Al Jazirah NewsPaper Thursday  27/11/2008 G Issue 13209
الخميس 29 ذو القعدة 1429   العدد  13209
الجوهر في قبضة الكوريين

نشترك جميعاً في هزيمة المنتخب السعودي أمام المنتخب الكوري، هذا واقع يجب الاعتراف فيه، وعدم رمي أصابع الاتهام على بعضنا البعض، فيجب الإيمان بهذا المنطق أولاً ثم نقوم بدراسة الأوضاع التي آلت إليها نتيجة منتخبنا الوطني المفاجئة، فالأضلاع المشتركة في هزيمة المنتخب معروفة وواضحة للجميع، بداية من الإعلام، ثم الجمهور، ومروراً بالمدرب، ثم الإداريين، ثم اللاعبين وأخيراً الحكم السنغافوري، نحن نعيش أمام حقيقة قوية الكثير غافل عنها ألا وهي أن منتخبنا السعودي لم يفز على أرضه حتى الآن؟

نبدأ في تناول الأضلاع المشتركة في هزيمة منتخبنا الوطني أمام كوريا الجنوبية حيث بدأها الإعلام فجميع الصحف والقنوات الفضائية تحدثت عن العقدة السعودية لكوريا الجنوبية، فبات الشاعر الرياضي يراهن على الفوز ولا شيء غيره، وعلى هذا الأساس أمسى الجمهور الرياضي متفائلاً جداً بالفوز على كوريا الجنوبية رغم النقص الواضح في صفوف المنتخب السعودي، ولم يقف الوضع عند هذا الحد بل صرح الكابتن ناصر الجوهر بأن منتخبنا سيذهب إلى نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا يدون هزيمة وعلى رأس المجموعة وتناسى احترام الخصم، وحضر الجمهور السعودي بكافة طبقاته وأخذ يغرد بالأهازيج السعودية المعروفة التي تطرب الخصم أولاً، وتتسابق إلى سماعها القنوات الفضائية الأخرى، وأعلن وقوفه مع الأخضر كعادته يظهر دائماً في المناسبات الكبيرة وأخذ يمارس الضغوط على لاعبي المنتخب لتحقيق نتيجة عريضة من غير قصد بدلاً من أن يفعل العكس ويضغط على المنتخب الكوري.

لعب الكابتن ناصر الجوهر بدون منهجية واضحة، ووقع في خطأ كبير عندما كشف أوراقه للكوريين قبل المباراة فأظهر جميع أوراقه وأخرج الصور التي التقطها للكوريين، وذلك لإقناع الصحفيين بقدراته، حيث أخطأ في إسناد خانة الظهير الأيمن للمدافع أسامة المولد الذي كان من المفترض أن يلعب في قلب الدفاع مع هوساوي، في حين جاهزية أحمد البحري والرهيب في الظهير الأيمن، وتواضع مستوى تكر وظهر ذلك في ضعف ردة فعله عندما ولج الهدف الأول من أمامه، ويعاب عليه كثرة احتجاجه على الحكم السنغافوري في المباراة رغم خبرته.

لم يحالف التوفيق مدربنا الوطني في اختيار لاعبي الوسط الشلهوب وعبده عطيف، حيث شكل الموهوب الشلهوب نقطة ضعف واضحة، حيث ضغط عليه الكوريون كثيراً وأغلب هجماتهم عن طريقه وشكل عبئاً كبيراً على الزوري، في حين صرح مدرب المنتخب الكوري بأنه لا يعرف لاعبي المنتخب السعودي وهذه مناورة إعلامية مرت على مدربنا حيث يعرف الشلهوب بالاسم بحكم قصره وأحكم التغطية عليه لأنه مصدر الخطورة السعودية حالياً. سبق وأن نقلت وجهة نظري المتواضعة في مقال سابق بأن المنتخب الكوري أفضل المنتخبات الآسيوية الذي يطبق النواحي التكتيكية حالياً، بل ولا يتعب مدربه كثيراً في تطبيقها، حيث يشربها اللاعبون الكوريون كشرب الماء، ويصبح خطيراً جداً عندما يطبقها، وساعدهم في ذلك المنتخب السعودي في فتح المساحات، وظهر ذلك في الهدف الثاني الذي ولج مرمى حارس منتخبنا وليد عبدالله الذي كان اللاعب الوحيد في المنتخب في يومه، وأسدا في مرماه رغم الخسارة يلاحظ على الدفاع السعودي ارتباكه في الركنيات، حيث كاد يعاد سيناريو هدف منتخب إيران في مرمنا، وهدف منتخب العراق في نهائي كأس آسيا، حيث يترك القائم الأيمن للمرمى بدون وجود أي لاعب يغطي القادم من الخلف مندفعاً وعدم وضع اللاعب الخصم في صدر المدافع السعودي، حيث لا يوجد منهجية واضحة لدى الكابتن ناصر الجوهر للركنيات، فيفترض من اللاعبين المدافعين طوال القامة القفز للخروج للكرة بالرأس مع خروج الحارس إذا كانت الكرة في متناول يديه والمحاور والوسط يغطون القادمون من الخلف فهذه مشكلة كبيرة في المنتخب السعودي وتحتاج إلى تدريب طويل من مدربنا، تسبب الكابتن ناصر الجوهر في الشحن الزائد للنجم القادم إلى المنتخب السعودي نايف هزازي، فأشعل فتيله، وألهب حماسه، وشكل ضغطاً كبيراً عليه حيث كان يفكر في تعويض غياب الكابتن ياسر القحطاني بأي طريقة، فارتكب الأخطاء المجانية، وأصبح يشارك في كل كرة عالية حتى في منتصف الملعب، فأصاب اللاعب الكوري بدون قصد وبحماس زائد، والمفترض هنا يبرز دور الإداريين في المنتخب في تهدئة اللاعب.المدرب المتجدد دائماً يبحث عن معالجة أخطائه أولاً بأول، وينبغي أن يتوقع الخسارة قبل الانتصار ويتوقع الطرد لأي لاعب، ويجهز خطة جديدة يفاجأ بها الخصم عند النقص، حيث كان بالإمكان أفضل مما كان، والخروج بنقطة واحدة أمام كوريا على أقل تقدير بعد الأحداث المؤسفة التي تسبب فيها الحكم السنغافوري، وترك موضوعة للاتحاد السعودي الحريص على تأهل منتخبنا الوطني إلى نهائيات كأس العالم حيث كان الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز في الموعد وقام بالواجب.

علي عبدالله الجيزاني - الرياض



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد