Al Jazirah NewsPaper Friday  28/11/2008 G Issue 13210
الجمعة 30 ذو القعدة 1429   العدد  13210

نبض المداد
لا تصف المرأة المرأة
أحمد بن محمد الجردان

 

من مخالفات النساء لبسهن العاري والشبه عاري من الملابس، وذلك فيه من المحاذير الشيء الكثير منها أن المرأة التي تتكشف في الغالب؛ لأنها ترى أنها في تجمع نسائي لا ذكورية فيه، وهذا لا اختلاف عليه، لكن مما لا اختلاف عليه أيضاً أن ذلك التجمع لا يضمن أحد سلامة نية كافة مرتاداته!!!، نعم ليس هناك رجال بل كلهن نساء، ولكن أليس من النساء من تصف من تراهن من النساء وصفاً دقيقاً للرجال وكأنهم يرونهن رأي العين؟!، نعم، هذا الصنف موجود في النساء لذا نهى عن فعلهن المشين رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (لا تصف المرأة المرأة لزوجها وكأنها رأي العين)، فمن سذاجة بعض النساء حين تأتي من لقاء نسائي تبدأ في الحديث عن مشاهداتها فتصف النساء أمام أبيها أو أخيها وزوجها بكل سذاجة وكل خيانة أيضاً لنساء المسلمين، وكل انتهاك لخصوصيتهن تصفهن وصفاً دقيقاً!!، حقاً تلك عجيبة كيف لتلك المرأة أن تنقل ما حرم الله على أولئك الرجال أن يروه بأعينهم ليتخيلوه من خلال أسماعهم؟! ولا يخفى أحد روعة الخيال وشدة أثره في النفس.ثمة تساؤل؟؟!!

لا يختلف اثنان أن الشيطان حريص على فتنة الناس وفسادهم، فيا ترى ماذا عن ما يقذفه الشيطان في نفس ذلك الرجل عندما تقوم إحدى الساذجات من زوجة أو بنت أو أخت بتصوير (فلانة) من الناس من خلال وصفها له وكأنه يراها رأي العين بأنها تتصف بكذا وكذا؟؟!!، ألم يقل الشاعر المعروف بشار بن برد بيته المشهور والمطابق من خلال الواقع والتجربة للحقيقة.

يا قومي أذني لبعض الحي عاشقة

والأذن تعشق قبل العين أحيانا

صدق الشاعر بشار بن برد، فلا ريب أن الأذن تعشق قبل العين وهذا العشق لا ريب يلهبه ويزيد من سعاره ويؤججه الشيطان -أعاذنا الله منه- مما يهيج المشاعر ويشعلها في نفوس الرجال نحو تلك المرأة الموصوفة لهم، وهذه خطوة ربما تليها خطوات أخرى تنتهي إلى حيث كارثة (الزنا) والعياذ بالله وقد قال - صلى الله عليه وسلم- عن ذلك (إن العين تزني وزناها النظر، وإن اليد تزني وزناها البطش، وإن الأذن تزني وزناها السمع، وإن الفرج يصدق هذا أو يكذبه)، فهل تعي المرأة ذلك الخطأ وهل نعيه نحن معاشر الرجال ونعمل جاهدين سوياً لنبتعد عن الزنا بكافة صوره؛ فالله أمرنا بذلك فقال {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً}

amaljardan@gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد