Al Jazirah NewsPaper Friday  28/11/2008 G Issue 13210
الجمعة 30 ذو القعدة 1429   العدد  13210
توطين صناعة الرحلات البرية
د. زيد المحيميد

تؤكد دراسات متعددة اقتصادية ضرورة العمل على توفير (العمالة المواطنة) المؤهلة عن طريق عدة وسائل حديثة من أهمها التوسع في التعليم والتدريب المهني والحرفي وإدخال تخصصات جديدة ومتغيرة وغير تقليدية متلائمة مع احتياجات التنمية ووضع سياسة جديدة لتحفيز تلك العمالة الماهرة، وبناء على ذلك كان لا بد من (إعادة تصور المستقبل) مما يساهم في تغيير التشكيل الذهني للشباب في المملكة، ومن تلك الأعمال التي أرى التركيز عليها في البرامج المستقبلية هي صناعة مستلزمات الرحلات البرية وتوطينها، ومما دعاني لطرح هذه الفكرة أن المنتجات والمستلزمات الخاصة في كثير من المحلات التجارية للرحلات البرية رديئة الجودة خاصة والتي يتم تصنيعها في الخارج، والبعض منها قد يسبب أخطاراً عند استخدامها كالأجهزة الكهربائية وأدوات الطبخ الرخيصة المصنعة من النحاس والألمنيوم والكثير منها خطير من الناحية الصحية أيضاً، وكذلك الخيام وما تحويه، والمنتجات الجلدية والغذائية وغيرها، ومما لاحظت في تلك المحلات السحب غير الطبيعي على تلك المنتجات الرديئة من جانب الأسر عند الخروج للتنزه في البر فضلا عن اهتمام الشباب والكبار بمستلزمات تكميلية وثانوية أخرى لأغراض الرحلات البرية مما دعا إلى ظهور هذا النوع من التجارة المربحة وهذا مما شجع أصحاب المحلات الخاصة بالرحلات البرية على التوسع في الاستيراد من دول متعددة كالصين. وفي الاتجاه الآخر نرى أن بعض السعوديين قد أجاد في صناعة بعض مستلزمات الرحلات البرية بجودة عالية ونجاح منقطع النظير، ولكن انخفاض سعر تلك القطع الرديئة في تلك المحلات الكبيرة أجبر أولئك الحرفيين والمبتكرين السعوديين على التراجع في تصنيع وتسويق منتجاتهم ناهيك عن افتقارهم للخبرة الإدارية والفنية في إدارة وتطوير المشاريع مما تسبب في استغلالهم من قبل أصحاب مالكي تلك المحلات لبيع منتجاتهم وابتكاراتهم بأسعار مخفضة والشواهد على ذلك كثيرة، وأحيانا يتم إعادة صناعة ابتكاراتهم من الصين والإتيان بها بكميات كبيرة وبجودة رديئة من دون منافع تذكر لصاحب الفكرة الأصلية...

نتيجة لما سبق أرى إيجاد منظومة متكاملة من أصحاب الشأن كوزارة العمل والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وصندوق الموارد البشرية لعمل ما يلي:

- وضع تصور لإعداد خطة وطنية شاملة بخصوص صناعة الرحلات في جوانبها الفنية والإدارية والمالية والمعلوماتية والعمل على تحديد الجهات ذات الصلة بحيث تشارك في إنتاج تلك الخطة بشكل تكاملي.

- دعم مشاريع (العمالة المواطنة) حسب ما يتبع الآن ببعض المنشآت الصغيرة والمتوسطة ولكن يجب ضمان مرونة أكثر مرونة في عمليات التمويل والتنفيذ.

- الإفادة من خبرات ومهارات خريجي الكليات التقنية في بعض الأقسام التي لها علاقة كبيرة بمستلزمات الرحلات البرية كقسم الكهرباء والميكانيكا (إنتاج، سيارات، تبريد وتكييف)، وخريجي معاهد التدريب المهني كالحدادة وغيرها، فيمنحون الأولوية للدعم في توطين تلك الصناعة المهمة من خلال برامج تمويل مشجعة وحضانة دقيقة للمشاريع.

- العمل على احتضان المخترعين والمبتكرين لتصنيع بعض الأدوات المستخدمة في الرحلات البرية بصورة إبداعية، والمساعدة في تسويق منتجاتهم.

- منع استيراد البضائع الرديئة والخاصة بالرحلات البرية وتوطين هذه الصناعة بحيث تقتصر على (العمالة المواطنة) من السعوديين والسعوديات فقط.

- دعم بعض الأسر المنتجة ولا سيما أننا بدأنا نلحظ تواجدها في بعض المناطق بشكل متزايد حيث تقوم بتصنيع بعض المنتجات بنجاح مثل بعض المواد الغذائية والصناعات الفنية رغم افتقار تلك الأسر إلى النظرة المستقبلية والاكتفاء بتقديم المنتج بصورة بدائية دون السعي إلى تطويره أو تجديده...

- تأسيس برنامج متقدم خاصة بصناعة الرحلات البرية في المعاهد الصناعية والمنتشرة في جميع مناطق المملكة والتي تتبع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بحيث يخرج ذلك البرنامج شبابا مؤهلين للأعمال الحرفية التي تهتم بتراث البلد مثل ذلك: صناعة الأحذية والخصاف، صناعة الأكلات الشعبية مع الاستفادة من أصحاب الخبرة في هذه المجالات للتدريب، وغيرها من البرامج التراثية التي يصعب إيجاد البديل في حالة رحيل أهل الخبرة.

- التعاون مع بعض الأسر المنتجة للإفادة من خبراتهم وتجاربهم ولو تطلب ذلك فتح منازلهم بالمساء للتدريب بأجر كبير مع صرف مكافآت للمتدربين والمتدربات كل حسب تخصصه.

كاتب وأكاديمي سعودي


(zeidlolo@hotmail.com)

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد