Al Jazirah NewsPaper Thursday  20/11/2008 G Issue 13202
الخميس 22 ذو القعدة 1429   العدد  13202
فاديا العمري!
محمد بن عيسى الكنعان

هل سمعتم ب(فاديا العمري)، أو مرّ بكم اسمها؟ أو سمعتم حديثها أو عرفتم شيئاً من أخبارها؟، قطعاً هي ليست نجمة غنائية أو فنانة سينمائية، فلو كانت كذلك لكانت صورها على أغلفة مجلات (الغفلة) وحواراتها على أثير إذاعات (الأمية الفكرية)، ومشاهدها على كل شاشات (القنوات الفضائحية)، التي تركّز على الجسد وتلغي العقل، وتوزع العفن بدل الفن حتى غرقت الأمة بطوفان الإسفاف الإعلامي مبتعدةً عن شواطئ الخيرية والعطاء الحضاري القيمّ، كما أنها ليست شاعرة مرموقة تقاتل على قصائدها الحداثيون والإسلاميون فكل يدّعي وصلاً بليلى، وليست روائية مشهورة سوقّت روايات (قلة الأدب) باسم الأدب بدعم (نقاد الفزعة) الثقافية، قطعاً (فاديا العمري) ليست من هؤلاء.

فاديا العمري أيها الأحبة (طفلة سعودية) يغلب ظني أنها لم تبلغ سن التكليف، لكنها بلغت أولى مراتب المجد الفكري وامتازت بالذكاء الفطري، فهي (موهبة) تتحرك على أرض الواقع كأنها (مداد) من النور الجميل لكتابة القصة المفيدة والمعبرة للأطفال على صفحات إحدى المجلات، رغم أنها لا تختلف عنهم إلا بملكات الكتابة والرسم والوعي الذي تجاوز سنها الصغيرة، ملكات جعلتها (مبدعة) و(عالية الهمة) فصمدت أمام سيول الإحباط التي تدفقت عليها من بعض معلماتها منذ أن بدأت تعليمها، إلى أن وجدت أيدي الدعم ونوايا الخير التي فتحت لها صفحات مجلة (باسم) فكانت أصغر كاتبة للقصة عرفتها المملكة فقد كتبتها وعمرها خمس سنوات، ولأنها (موهبة) فقد انطلقت من مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهوبين (موهبة) فنجحت وتميّزت، خاصةً أن الله قد رزقها أماً واعية وحكيمة شاركتها في تجاوز كل ما يعترضها من عقبات أو مثبطات اجتماعية.

كاتبتنا الصغيرة بعمرها، الكبيرة بهمتها، المتميزة بموهبتها - تبارك الله - تحدثت إلى قناة (الإخبارية)، من خلال مداخلة هاتفية في برنامج (آفاق ثقافية) الذي كان يناقش قضية (الكتابة القصصية للأطفال) في حلقته يوم الخميس 16 شوال 1429هـ (16 أكتوبر 2008م)، فكان صوتها الملحن ببراءة الطفولة، يتدفق معرفةً ووعياً، دون ارتباك أو تشتت في سياق متصل من الحديث المتوازن، مع قدرة فكرية على التحاور السريع مع المذيع، فلا تملك إلا أن تذكر اسم الله وتبارك الخالق، داعياً المولى عزَّ وجلَّ أن يحميها من عين كل حاسد ومن نفس كل حاقد وأن ينفع بموهبتها.

إن (فاديا العمري) أنموذج حيّ لمواهب سعودية وجدت من يتلقفها ويضعها على طريق الإبداع، رغم أن الإعلام لا يدري عنها، ولكن ماذا عن مواهب أخرى طرية ضاعت في الهم الدراسي بين صفوف طلبة وطالبات المدارس، وتحطمت على أيدي رعاة التلقين والبلادة؟!



Kanaan999@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد