Al Jazirah NewsPaper Friday  21/11/2008 G Issue 13203
الجمعة 23 ذو القعدة 1429   العدد  13203
لماذا لم تُثِرْ الولايات المتحدة قضية الجزر في خلافها مع إيران؟
عبد الله بن راشد السنيدي

تدرك الولايات المتحدة عمق علاقاتها مع دول الخليج العربي بما فيها دولة الإمارات العربية المتحدة، وأن هذه العلاقات قديمة وإستراتيجية، وذلك للمصالح المتبادلة بين الولايات المتحدة ودول الخليج العربي. فالولايات المتحدة تستورد نسبة كبيرة من حاجاتها من البترول......

......من دول الخليج العربي، كما أن هذه الدول تستورد من الولايات المتحدة الكثير من احتياجاتها. كما تعلم الولايات المتحدة أن إيران قامت باحتلال جزر الإمارات العربية المتحدة وهي جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى سنة 1971م، أي بعد حصول دولة الإمارات العربية المتحدة على استقلالها من بريطانيا. كما تعلم الولايات المتحدة الجهود التي بذلتها دولة الإمارات العربية المتحدة والمدعومة من شقيقاتها بقية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي وهي المملكة العربية السعودية وعمان والكويت والبحرين وقطر في سبيل استعادة هذه الجزر المحتلة من قبل إيران. فقد سبق لدولة الإمارات العربية المتحدة أن طالبت عدة مرات إيران بالانسحاب من هذه الجزر خاصة بعد قيام الثورة الإيرانية بقيادة الشيخ الخميني التي رفعت شعار الإسلام كمبدأ لها في الحكم وباعتبار أن هذه الجزر احتلت من قبل إيران في عهد الشاه المتسم حكمه بالطابع العلماني. ولكن إيران حتى في عهد الثورة الإسلامية لم توافق على الانسحاب من الجزر الإماراتية المحتلة رغم مطالبة دولة الإمارات العربية المتحدة المستمرة بذلك ورغم نداءات مجلس التعاون الخليجي المتكررة لإيران بالانسحاب من هذه الجزر، مع أنه من مصلحة إيران الانسحاب من هذه الجزر، وكان من المفترض أن يتم ذلك بعد قيام الثورة الإيرانية كبادرة حسن نية منها تجاه دول الخليج باعتبار أن احتلال هذه الجزر من أعمال الشاه، فلو حصل ذلك لبلغت العلاقات الخليجية الإيرانية أوج قوتها.

ولأن ذلك لم يتحقق في حينه، فكان الأولى بإيران بعد مواجهتها الضغوط الغربية الدولية بسبب مفاعلها النووي المثير للجدل أن تبادل بالانسحاب من تلك الجزر لكي تستقطب الكثير من المواقف المساندة لها ولكي تثبت للعالم بأن برنامجها النووي سلمي وأنه ليس عسكرياً هدفه استهداف دول الجوار.

وبعد أن بلغت دولة الإمارات العربية المتحدة مرحلة اليأس من قيام إيران بالانسحاب طوعاً وبشكل ودي وأخوي من الجزر المحتلة بحكم روابط الدين والجوار، طالبت دولة الإمارات العربية المتحدة إيران بالموافقة على رفع قضية الجزر لمحكمة العدل الدولية لكي تنظر فيها ثم تصدر حكمها حولها كما فعلت في الخلاف الذي حصل بين البحرين وقطر حول بعض الجزر والعديد من القضايا المماثلة وذلك باعتبار أن محكمة العدل الدولية وبحكم نظامها لا تنظر في أي خلاف أو نزاع بين دولتين إلا إذا حصل اتفاق بينهما على رفع القضية المختلفة حولها للمحكمة الدولية، إلا أن إيران لم توافق أيضاً على رفع قضية الجزر لمحكمة العدل الدولية بسبب أنها وكما تدعي تعتبر جزءاً منها وأن على دولة الإمارات العربية المتحدة أن تنسى هذه الجزر، والدليل على ذلك أن إيران قد افتتحت مؤخراً مكاتب إدارية بالجزر الإماراتية المحتلة وهو الأمر الذي أثار حفيظة دولة الإمارات العربية المتحدة والأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا لم تساند دول الغرب بما فيها الولايات المتحدة دولة الإمارات العربية المتحدة في مطالبتها بجزرها المحتلة من قبل إيران، وذلك بحكم الصداقة التي تربط بينها وبين تلك الدول، ولماذا لم توظف الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي هذه القضية في خلافها مع إيران حول مفاعلها النووي المثير للجدل كما سبق أن ذكرنا كوسيلة ضغط لحساسية موضوع الجزر بالنسبة لإيران حتى أن الرئيس الأمريكي الحالي جورج دبليو بوش الذي سوف تنتهي فترة حكمه قريباً عندما زار دولة الإمارات العربية المتحدة في شهر يناير الماضي ضمن جولة له في دول المنطقة وألقى فيها خطاباً قيل إنه موجه لإيران لم يأتِ في هذا الخطاب لا من قريب ولا من بعيد على قضية الجزر الإماراتية المحتلة من إيران.

فهل الولايات المتحدة غير مقتنعة بالمطلب الإماراتي على أساس أن هذه الجزر احتلت من قبل إيران في عهد الشاه حليفها السابق وشرطيها في الخليج، أم أن الأمر مؤجل للوقت المناسب؟ هذا ما سوف يسفر عنه مستقبل الأيام.

Asunaidi@mcs.gov.sa



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد