاعدة من أفغانستان، تغلغلوا في منطقة القبائل الباكستانية التي لا تخضع للقانون. تحوّلت هذه المنطقة إلى قاعدة آمنة ينطلق منها الإرهابيون لتنفيذ الاعتداءات في أفغانستان، وأدت جهود (إسلام أباد) لاستئصال المجاهدين، بترغيب من الولايات المتحدة، إلى ظهور (حركة طالبان باكستانية) قامت بأعمال إرهابية خطرة في باكستان. وأغضب أوباما القادة الباكستانيين برفضه استبعاد احتمال شن غارات جوية أمريكية عبر الحدود تستهدف كبار قادة القاعدة إذا دعت الحاجة.

12 - إيران

لا شك في أن أحد أبرز بنود سياسة أوباما الخارجية دعوته الولايات المتحدة إلى التحاور مع البلدان المعادية، مثل إيران، (من دون شروط مسبقة). جاءت هذه الدعوة مخالفة لتصنيف إدارة بوش هذا البلد جزءاً من (محور الشر).

لم يتأثر أوباما عندما حاول الجمهوريون تصوير هذه الخطوة كنوع من التراخي في التعامل مع الإرهاب. لكن قلة من البلدان تشكل موضوعاً شائكاً بقدر إيران. فبعد أن قال الرئيس المنتخب في مؤتمره الصحفي الأول إن تطوير إيران أسلحة نووية أمر (غير مقبول) وإنه سيطالب بجهود دولية لمنع ذلك، انتقد علي لاريجاني، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، كلماته هذه معتبراً إياها (خطوة في الاتجاه الخاطئ). وكما تبيّن لإدارة بوش، لا العقوبات ولا التهديد بضربة عسكرية أثنيا إيران عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم، وهي تصرّ على أن أهداف هذا البرنامج سلمية وتتعلق بالطاقة النووية المدنية.

علاوة على ذلك، ستسهم أي إشارة إلى أن إيران أوشكت أن تطوّر مواد لاستخدامها في الأسلحة في زيادة الضغط الإسرائيلي لمهاجمة المنشآت الإيرانية النووية، علماً أن جهاز المراقبة النووية التابع للأمم المتحدة يؤكد أن من الصعب متابعة ما يجري في إيران. وإذا تمكن أوباما من تقديم حل لهذه المشكلة بالحوار، فلا شك في أنه سيغدو من كبار رجالات الدولة.

15 - كوريا الشماليّة

تعتمد هذه السلالة الشيوعية المتقلّبة أقصى درجات السرية، حتى أننا نجهل ما إذا كان قائدها بصحة سليمة، وهي تملك أسلحة نووية. لذلك شكل التعامل معها اختباراً لرؤساء الولايات المتحدة طوال عقود. بدأ هذا النظام، على ما يبدو، بتفكيك منشآته النووية مقابل الحصول على مساعدات اقتصادية، لكنه سبق أن تراجع عن صفقات مماثلة في مناسبات كثيرة.

16 - العراق

خلال الانتخابات الأولية الديمقراطية، وعد أوباما بإخراج القوات الأمريكية من العراق في غضون 16 شهراً من تولّيه الرئاسة. لكن عبارة (بطريقة مسؤولة) باتت الآن تلازم هذا الوعد بالانسحاب. إلا أن هذه المسألة ما عادت مثيرة للجدل بقدر ما كان متوقعاً في بداية موسم الانتخابات.

صحيح أن أعمال العنف لا تزال واسعة الانتشار في العراق، وقد يتأزم الوضع بسرعة في عدد من مناطقه (خصوصاً بسبب المواجهة بين الغرب وإيران)، لكن حكومة رئيس الوزراء نور المالكي، التي تزداد ثقة يوماً تلو آخر، لا ترى أي سبب يمنع الرئيس الجديد من الوفاء بوعده. ومنذ شهر مارس (آذار) الفائت، تتفاوض إدارة بوش مع العراق بشأن اتفاقية (وضع القوات)، وهي عملية تبدأ بطلب أمريكي لإقامة قواعد دائمة وإبقاء قوات أمريكية في هذا البلد، ثم تتحول إلى جدال بشأن سرعة الانسحاب الأمريكي. قدّمت الولايات المتحدة تنازلات كثيرة، بما فيها الحصانة القانونية التي يتمتع بها الجنود الأمريكيون وموظفو الأمن الخاص الأجانب.

ينتهي تفويض الأمم المتحدة للاحتلال في 31 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، ما يهدد بسلب الوجود الأمريكي في العراق شرعيته. لكن يبدو الآن أن الأمريكيين والعراقيين سيتوصلون إلى اتفاق في الوقت المحدد.

17 - زيمبابوي

وعد الرئيس روبرت موغابي بالعمل مع الإدارة الجديدة، من دون أن يأتي على ذكر العقوبات أو منع السفر المفروض عليه وعلى عدد من المسؤولين الكبار في حزب (زانو) التابع له. لكن هذا الموقف لن يلقى رداً إيجابياً على الأرجح. فقد اتخذت إدارة بوش موقفاً واضحاً من انتهاكات حقوق الإنسان في زيمبابوي.

18 - كينيا

يُطلق اسم أوباما على نصف الأطفال الذين يولدون في موطن والده الراحل. احتفل هذا البلد بفوزه معلناً يوم انتصاره عطلة رسمية. إذاً، هل يواجه أوباما مشكلات الفساد ومحاباة الأقارب في هذا البلد أم يلزم الصمت؟ مهما كان خياره، فلن ينجح في إرضاء الجميع.

19 - الهند

تُعتبر الثقل الديمقراطي الموازي للصين، مع أن مواجهتها النووية مع باكستان توتر الأعصاب. لكن اتفاقية إدارة بوش النووية المدنية مع الهند، التي لم توقع يوماً معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، أغضبت النقاد. اعتبر هؤلاء أن هذه الخطوة تعيق المساعي الرامية إلى منع انتشار الأسلحة النووية.

20 - الصين

إنها شريك تجاري أساسي، قوة اقتصادية متنامية (على الرغم من أن التراجع الاقتصادي أعاقها)، ومنافس على الموارد في بلدان مثل السودان وزيمبابوي. يعتمد حكامها موقفاً متراخياً من مسألة حقوق الإنسان. إنها قوة عسكرية ضخمة ونجمة في الألعاب الأولمبية دخلت الآن السباق إلى الفضاء. لا شك إذا في أنها تشكّل تحدياً كبيراً أمام الولايات المتحدة.








 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد