Al Jazirah NewsPaper Friday  21/11/2008 G Issue 13203
الجمعة 23 ذو القعدة 1429   العدد  13203
كلمات ملؤها النور من أمير الأمن والأمان
محمد بن ناصر الخميس

صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية دائماً وأبداً إجاباته عن أسئلة الصحفيين تتسم بالموضوعية والشفافية ويضع من خلال الإجابات النقاط على الحروف، ولك أن تتخيل رجلاً بحجم وثقل ومسؤوليات صاحب السمو الملكي الأمير نايف يخصص جزءاً من وقته لعقد المؤتمرات الصحفية وحضور الندوات العلمية وترؤس الاجتماعات المحلية والخارجية، فهذه لا تتوفر إلا في من نذر نفسه لخدمة دينه ثم مليكه ووطنه ومواطنيه والمقيمين، وهذا النشاط وهذه الحكمة والموضوعية في الطرح لم تأت من فراغ، فمؤسس هذه البلاد، جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - عليه رحمة الله - كان ملهماً وعبقرياً وشجاعاً وحّد المملكة العربية السعودية أرضاً وشعباً بالعدل والإنصاف وإحقاق الحق وإبطال الباطل، مستمداً ذلك كله من الشرع الحنيف الذي لم يترك شاردة ولا واردة إلا أبانها المولى جل وعلا وبينها محمد صلى الله عليه وسلم القائل: (تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك).

فهذه البلاد منذ قيامها - بحمد الله - وهي تقوم على كتاب الله وسنّة نبيّه اللذين فيهما النور والصلاح والخير لكل من اتخذهما منهجاً وطريقاً يسير عليهما، فلله در سيدي الأمير نايف، حيث قال في أكثر من مناسبة: لا نريد منهجاً غير منهج الإسلام وشريعة غير شريعة الله التي ارتضاها المولى سبحانه لبني البشر التي فيها العدل والرحمة والخير تحقيقاً لقول الله: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (128) سورة التوبة .. فأي رحمة غير رحمة الإسلام وأي عدل غير عدل الإسلام، فالمملكة تنعم بالأمن والاستقرار، فالأمن يكفل أداء العبادة بطمأنينة وخشوع وعدم خوف إلا من المولى سبحانه والاستقرار والذي هو أهم ركائز الاقتصاد والذي تنبني عليه مصالح الناس التجارية والصناعية والزراعية، فبدون الاستقرار لا يكون هناك تجارة ولا صناعة ولا زراعة، فكيف يستثمر رجل الأعمال في بلد لا يوجد به استقرار تتبدل أحواله يوماً عن يوم وسنة عن أخرى والصناعة الرافد القوي للاقتصاد لا يمكن أن يأمن صاحب المصنع والمستثمر الخارجي على زعزعة الأوضاع وتبدلها من حال إلى حال، كيف وهو ينفق آلاف بل ملايين العملات .. فالمملكة بحمد الله أصبحت واحة جذب للاستثمار لمن بالداخل ولمن بالخارج لما هيأه الله لهذه البلاد من قادة درجوا نهج مؤسس هذا الكيان العظيم الذي جعل الأمن هو من أهم الأهداف إلى جانب نماء ورخاء هذه البلاد.

وبحق فإنّ كلمات الأمير نايف تسطر بأحرف من نور لأنها كلمات نابعة من قلب مسلم تربى على الأخلاق العربية الحميدة والصفات الجميلة التي تحب الخير لكل بني البشر، فحين سئل سموه عن من أساؤوا لدينهم ثم وطنهم هل سيكفل لهم محاكمة عادلة فأجاب - حفظه الله - وهل هناك أعدل من شرع الله الذي أنزله رب العزة والجلال ولا يتخيل عاقل أن دين الله وشرع الله يعتريه الخلل أو النقض وقضاتنا بحمد الله على درجة كبيرة من العلم الشرعي وهم مستقلون لا سلطة لأحد عليهم، وهم الذين يقولون قولهم الفصل فيما يعرض عليهم، وسُئل سموه - حفظه الله - عن كيفية الترافع القضائي في المحاكم، فأوضح سموه أنّ حق التقاضي مكفول للجميع وللإنسان الحق في الدفاع عن نفسه أو إقامة من يترافع بما اصطلح عليه بالمحامي وليس معنى هذا أن المحامي سيبرئ من قتل أو دمر الممتلكات أو من سعى في الخراب أو الفساد، فهذا غير مقبول بأي حال من الأحوال.

وعن سؤال وجِّه لسموه عن تواجد الأحداث السعوديين المغرر بهم في العراق بدعوة الجهاد أجاب سموه بإجابته التي تتسم بالحصافة والعقلانية (من المؤسف أن يذهب سعوديون صغار السن لم يطلب منهم أهلهم ولا ولاة أمرهم الذهاب إلى جمهورية العراق الشقيقة بدعوة الجهاد ثم يقعون فرائس لأولئك المجرمين الذين لا يهدفون لشيء إلا تشويه سمعة أنفسهم وسمعة بلدهم ونحن في المملكة العربية السعودية ندين مثل هذه الأعمال الإجرامية ولا نعتبرها جهاداً، بل نعتبرها إفساداً في الأرض ولله وسبحانه نهى الإفساد في الأرض وقتل الأبرياء ولا نسمح في يوم من الأيام أن تكون بلادنا ممراً أو مقراً لأي أعمال إجرامية وعلى كل دولة أن تحصن حدودها من هؤلاء العابثين والمفسدين وعلى دول الجوار مسؤولية كبيرة بمنع هؤلاء وعدم جعل بلادهم ممراً أو مقراً) .. والأمير نايف بن عبد العزيز - حفظه الله - أدلى بهذه الإجابات من واقع شعوره بأهمية المواطن السعودي وعدم جعله فخاً للأعمال الإجرامية والجهاد لا يمكن أن يقرره صغار السن وسفهاء الأحلام، بل يقرره أهل الحل والعقد وأيضاً لا يقرره شرذمة باعوا هؤلاء الصغار بأبخس الأثمان وذلك حينما صرّح أحد أولياء أمور هؤلاء المغرر بهم بأن أبناءهم في لحظة وفي ومضة عين قرروا الذهاب للعراق بعد أن تأثروا بناعقي الإنترنت وبالمناظر المزيفة التي تحضهم على الإقدام ومقاتلة المحتلين الذين سيرحلون عن العراق إن عاجلاً أو آجلاً، لأنه احتلال ولي استعماراً سيبقى حيناً من الدهر لا يزول إلا بالدمار والخراب ومئات القتلى والجرحى وجعل البلاد مذاهب وأحزاباً يقتل بعضها بعضاً. ففي واقع الأمر المرء حينما يسمع بآلام أولئك الآباء تجاه هؤلاء الأبناء الذين يقعون كبشاً للأعمال التخريبية التي تنبع من مجموعة الإرهاب التي تمارس التخويف مع أولئك الشباب بأنهم لو رجعوا لبلادهم سينكل بهم ومصيرهم المعتقلات، وكل هذه الترهات وكل هذه الأباطيل بكل أسف تنطلي على المغرر بهم ويتمنون الرجوع إلى بلادهم بأي وسيلة وهذا بدوره يجعل أهليهم يبذلون الجهود الجبارة لإرجاعهم وكذا دولهم تسعى السعي الحثيث بأن يعودوا لأوطانهم سالمين دون أن ينالهم أي أذى، وسمو وزير الداخلية أوضح في أكثر من مناسبة أن على أولياء الأمور مراقبة أبنائهم ومعرفة من يخالطون ومن يجالسون كي لا يكونوا ضحايا وفرائس لأعمال شريرة والإبلاغ عن أي شخص له توجهات مريبة ومقاصد سيئة الهدف منها الإضرار بنفسه وأهله وبلده مما يجعل الأفراد والحكومات تنشغل بأمور لا تكون من الأهمية بمكان لو تم التوجيه والمراقبة، وكذا عدم إعطاء الثقة الخارجة عن حدود الملاحظة والمتابعة للأبناء.

وأنا أقول إن المسؤولية والقيادة لها أهلها، فلله در بلاد بها هؤلاء الأفذاذ من سمو الأمير نايف بن عبد العزيز وإخوانه وأسرة آل سعود جميعاً الذين حكموا هذه البلاد لمدة تزيد على ثلاثة قرون بمعاضدة منقطعة النظير من أبناء المملكة ونحمد الله أننا في هذا البلد الأمين المملكة العربية السعودية نعيش أمناً وارف الظلال والأحداث التي تعج بها بقاع كثيرة من العالم قد تكون قليلة إن لم تكن معدومة في البلد الذي منّ الله سبحانه وتعالى عليه بنعم كثيرة والتي أبرزها الأمن ويسير المرء في طول البلاد وعرضها لا يخشى إلا الله بفضل ما هيّأته الدولة أعزها الله بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين من إمكانات وقدرات ورجال أمن بواسل يستطيعون وأد الجريمة والقضاء عليها في مهدها وإن حصل - لا سمح الله - ما يعكر صفو الأمن الذي تنعم به المملكة، فإن الدولة تضرب بيد من حديد على أولئك الأشرار ومن زيّن لهم الشيطان سوء أعمالهم فرأوها حسنة، تنفيذاً لأوامر الله القائل: {وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً}الآية.. {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه} الآية.

دمتم أمير الأمن والأمان قائداً ورائداً لهذا الأمن الذي لا نظير له في العالم، وبارك الله فيك وفي جهودك وجهود رجالك البواسل الذين يواصلون الليل بالنهار خدمة لدينهم ثم مليكهم ووطنهم ولا حرمنا المولى من كلماتك النيرة والقيمة التي ملؤها النور والضياء

- المستشار المالي بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد