Al Jazirah NewsPaper Sunday  30/11/2008 G Issue 13212
الأحد 02 ذو الحجة 1429   العدد  13212
راتب شغالة!
د. فهد بن علي العليان

تقوم بعض مؤسسات وشركات القطاع الخاص بتقديم برامج متنوعة لتدريب الشباب والفتيات وتهيئتهم لسوق العمل، وذلك انطلاقاً من مسؤوليتها الاجتماعية وأداءً لدورها الخيري الاجتماعي، وسعياً لخدمة أبناء وفتيات هذا الوطن الغالي. ومن هنا، فإنه لا بد من تقديم الشكر لهذه الشركات والمؤسسات والبنوك على هذه الأعمال الاجتماعية الخيرية، وإن كان أفراد المجتمع يطالبون هذه الجهات...

بالمزيد من هذه البرامج وغيرها التي تخدم أفراد المجتمع بكافة فئاته وشرائحه. إن الشباب والفتيات العاطلين عن العمل بحاجة ماسة إلى الوقوف معهم ومساعدتهم من خلال المشاركة في تدريبهم وتأهيلهم وإيجاد فرص عمل لهم، لكي يسدوا حاجتهم وحاجات أسرهم، إلا أن هناك مشكلة تقف حائلاً دون تحقيق أهداف وبرامج بعض مؤسسات القطاع الخاص. وتتمثل هذه المشكلة بأن بعض الشباب العاطلين يريدون أن يبقوا كذلك، لأنهم يضعون الشروط التعجيزية للقبول بالوظيفة من حيث نوعها ومرتبها مع أنهم نيام في بيوتهم!

وحتى تتضح الصورة للقارئ الكريم، فقد تبنت إحدى إدارات خدمة المجتمع في إحدى مؤسسات القطاع الخاص مشروعاً يهدف إلى التوفيق بين احتياج القطاع الخاص من الشباب السعوديين وبين تأهيل الشباب وتحمل تكاليف تدريبهم لسد هذه الوظائف. ولقد قامت هذه الجهة - حسب اطلاعي - بالبحث والتنسيق مع مؤسسات وشركات القطاع الخاص عن وظائف ليشغلها الشباب السعوديون، وفعلا تم إيجاد (120) وظيفة جاهزة، حيث تولت هذه الإدارة دفع تكاليف التدريب لتهيئة هؤلاء الشباب لهذه الوظائف. ولقد كان من المفاجئ جداً تذمر أحد الشباب الباحثين عن عمل في أثناء المقابلة لدخول التدريب عندما علم أن الراتب المقدم في حدود (3000) ريال، ثم امتنع عن التقديم محتجاً بأن مثل هذا الراتب المعطى يعادل راتب شغالة!

إن هذا التصرف يدل دلالة كبيرة على أننا بحاجة جد ماسة إلى زرع ثقافة احترام العمل في نفوس شبابنا حتى يقبلوا على العمل بكل جدية واحترام، ولكي يعرفوا أن الإنسان لا يصل إلى أعلى درجات السلم من أول خطوة. ومن هنا فإن دور التربية والتعليم يعد دوراً أساسياً في هذه القضية، حيث يؤدي البيت والمدرسة دوراً فاعلاً ومهماً في ترسيخ قيم العمل واحترام الوقت، بالإضافة إلى تهيئة الأولاد والبنات للتكيف مع مختلف الظروف والأحوال. إنه لا بد أن يسعى المربون ووسائل الإعلام بمختلف أنواعها للعمل على طرح موضوعات ثقافة العمل وأهميته، وذلك لخلق ثقافة مجتمعية تساعد هؤلاء الشباب والفتيات على قفز كل الحواجز!

وقبل الختام، فإني أقول لهذا الشاب وأمثاله بأن الشغالة تكبدت المصاعب وتركت الأهل والأبناء والوطن بحثاً عن لقمة العيش لسد احتياجات أولادها وأسرتها، ولم يزدها هذا إلا إصراراً. وأخيراً، تحية شكر وتقدير لكل القطاعات التي تبذل جهداً ومالاً لمساعدة شباب وفتيات بلدنا الغالي وتأهيلهم للحصول على وظيفة، ثم عتب شديد لبعض شبابنا الباحثين عن الرفاهية والعمل المريح!



alelayan@yahoo.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد