Al Jazirah NewsPaper Friday  28/11/2008 G Issue 13210
الجمعة 30 ذو القعدة 1429   العدد  13210
حديث المحبة
لغة الاستعداء عند بعضنا لماذا..؟
إبراهيم بن سعد الماجد

يسعى (بعض) المشتغلين بالكتابة وبعض سادة المنابر الفضائية إلى محاولة زرع الفتنة بين الأمة بشكل عام وبين المواطنين ورجال الدولة بشكل خاص، ويسلكون في ذلك مسالك شتى كلها تصب في حوض زراعة الفتنة التي قال عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (الفتنة نائمة لعن الله موقظها) سخروا أقلامهم لهدم ما استقام من علاقة بين الشعوب وقياداتها، وما نما من حب بين المواطنين والمواطنين، يسوؤهم يوم يرون هذه الألفة القائمة بين الناس، ويفرحون يوم يرون القطيعة والشحناء هي السائدة بين الراعي والرعية، مما يثير أكثر من علامة استفهام حول هؤلاء الذين أقل ما يقال عنهم إنهم من المفسدين في الأرض، يأتي أحدهم مدعياً الإصلاح متشحاً بوشاح النقد الهادف وينال من هذا أو ذاك بأسلوب يبدو للمتلقي العادي أنه نقد لذات الموضوع، ولكنه يخفي كراهية وحقدا دفينا، هذا الحقد ما أتى إلا من نفس خسيسة لا تحب للإنسان الخير بل تتمنى أن لا يكون للخير مسلكاً إلا إليها.

في الإعلام العربي - ولا استثني أحداً - المادة الدسمة التي يحقق مقدم البرنامج ومعده منها صيتاً كبيراً هي تلك البرامج التي تنال من هذا وذاك، وتسخر من القيادات وكأنهم وكلاء لإبليس - وهم كذلك - تعاني أمتنا العربية والإسلامية من تخلف في مناح عدة من حياتها ويأتي هؤلاء يكملون ما نقص من مصائب وما قل من شحناء، فتثور ثائرة هذا وثائرة ذاك فتنتكس علاقات وتتهدم صروح من الحب كانت قائمة، وما هذا إلا بسبب زراع الفتنة ووكلاء الشيطان الرجيم الذين يفرحون عندما يرون التراشق قد بدأ بسبب ما قالوه أو ما نشروه من معلومات في أغلبها كاذبة أو غير دقيقة، في أحاديث بعضنا همز ولمز في ظاهرها الامتعاض من وضع ما وفي باطنها حسد وغل وحقد، ادعاء للإصلاح والإصلاح أبعد ما يكون منهم، إنني أتساءل ومعي بكل تأكيد الكثير من المتسائلين ماذا يريد هذا الذي يحاول بث سموم الكره لدى العامة لفلان أو فلان من الشخصيات العامة العاملة التي بلا شك أنها تخطئ وتصيب، ولها حسنات كثيرة كما عليها سيئات ولكنها سيئات تبقى يسيرة في خضم هذا الخير الكثير أو على أقل تقدير حسن النية الذي نعتقده فيهم، وكما هو معلوم في شريعتنا الغراء أن المجتهد على خير سواء أصاب أم أخطأ، فللمصيب أجران وللمخطئ أجر، ولكن هؤلاء إنما يريدون النيل من الآخرين ليس إلا، فحياتهم وأنسهم لا يكتمل إلا إذا نالوا من عباد الله وكأنهم لا يعلمون أن هذا من أعظم الذنوب عنده سبحانه وتعالى، وإن فعلتهم تلك هي مما يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، فضلاً عن أنها تؤلب العامة وتوغر الصدور سواء كان ما يقولونه حقاً أم باطلاً.

إن من أشنع القول إيغار الصدور وإثارة الشحناء بين الناس وهي من الفتنة التي قال عنها رسول الله - عليه الصلاة والسلام - (الفتنة نائمة لعن الله موقظها).

والله المستعان.



almajd858@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5968 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد