Al Jazirah NewsPaper Friday  21/11/2008 G Issue 13203
الجمعة 23 ذو القعدة 1429   العدد  13203
إصلاح ذات البين
عبدالله بن سليمان الخضيري *

وهو أن تجمع قلوب الناس وتجعلها تتآلف، فإن ذلك من صلب الإيمان، ومن أعظم ما جاء به الإسلام، فهو دعوة للمسلمين كي يقيموا الحق فيما بينهم، ويظهروا على أعدائهم، وهذه الدعوة لا تتحقق إلا بالتناصر والتعاون والتكاتف، قال الله عز وجل: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}(2) سورة المائدة. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) رواه البخاري مسلم.

الإصلاح بين الناس أنواع من الصدقات، والصدقة لا تنحصر في المال، وأن الصدقات منها ما نفعه متعد، كالإصلاح وإعانة الرجل على دابته، ومنها ما هو قاصر النفع كالمشي إلى الصلاة.

ومن الصدقات المذكورة على رأسها الإصلاح بين المتخاصمين والمتهاجرين مع مراعاة العدل بينهم. ويكون ذلك بالحكم العادل، وبالصلح بينهما صلحاً جائزاً لا يحل حراماً ولا يحرم حلالاً، وهو من أفضل القربات وأكمل العبادات، قال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}(10)سورة الحجرات، وقد قال سبحانه: {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ}(114)سورة النساء. وقال صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟) قالوا: بلى. قال: (إصلاح ذات البين). والإصلاح بين المتخاصمين أو المتهاجرين صدقة عليهما، لوقايتهما مما يرتتب على الخصام من قبيح الأقوال والأفعال، ولذلك كان واجباً على الكفاية، وجاز الكذب فيه مبالغة في وقوع الألفة بين المسلمين. والله المستعان.

* الرياض



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد