Al Jazirah NewsPaper Friday  28/11/2008 G Issue 13210
الجمعة 30 ذو القعدة 1429   العدد  13210
حولها ندندن
نساؤنا بين الإيجابية والسلبية
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ

على الرغم من أننا نعيش في مجتمع مسلم يعرف أهمية الوقت وأن العمر جد قصير وكل ساعة من ساعاته تحسب للإنسان أو تكون ضده، إلا أن نسبة كبيرة من نسائنا يتفنن في إضاعة الوقت بشتى الوسائل التي تغشاها التفاهة في معظمها.

وأعني برأيي هذا النساء الناضجات للأسف الشديد أي ما بعد سني الدراسة، واللاتي يقتلن الوقت الثمين قتلاً لا شفقة معه ولا هوادة فيه، حيث الدوران في الأسواق والتنافس في اكتشاف كل جديد سطحي فيها، والمسارعة للاستراحات والقهاوي والمطاعم، والتسابق لمعرفة كل محل يستجد بل والمفاخرة بذلك.

ناهيكم عن التباهي بالماركات اليهودية التي وجدت سوقاً رابحة في مجتمعنا وبين نسائنا وفتياتنا بل وأطفالنا، حتى ازداد عددها زيادة لافتة طالما هي قد وجدت المنفذ المغري لدينا، وليت هذه الزيادة قد حدت من هذا التنافس الشرائي المحموم، بل إنها جعلت الجميع يتسوق بشكل جنوني مستديم، حتى أصبح من العار لدى صنف من النساء أن تكرر اللباس أكثر من مرة واحدة فقط مهما غلا ثمنه، فأصبحنا مجتمعاً استهلاكياً ساذجاً يشار إليه بالبنان!

لست -في الحقيقة- ضد التجمل المباح، ولا التمتع المعقول، ولا الرفاهية المعتدلة، فالإنسان السوي يوازن بين احتياجاته النفسية والبدنية والروحية، ويعيش منسجماً مع نفسه ومحيطه ومجتمعه. بيد أني ضد الحياة السلبية بكل معانيها، فإذا جاء العاقل يفتش عن مستوى الإيجابي لدى المرأة المسلمة المعاصرة وجدها تكاد تصل عند نسبة ملحوظة منهن لدرجة الصفر، حيث لا توجد أهداف إيجابية واقعية لديهن، ولا أعمال خيرية، ولا مشروعات مدروسة. بل إن البعض منهن عالة على أزواجهن أو أولياء أمورهن، ليس بالنفقة المشروعة، إنما في البحث عن بريق المادة وسراب الموضة، بشكل غير سوي حتى لو كان فيه له إرهاق مادي، أو إذلال نفسي، أو إنهاك جسدي.

والغريب أن هذا الداء يكاد يتواجد لدى المرأة غير العاملة أكثر ممن سواها، حيث تخلت حتى عن أدوارها الأساسية للمربيات والطباخات والخادمات، ولو كانت الولادة تصح أن يؤديها عنها هؤلاء لاستقدمت من يؤدي هذه المهمة الشاقة بدلاً عنها.

كيف ذلك وديننا الذي هو منهج حياة يحفل بذخر من النصائح الإيجابية للمسلم والمسلمة على حد سواء، حيث أخبرنا رسولنا الهادي البشير عليه الصلاة والسلام، بأن المؤمن القوي خير عند الله من المؤمن الضعيف، محذراً إيانا من التخاذل والسلبية والضعف في مواقف الحياة بعامة، لأن النفس البشرية أمارة بالسوء، وإن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية التي تردي صاحبها أو صاحبتها في مهاوي الندامة والتهلكة.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة 9701 ثم أرسلها إلى الكود 82244



g.al.alshaikh12@gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد