سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جذبني كثيراً الكاريكاتير المنشور عبر الجزيرة يوم الأربعاء 7-11-1429هـ، في العدد رقم 13187 حيث أجاد الرسام المرزوق بالنقد البناء عندما رسم مركبة للمرور ودون بوسط المركبة عبارة (مرور الكرام).
وبهذا أقول بأن الرسام المرزوقي أصاب كبد الحقيقة والله، فبلا شك أن المرور في المملكة يخطو بخطوات كبيرة نحو التقدم من خلال استخدام التقنية وهذا الأمر يحسب له.. ولكنني وبالوقت نفسه أعتقد بأن أفراد المرور الميدانيين الذين يجوبون الشوارع يحتاجون إلى توعية وتوجيه بأن مهامهم لا تنحصر فقط في مباشرة الحوادث المرورية أو تنظيم السير في الشوارع والطرق المزدحمة أو الوقوف عند الإشارات عندما يصيب إشارة المرور أي خلل مفاجئ أو حتى القيام بمراقبة السيارات المتجاوزة للسرعة القانونية.
إن الدوريات المرورية عليها أيضاً بتوقيف ومساءلة تلك السيارات أو الشاحنات الخربة والمتهالكة التي تتجول بالشوارع، فالأمر محزن جداً عندما تمر سيارة المرور مرور الكرام أثناء عملها الرسمي بجانب سيارة أو شاحنة متهالكة وهو يرى عيوبها واضحة كوضوح الشمس وكأن الأمر لا يعنيه، إما بعدم توافر أحد أنوارها أو عدم وجود أنوار تماماً مثل الأنوار المكسورة، أو يخرج من السيارة دخان كثيف حتى إنه يحجب الرؤية أو وجود صدمة تؤثر في راكب السيارة أو الآخرين.
لا شك بأن المرور هو المعني الأول بتلك المركبات، فكل ما على رجل المرور مشاهدة ملصق الفحص فإذا لم يجد الملصق أو أنه قديم، فإن مهام عمل المرور تتطلب عليه تحويل السيارة إلى الفحص الدوري وإجراء الصيانة الضرورية.
لن أتحدث عما تسببه تلك السيارات من حوادث راح ضحيتها أبرياء بسبب تقاعس أصحاب تلك السيارات الخربة من إجراء الصيانة والفحص الدوري لسياراتهم، إننا نخشى بأنه يأتي يوم وتجد تلك السيارات بكل شارع، ونعيش عندئذ بين أكوام من الحديد، فعندما يهمل المرور هذه السيارات فإننا نصبح كبعض الدول المجاورة التي تجد جميع سياراتهم خربة تخشى الركوب بها وخاصة سيارات الأجرة.
بعد تقديم الشكر للرسام المرزوق الذي أجاد بهذا الكاريكاتير المعبر، أود أن أقدم اقتراحا للمرور، وهو نسخ هذا الكاريكاتير وتوزيعه على كافة رجال المرور، خاصة الميدانيين، فالنقد البناء الهادف باستخدام مثل تلك الأساليب ومنها أسلوب الكاريكاتير يؤثر في النفس البشرية، وهي طريقة تعتبر حديثة ويدفع المرور ورجاله للتطوير ولعل هذا الكاريكاتير يغني عند الدورات أو الشرح الطويل.
أتذكر بأن هذا الأسلوب باستخدام الكاريكاتير تم استخدامه من قبل أحد الوزراء في نقد فئة من الشعب كانت تطالب بأمور تعارض سياسته المطبقة والتي تخدم أبناء المملكة, حيث استخدم الوزير كاريكاتير كان منشوراً أيضاً عبر صحيفة الجزيرة التي لها السبق في الكثير من الأمور وتم طباعة الكاريكاتير على بطاقات معايدة تحمل توقيع الوزير، وتم توزيع الكاريكاتير على تلك الفئة، كما أن هناك شركة كبرى في المملكة استخدمت الكاريكاتير في توعية موظفيها عن بعض الأخطاء التي يقعون بها وكانت النتائج إيجابية.
فهد العواد