Al Jazirah NewsPaper Sunday  23/11/2008 G Issue 13205
الأحد 25 ذو القعدة 1429   العدد  13205
أفق
الرغبة الجادة في التغيير (جامعة الملك سعود مثال)
سلطان بن محمد المالك

درست وتخرجت في مرحلة البكالوريوس من كلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود، وكنت وزملائي من ضحايا تلك المرحلة التي اشتهر التعليم فيها بالتلقين والحفظ!، أي تلك الفترة التي كان تقييم بعض أساتذة الجامعة لنا بما نحفظ وعدد الصفحات التي نكتبها في إجاباتنا في الامتحانات، وكنا وبحسب تخصصنا في إدارة الأعمال نمني أنفسنا أن نمارس التطبيق العملي في الميدان مع شركات القطاع الخاص، والحريص منا كان يسعى للحصول على وظيفة أثناء الإجازة الصيفية للتعلم لدى البنوك أو إحدى الشركات، فالجامعة في ذلك الوقت لم تهتم بالموضوع إطلاقاً، بل الأدهى من ذلك أننا قد تخرجنا ونحن لا نتقن مبادئ الإلقاء أمام الزملاء من الطلبة. وبعدها بسنتين أتيحت لي الفرصة لدراسة الماجستير في ذات التخصص في إحدى الجامعات البريطانية العريقة في مجال إدارة الأعمال وشاهدت الفرق التام في طريقة التعليم والتدريب التطبيقي وتمنيت أن تحذو جامعتي العزيزة ذاك المنحى في التعليم.

ومضت السنوات وأنا لا أعرف عن جامعتي العزيزة (الملك سعود) إلا ما أقرؤه من بعض الأخبار عنها ولم أزرها منذ تخرجي، وقبل أيام أتيحت لي فرصة أن أزور الجامعة ضمن وفد رسمي واصطحبنا خلالها معالي مديرها (النشط الراغب بشكل جدي في إحداث التغيير) الدكتور عبدالله العثمان، وشرح لنا الخطط التي تعتزم الجامعة تطبيقها سعيا منها أن تتبوأ ترتيبا عالميا عاليا يقارنها مع أعرق الجامعات العالمية، أعجبت كثيرا بما شاهدته من شرح من معاليه وفريقه الشاب من الأساتذة السعوديين المنتقين بعناية تامة لإحداث التغيير في الجامعة، ولعل ما يميز معالي مدير الجامعة أنه لم يتعذر بضعف الموارد المالية بل سعى جادا للحصول عليها من ولاة الأمر أو من خلال التوقيع على بعض كراسي البحث مع بعض شركات القطاع الخاص، كذلك إيمانه التام أن لا عيب إطلاقا من الاستفادة من تجارب وخبرات الجامعات العالمية العريقة مثل هارفارد وستانفورد واكسفورد وغيرها والتوقيع معها على اتفاقيات ليست للتفاهم بل للعمل والتطبيق. ومن أبرز ما شاهدته أثناء زيارتنا القصيرة استحداث وكالة خاصة بالجامعة تعنى بالمعرفة وحاضنات التقنية وإنشاء وادي التقنية، كذلك انشاء برامج جديدة تخدم سوق العمل ويتخرج منها شباب مؤهل للعمل مباشرة في القطاع الخاص ومنها على سبيل المثال مركز ريادة الأعمال في كلية إدارة الأعمال من خلاله يعمل الطالب خلال مرحلة تعليمه الدراسي مع شركة افتراضية كذلك إنشاء ناد خاص بالاستثمار لتدريب الطلبة فعلياً على التعامل مع البورصات وأسواق المال.

الاتجاه المميز للجامعة أنها بدأت فعلياً باستقطاب خبراء من بعض كبار موظفي القطاع العام والخاص للقيام بتدريب وتدريس طلبتها لعدد بسيط من الساعات الدراسية وهذه فعلا خطوة موفقة تنقل الطالب من مرحلة التدريب بالتلقين إلى التعليم التطبيقي، كل التوفيق لمعالي مدير الجامعة وفريقه النشط والجامعة وطلبتها.



Fax2325320@yahoo.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7410 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد