Al Jazirah NewsPaper Tuesday  18/11/2008 G Issue 13200
الثلاثاء 20 ذو القعدة 1429   العدد  13200
هذرلوجيا
(عقبان الصحراء)
سليمان الفليح

ثمة (مقهى) في الصحراء

يتلألأ دوماً بالأضواء

يفد إليه شباب البدو،

على سيارات (الفورد) الحمراء

محملة بكراتين ال(كنت)

أو (أبو بس)

وبعض الأشياء

يأتون إليه

شعث الشعر

بكوفيات حائلة

وعُقُل مائلة

ووجوه غُبر سمراء

يتأبطون مسدساتٍ أمريكية

بأجندة لامعة صفراء

أحياناً يأتي معهم خدم سود،

أحياناً يحرسهم بعض الأُجراء

***

يحتلون كراسي المقهى

ويدقون بأعقاب بنادقهم عند الطلبات:

أحضر قهوة

أحضر شاياً

أحضر ماء،

((عمّر حجر (جراك)

اضبط رأساً من تنباك))

ثم هات النرجيلة تسبح فيها

شرحات الليمون الأخضر كالأسماك

ثم هات الكأس الأخضر

واحشر فيه - رغماً عنك -

سحابة صيفٍ بيضاء

دعها تسبح فيه

كي نسبح معها في الأفلاك

***

أحياناً يلهون بورق اللعب

أو يلهون بأحجار النرد

أحياناً يشتجرون - لأسبابٍ غامضة -

ويطول السرد

أحياناً يأتيهم (أغراب شقْر) ليسوا من

أهل الصحراء:

عجم، عرب، ترك، كُرد

يتبادلون حواراً معهم لا نفهمه

إذ يتشدد أو يتعقد، لكن.

دوماً

لا يحسمه إلاّ (الفرد)

***

ولما يخلُ المقهى من غرباء الليل

أحياناً يتبادلون، الحماقات

والحذلقات

والحرتقات

أو الطلقات/ لأي هُراء !!)

وقبل بزوغ الفجر

يتطلعون كما العقبان الغرثى

بحثاً عن أي مغامرة تسنح

أو تحقيق الحُلم الأقصى

الإثراء (!!)

أو بحثاً عن مجد الشهرة

أو تحقيق الذات

أو بحثاً عن جملة اطراء

من فتياتٍ يجمعن (الرمث) بصحراء الجوع

ويتغنين بمقدمهم بليال البيد القمراء

يفترقون

أو قلما يلتقون

إذا ما التقتهم - خلال الحدود

مسلحة

محملة بالجنود

اشتبكوا معها بالعراء

أما الباقون

فسيبقون

كعادتهم يحتفلون إن كان ذلك في السراء

أو الضراء

أما اليوم

فها هم (عقبان الصحراء)

يجلس واحدهم كالقشعم

لا يفعل شيئاً - إلا هدر الوقت

وشكوى غدر (الزمن الزفت)

وشتم الناس (الحُقراء!!)

منتظرا من يدفع عنه

ثمن القهوة

أو يأخذه لمضاربة،

في قلب البيد القفراء

أو يوصله كي (يسترفد) بعض المال،

لستر الحال، من أبناء قبيلته

أو:

من (شرهات) الأمراء.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7555 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد