Al Jazirah NewsPaper Monday  17/11/2008 G Issue 13199
الأثنين 19 ذو القعدة 1429   العدد  13199
كل يوم كلمة
البرقان وتفوق الكفاءات السعودية
عبد العزيز الهدلق

يحق للوطن أن يفخر بأبنائه المبدعين والمبرزين في مجالاتهم، والمواطن الدكتور عبد الله البرقان مسئول شئون الاحتراف بنادي الهلال هو أحد هؤلاء المبدعين الذين يُشار لهم بالبنان فمنذ اتجاهه للعمل في إدارة لعبة كرة القدم وتخصصه في شئون الاحتراف وهو يقدم نموذجاً رائعاً للخبير المتمكن من عمله وقد ساعده في ذلك شخصيته المتزنة وثقافته الواسعة ووعيه الكبير وتعليمه العالي الذي فتح له آفاقاً رحبة في المعرفة والاطلاع واتساع المدارك.

وفي قضية طارق التايب مع الفيفا قدم الدكتور عبد الله البرقان عملاً نموذجياً في الدفاع والمرافعة عن حقوق ناديه واستطاع أن ينقض قرار أعلى سلطة رياضية في العالم وأن يحافظ على حقوق ناديه، ولم يثنه عن ذلك محاولات التخذيل التي مارسها البعض إما بحسن نية أو بسوئها عندما راحوا يؤكدون أن قرار المحكمة الرياضية الدولية نهائي ولا رجعة فيه، بل إن هناك من ذهب لأبعد من ذلك عندما استضافوا من أسموهم بخبراء في الأنظمة والقوانين الرياضية وتحدث أولئك (سماسرة القانون) عن صعوبة الموقف الهلالي وأكدوا أن الهلال اتخذ مساراً خاطئاً في تعامله مع القضية وأنه خاسر لا محالة، وبعض هؤلاء كشف عن نواياه صراحة (في السمسرة القانونية) عندما أبدى استعداده في مساعدة الهلال وإخراجه من هذه الأزمة بعد أن تحدث طويلاً عن موقف الهلال الضعيف جداً إلى درجة اليأس.

ولكن ابن الوطن البار والمخلص المتسلح بالعلم رمى بكل ذلك التخذيل والتيئيس وراء ظهره وانطلق واثقا بالله ثم بنفسه وبتوجيه ومتابعة من إدارته فدرس ملف القضية ورقة ورقة، وسطراً سطراً، وكلمة كلمة، فوضع يده على الثغرات ومواطن الضعف في القرار المجحف، ثم أجرى اتصالاته ببيوت الخبرة القانونية ليرفع مذكرة الاستئناف القوية التي كانت كالسيف الحاد فقطعت قرار الفيفا وبترت إجحافه وأعادت الحق إلى نصابه.

والدكتور عبد الله البرقان ما هو إلا نموذج للكفاءات والطاقات الوطنية المؤهلة التي يزخر بها هذا الوطن المعطاء والذين هم بحاجة فقط إلى منحهم الثقة والفرصة في مجالاتهم ليظهروا إبداعاتهم وقدراتهم المتفوقة.. فما حققه البرقان من نجاح وانتصار في جولته القانونية مع الفيفا لا يحسب له شخصياً ولا لنادي الهلال بل هو انتصار ونجاح للإنسان السعودي المؤهل.

وفي هذا المقام يستحق سمو رئيس نادي الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد وسمو نائبه الأمير نواف بن سعد كل الشكر والتقدير والتهنئة على حسن اختيارهما للعاملين معهما وعلى دعمهما لأبناء وشباب الوطن المؤهلين ومنحهم الفرص لإثبات جدارتهم وقدراتهم والتأكيد على أن الإنسان السعودي المؤهل لا يقل عن أي خبير أجنبي إن لم يتفوق عليه.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد