Al Jazirah NewsPaper Thursday  20/11/2008 G Issue 13202
الخميس 22 ذو القعدة 1429   العدد  13202
ندوة في غرفة القصيم تؤكد:
الأزمة المالية مخاض لنظام اقتصادي جديد سيسود العالم

بريدة - عبد الرحمن التويجري:

كشفت ندوة نظمتها غرفة القصيم مؤخراً أن الأزمة المالية الراهنة سيتمخض عنها نظام اقتصادي جديد يسود العالم خلال الفترة المقبلة.. وحاضر مجموعة من أساتذة الاقتصاد بجامعة القصيم في الندوة التي كانت تحت عنوان: (الأزمة المالية العالمية للنظام المالي الدولي وتداعياتها)، وهم عميد الكلية الدكتور إبراهيم بن صالح العمر، ووكيل الكلية الدكتور فهد بن عبد العزيز المحيميد، ورئيس برنامج الماجستير بالجامعة الدكتور فهد بن صالح العليان والأستاذ المشارك بكلية الاقتصاد والإدارة الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن البريدي، وحضرها نخبة من الأكاديميين ورجال الأعمال والمهتمين بالشأن الاقتصادي.

وقد تناولت الندوة ثلاثة محاور أولها تداعيات الأزمة وتأثيرها على أسواق المال العالمية، استعرض فيها الدكتور فهد المحيميد السياق التاريخي للأزمة المالية التي سبقتها أزمة مماثلة في عام 1930م وأطلق عليها (أزمة الكساد العظيم)، لافتاً إلى خطأ ربط الأزمة بالرهن العقاري فقط، حيث لم يوجد التضخم في سوق العقارات وحدها، بل امتد إلى أسواق العملات والبنوك والسلع وغيرها. وأشار المحيميد إلى أن الأزمة -رغم أنها بدأت في أمريكا- إلا أنها تمددت لتتداخل معها باقي الدول التي تتشابك معها اقتصادياً إلى أن أصبح الجميع شركاء في تحمل تبعاتها.. ثم تحدث الدكتور إبراهيم العمر عن أسباب الأزمة المالية العالمية، لافتاً إلى أنها (أزمة معقدة رغم أن جوهرها بسيط وهو تضخم القطاع المالي بديون الرهن العقاري والديون الأخرى ومشتقاتها إلى حد العجز عن السداد)، مشيراً إلى الدور الخطير الذي يلعبه (خلق الائتمان) -الذي تقوم به البنوك- في مضاعفة الأزمة، حيث تقوم البنوك بالإقراض من الودائع الموجودة لديها أكثر من مرة وبنسبة كبيرة لا تحتفظ خلالها باحتياطي مناسب.

وحول المحور الثالث الذي يتناول دور العولمة في الأزمة المالية العالمية تحدث الدكتور فهد العليان موضحاً أن العولمة أصبحت سياسية أكثر منها اقتصادية، حيث سيطرت أمريكا على العالم وفرضت العولمة على دوله، وتم استغلال الآلة العسكرية والإعلام بقوة لتكريس هذا المفهوم، مشيراً إلى أن (ثالوث العولمة) هو الخصخصة التي تقوم على التّخلص من المسؤوليات الاجتماعية وبيع كافة الخدمات والمرافق، بالإضافة إلى إعادة الهيكلة والإصرار على فتح الأسواق المحلية لكافة الدول أمام الشركات الكبرى، فضلاً عن النهم في رفع القيود عن التجارة الدولية والجمارك ليتحوَّل العالم إلى سوق واحد لمنتجات الشركات الكبرى.. مشيراً إلى أن هذه الأزمة سيتمخض عنها نظام اقتصادي جديد يسود العالم خلال الفترة المقبلة.

كما طالبت الندوة بوضع تصور لإقامة سوق إسلامي، وأعلن المشاركون عن تبني كلية الاقتصاد والإدارة لهذه الدراسة التي أعلن أحد رجال الأعمال الحاضرين للندوة عن دعمه المادي لها، كما طالبت بتدخل رشيد للحكومات في القطاع الاقتصادي للحفاظ عليه من الانهيارات التي يمكن أن يتعرض لها.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد