Al Jazirah NewsPaper Tuesday  18/11/2008 G Issue 13200
الثلاثاء 20 ذو القعدة 1429   العدد  13200
رعى المؤتمر السنوي الخامس للخدمات الطبية للقوات المسلحة
الأمير خالد بن سلطان: تخطي المؤتمر المحلية إلى الدولية دعا الكثيرين إلى الرغبة في المشاركة فيه

الجزيرة - عوض القحطاني

رعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية أمس حفل افتتاح المؤتمر السنوي الخامس للخدمات الطبية للقوات المسلحة الذي سيستمر يومين وذلك بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات في فندق إنتركونتيننتال بالرياض.

وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الحفل معالي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الأول الركن صالح بن علي المحيا ومدير عام الخدمات الطبية للقوات المسلحة رئيس المؤتمر اللواء الطبيب كتاب بن عيد العتيبي. وقد بدئ الحفل المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم.

ثم ألقى مدير عام الخدمات الطبية للقوات المسلحة رئيس المؤتمر كلمة بين فيها أن الخدمات الطبية قدمت أربع فعاليات خلال هذا العام وهي حملة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الوطنية الثانية للتثقيف الصحي وتمرين التعاون الطبي رقم (1) الذي شاركت فيه دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمؤتمر السنوي الخامس للخدمات الطبية الذي بدأت فعالياته اليوم بالإضافة إلى حملة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للرعاية الصحية الأولية التي تستخدم فيها مستشفيات الميدان ويتم تسييرها في كل مرة إلى منطقة من مناطق المملكة.

وأشار اللواء العتيبي إلى أن المؤتمر حافظ هذا العام على أهدافه فأعطى الطب العسكري النصيب الأوفر غير أنه لم ينس المواضيع الأخرى التي درج على التطرق لها في الأعوام السابقة، كما صاحبت هذا المؤتمر ندوتان وورشة عمل وهي ندوة العلوم الطبية التطبيقية ثم ندوة الصحة والحياة وهي أمسية ثقافية نسائية وأخيراً ورشة عمل في أساسيات البحث العلمي. بعد ذلك استعرض مدير مستشفى القوات المسلحة بالرياض اللواء الطبيب سعيد بن محمد الأسمري نتائج تطبيق دراسة مستشفيات خدمة المجتمع (مستشفى الأمير منصور العسكري.. نموذج).

وأوضح أن التجربة أظهرت نجاحا بمقاييس عديدة من حيث تلمسها لحاجات المجتمع وسلاسة الأداء والارتباط الوثيق بالمستخدم وتلبية احتياجات المجتمع الطبية وتنوع طرق إيصال الخدمة الطبية والاستخدام الأمثل للموارد البشرية والمادية.

ثم قدم نائب رئيس قسم الأورام بمستشفى القوات المسلحة بالرياض المقدم الطبيب علي بن مطر الزهراني محاضرة بعنوان (تطبيقات تقنية النانوميتر في الطب الحديث) استعرض خلالها ما توصل إليه الطب الحديث حول تطبيقات تقنية النانو ومستقبل هذه التقنية. كما قدم الأمين العام للمجلس الدولي للطب العسكري الفريق الطبيب متقاعد جاك سنابريا محاضرة بعنوان (نظرة على الطب العسكري) بين فيها أن أول مهام الطب العسكري هي دعم وحدات الجيش في السلم والحرب ويعتمد على سبعة أنشطة رئيسية من أبرزها فحص أفراد الجيش بدنيا ونفسيا لضمان جاهزيتهم لخدمة القوات المسلحة في الوحدات المجهزة للفحص والمستشفيات.

واستعرضت العميد الطبيب روندا كورم من الولايات المتحدة الأمريكية من خلال محاضرة لها بعنوان (التعامل مع الإصابات الحرجة في الميدان) بعض المعلومات عن كيفية تدريب الجيش الأمريكي للأطباء والممرضين والجنود ومدى جاهزية الوحدات الطبية أفرادا ومعدات وتنظيمها والتطورات التقنية والدروس المستفادة في العناية بالإصابات.

بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز كلمة قال فيها: (لقد أضحى مؤتمركم هذا حدثا علميا، تنتظره الأوساط الطبية ولعله الآن تجاوز المحيطين المحلي والإقليمي، بعد أن اكتسب سمعة طبية في عالم المؤتمرات الطبية، ما دفع الكثيرين إلى الرغبة في المشاركة فيه).

ثم استعرض سموه بعض الملاحظات وقال: أنا أشارككم في الرأي، وأبدي بعض الملاحظات، كما تعودنا، والتي لا تنقص من جهدكم وتميزكم، كنت أتمنى أن يستمر نهج المحاور المحددة، حتى يكون هناك تركيز في انتقاء الموضوعات المطروحة، بدلا من اتساع المحاور لتشمل قضايا متعددة ومتباينة، وأود أن تحوز تقنية (التكنولوجيا الناتومترية) اهتمامكم في أبحاثكم المقبلة، وأرى منكم تطويرا لها، وعدم الاكتفاء بسرد ما ابتكره الآخرون، ونجحوا في استخدامه، ولقد لفتني البحث، الذي يتناول الإصابة النادرة، التي تعرض لها مدرب رماية، أثناء أحد المشاريع، إن ما يهمني في هذا الموضوع، ليس الناحية الطبية، بل إجراءات الأمان، ينبغي مراعاتها، بل التشدد في تطبيقها.

وأضاف سمو الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز: (إن دراسة المعايير الطبية للالتحاق بالخدمة العسكرية، ورقة بحثية مهمة، فاستيفاء الشروط الصحية هو أول متطلبات المتقدمين لنيل شرف الخدمة العسكرية، والتقيد بها يحمي من يقبل منهم، ولكن ما يهمني في المقام الأول أولئك الذين لم يستوفوا تلك الشروط، إذ يمثل ذلك أضخم مسح صحي للشباب في هذه الفئة العمرية، في مناطق المملكة جميعها، وهو يبين الحالة الصحية، والأمراض السائدة، والمستقبل الصحي لهم، لذا، ينبغي أن يكون هذا الموضوع في بؤرة اهتمام وزارة الصحة، وعدم الاحتفاظ بتلك المعلومات القيمة بين جدران الخدمات الطبية).

وأشار سموه إلى أن المسح الصحي للعسكريين، ورقة مهمة، من وجهة نظري، لأنها تمس الأمراض المزمنة بينهم، ومعدلاتها، وعوامل خطرها، بحث أود متابعة نتائجه والاستفادة منها، في تخطيط الوقاية من تلك الأمراض، قبل التفكير في علاجها، وأن تكون نتائجها، إلى جانب إحصائيات المستشفيات العسكرية في هذا المجال، هي الطريق القويم للارتقاء بالوضع الصحي لرجال القوات المسلحة.

وقال سمو مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية: (لاحظت أن بحث (تقييم إعاشة الطوارئ في الميدان)، يخلو من الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في هذا المجال، وبخاصة تلك التي خاضت عمليات حقيقية، لذا، أرى ضرورة الاستعانة بتلك الأبحاث، والدروس المستفادة في هذا المجال، والخبرات المكتسبة، ثم اعتماد ما يلائم قواتنا المسلحة، وميادين تدريبها، ومسارح قتالها).

وأضاف سموه: (هناك ظاهرة تشغل الكثير من الغيارى على سمعة بلدهم، والمحافظين على مصالحه، ألا وهي سفر العديد من المرضى إلى الخارج طلبا للعلاج، حتى في أمراض غير مستعصية أو إجراء جراحات غير نادرة، ظاهرة تستحق الدراسة والتحليل والخروج بالخطط الواجبة لعلاجها، هناك أطباء وطبيبات، وممرضون وممرضات، وفنيون وفنيات، وأجهزة ومعدات، ومبان ومنشآت، وفي أخلاقيات مزاولة المهنة كتب ومجلدات، لدينا ذلك كله، ومن قبله دين رحمة وإحسان، عقيدة وإيمان، فماذا ينقص دولنا؟ هل هي ثقافة التطبيب؟ أم ثقافة التمريض؟ أم ثقافة الجودة؟ أم ثقافة أداء المعاملات على قدم المساواة من إتقان العبادات؟ أم ثقافة الجوهر قبل المظهر؟ نعم ينقص ذلك كله، إن حدث التهاون، في أي مجال فالإصلاح متيسر، وتدارك الأخطاء غير متعسر، أما في مجال الخدمات الصحية، فحياة الإنسان، الذي كرمه الرحمن، ستكون هي الثمن، كيف ننشر هذه الثقافات بين جنبات خدماتنا الصحية؟ إنه موضوع مهم، أرى أن يكون محور اهتمامكم في أبحاث مؤتمركم السادس).

وبين سموه أنه اطلع على ثلاث أوراق بحثية، تتناول الأخطاء والمضاعفات الطبية، وسلامة المرضى، والخطايا العشر، التي تؤدي إلى تلك المضاعفات، والشعار الذي تبناه مجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أبحاث جيدة، تستهدف في المقام الأول، الجهود المبذولة في هذا المجال، وكيف يمكن تجنب تلك الأخطاء، وتحقيق سلامة المريض، وحماية حقوق الطبيب، وقال: (من وجهة نظري، فأحد الطرق، التي تحقق هذا الهدف، إن لم يكن أهمها هو غرس (ثقافة الجودة) في أنفسنا، وفي عملنا، وفي الأنشطة كافة، الطبية والتمريضية والفنية، فضلا عن الإدارية والمالية والأمنية، وليكن نظام الجودة، نظاما أساسه منع وقوع الأخطاء، منذ البداية، وأن يكون معيار الأداء الأساسي هو العيوب الصفرية، فحياة الإنسان تستحق منا كل جهد مخلص، وعمل دؤوب).

وثمن سمو الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز هذا المؤتمر، بطرحه موضوعات جديدة في عالم الطب، تحت محور (الجديد في الطب).

وقال: (لكن أهم من ذلك هو أن يطرح مؤتمركم تقنيات جديدة، نكون نحن المصدرين لها، وليس المستفيدين منها أو مستهلكيها فقط).

كما أشاد سموه بفكرة إشراك العنصر النسائي، من خلال الندوة المصاحبة لهذا المؤتمر، وبخاصة أنها تناقش ما يخص المرأة، صحيا واجتماعيا، وتفتح المجال لإشراكها في تناول قضاياها تناولا علميا صحيحا، وبالمثل، فإن ورشة العمل، الخاصة بأساسيات البحث العلمي، هي جهد مقدر، لأن البحث العلمي، مبادئه وأخلاقياته وتخطيطه، هو الأساس، الذي يصدر عنه كل عمل علمي، يعتمد البراهين والأدلة، إن ورشة العمل تعد إضافة علمية لهذا المؤتمر، نرجو أن تتبعها ورش مماثلة في مؤتمراتكم الآتية.

وفي ختام كلمته قدم سمو الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز شكره وتقديره للقائمين على شؤون المؤتمر. بعد ذلك تسلم سمو الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز دروعا تذكارية من مدير عام الخدمات الطبية للقوات المسلحة.

ثم افتتح سموه المعرض المصاحب للمؤتمر. وفي الختام أدلى سمو مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية بتصريح صحفي أبرز فيه تطور مكانة المؤتمر دولياً حيث قال في رده على سؤال ل(الجزيرة): أصبح المؤتمر يمثل حدثا ليس محليا ولا حتى إقليميا بل دولي حيث أصبحت كثير من الدول تطلب المشاركة فيه إدراكا لعمق المواضيع التي يناقشها ومستوى العلماء الموجودين فيه والخدمات الطبية في القوات المسلحة التي هي سباقة منذ أكثر من 40 سنة في مجال الأبحاث والاكتشافات).

وأضاف سموه: (طبعا الآن نعيش نهضة عظيمة بحمد الله في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومن ذلك وزارة الصحة والحرس الوطني والمستشفى التخصصي الذين لهم باع في هذه الأبحاث ونتمنى دائما للخدمات الطبية أن تستمر على هذا النهج في الإنجاز والتطوير للرقي بالشأن الصحي وخدمة المواطن).

وأشار سموه إلى حملة الأمير سلطان ودورها مبينا أنها تأتي تنفيذا لتوجيه سمو نائب خادم الحرمين الشريفين بان تكون هذه الحملة في كل مدينة وقرية ولكل هجرة ليستفيد منها أكثر عدد ممكن بتعريفهم بالنواحي الصحية والوقائية.

وأبان سموه حرص الخدمات الطبية للقوات المسلحة على استقطاب الطاقات المتخصصة وبخاصة السعودية فيما يتم استقطاب الخبرات من أنحاء العالم مما أثمر استفادة الطبيب المختص السعودي مشيرا إلى أن ذلك كان ديدن الخدمات الطبية منذ أكثر من 30 عاما، حيث كان سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز يبعث ضباطا إلى دول مثل ألمانيا والدول الكبرى لتستقطب السعوديين الذين كانوا يعملون هناك بعد التخرج وهذا ربما بداية الاستقطاب والنظرة الثاقبة لسموه.

وأشاد سموه بالطاقات الطبية السعودية ومنهم مدير عام الخدمات الطبية الذي كان من ضمن الأطباء صغار السن في ذلك الوقت ولكن لتلك النظرة بعيدة المدى نتائج نعيشها اليوم فهي ليس نظرة للمعدات فقط بل بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو نائبه والقائمين على القوات المسلحة وقال: (إنها توجيهات باستمرار لنا للاهتمام بالإنسان والطبيب أكثر من الاهتمام بالمعدات إذ إن المعدات تستطيع أن تشتريها والمنشآت تستطيع أن تبنياه.. والحمد لله بنينا الإنسان السعودي والطفل السعودي والممرض والممرضة السعودية ليكونوا اساس العمل.. والحمد لله نجد الكفاءات من الأطباء والطبيبات عندنا من هو يماثل كفاءة كثير من الأطباء في دول لها باع في مجالي الطب والمؤتمرات).

وعن مشاركة الخدمات الطبية للقوات المسلحة في خدمة ضيوف الرحمن استمرارا لنشاطها السنوي في هذا قال سموه: (المشاركة مستمرة حيث ستكون مثل العام مع التطوير والتحسين إذ إن كل سنة تتم الاستفادة من أخطاء السنة التي قبلها.. ومستشفياتنا الطبية الميدانية لها باع طويل في الحج ولها باع طويل في الأزمات ومن ذلك ما كان لدى زيارتها للعراق حيث مكثت أكثر من سنة ونصف وكذلك في لبنان أكثر من سنة ونصف حيث أسهمت في خدمة مئات الآلاف.. فالحمد لله هذا فخر واعتزاز للخدمات الطبية).

وعن مستشفى القوات المسلحة بالرياض والتوسع فيه رغم محدودية مساحته قال سموه: (أولاً الازدحام في المستشفيات الكبيرة أمر حاصل إذ إنه لا تكاد تجد مستشفى كبير في العالم إلا وفيه ازدحاما وأنا شاهدته في أمريكا.. وهذا لأن كثرة المراجعين أكثر بكثير من المساحة).

وأضاف: (ما في مساحة يتوسع فيها المستشفى ولهذا أمر سمو ولي العهد بوضع حلول لهذا الموضوع وأخذت التوجيهات السامية وخصصت الآن أرض كبيرة متكاملة لتنفيذ مستشفى إضافي إن شاء الله سيتم العمل به على مراحل وهو الآن قيد التقييم بالخدمات الطبية وسيتم عرضه على القيادة إن شاء الله تعالى).




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد