Al Jazirah NewsPaper Friday  21/11/2008 G Issue 13203
الجمعة 23 ذو القعدة 1429   العدد  13203
لا للتدخين.. شعار التعليم
د. موسى بن عيسى العويس

بين الوجل والخوف، والشك والتردد، لا أدري هل سيدرج هذا الشعار تحت ما يسمى ب(التطرف والإرهاب الفكري)، ولاسيما وقد توسعنا ب(مصطلحه)، وحملناه ما لا يحتمل من الممارسات، وبتنا نغمز ونلمز من شئنا من هذا الباب، حتى وظفنا هذا المصطلح في أي موضوع، وفي أي قضية تتعارض مع مصالحنا الشخصية، وتتصادم مع رغباتنا وأهوائنا، قد يقع هذا الافتراض، وقد يزول أمام وعي المجتمع، وسقوط أقنعة بعض المسترزقين.

* أمام الظواهر السلوكية السالبة، فكرية، أو أخلاقية، أو اجتماعية، أو صحية تتحمل المؤسسات التعليمية والتربوية المسؤولية، وإن رمتها على غيرها، وأمن المجتمع باب واسع، يشمل جوانبه الصحية، والنفسية، والاجتماعية، والأخلاقية، وأي تهاون أو تقصير في باب من هذه البواب نكون هيأنا المجتمع، ومهدنا أمامه سبل الضلالة والغواية والانحراف، ولم تتفش الأمراض - على أنواعها - في هذا المجتمع إلا حينما تقاعست المؤسسات التربوية والدينية والاجتماعية وحادت عن أهدافها التي رسمت لها في النظام، والمستمد في حقيقته من الكتاب والسنة.

* منذ سنوات، والمؤسسات التعليمية تقود الحملات، وتنظم المعارض والندوات، وتجري بعض البحوث والدراسات لحماية النشء من ذلك الوباء الخطير، والشر المستطير الذي أنهك المجتمع صحياً، وأرهق بعض الفئات مالياً، وترك أكبر أثر عليها اجتماعيا، ألا وهو مشكلة (التدخين) الذي ابتلي به شريحة كبيرة من كلا الجنسين للأسف الشديد، وطبيعي أمام الظاهرة ونتائجها الوخيمة أن تنبري المؤسسات التعليمية، والجمعيات الوطنية الخيرية للتصدي للظاهرة، ودراسة أسبابها، ووضع البرامج والحلول المناسبة لها.

* قبيل أيام رفعت (وزارة الصحة) دعوى قضائية ضد (شركات التبغ) التي تروج السموم في المجتمع، وطالبت بتعويض (عشرة مليارات وخمسمائة ألف) تعويضاً عن كل سنة، لأولئك الذين تعرضوا لأمراض خطيرة ومزمنة من جراء ممارسة هذا السلوك، ولو رفعت دعوى أخرى على (وزارة التربية والتعليم) لتقصيرها في برامج التوعية، أو تساهلها في وصول فئة من الناس إلى محاضنها ومؤسساتها التعليمية والتربوية، وهم يمارسون هذا السلوك غير السوي لما وجدنا غضاضة في ذلك.

* وسواء أبانت مؤسسات التربية عن موقفها بشكل صريح، أو دست رأسها بالتراب، أو طرحت ذلك من خلال إعلامها على استحياء، فإنه من الواضح أنها أرسلت رسالة قوية وصارمة من دون تمهيد للراغبين في المستقبل بالالتحاق بهذه المهنة الشريفة. وسلامة النشء وتحصينه من الآفات على اختلاف أنواعها مقدمان على أي اعتبار، مهما نال هذه المؤسسات العملاقة من تطاول من بعض الكُتّاب، وليس يرجم - كما قيل - إلا ما به ثمر.

* بهذا التوجه، وبكل شجاعة جاءت الرسالة معلنة أن (التدخين) و(المخدرات) سلوك سيئ، يتنافى مع رسالة التعليم، ويتعارض مع أدنى قيم وأخلاقيات المهنة السامية، فهل يا ترى وصلت تلك الرسالة لمن ينتظرون دورهم من الأبناء والبنات في خوض تجربة التعليم؟ أرجو ذلك، ألا هل بلغت اللهم فاشهد.



Dr_alawees@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7789 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد