Al Jazirah NewsPaper Sunday  30/11/2008 G Issue 13212
الأحد 02 ذو الحجة 1429   العدد  13212
لحظة
اختصار الإنجازات (حرام)
بقلم - رشيد الشنطي

غيبت سلاسة الإدراك وعلقت البصيرة وأصبحت الرؤية ضبابية.. فالمشهد أضحى عديم الملامح.. الاقتصاد العالمي يتهاوى.. الجميع يعيش في هلع دائم.. دائرة الحزن تتسع.. تريليونات تبخرت وتحولت إلى قطرات ماء.. الحقيقة المعروفة أن هنالك من يكسب في حال خسارة الآخر، لكن الذي نشهده يترجم حقيقة واحدة ألا وهي بأن الجميع خسر، المستهلك والموظف والعاطل عن العمل والمستثمر حتى حارس العمارة خسر.. كيف ذلك لا ادري.. نذهب إلى منازلنا نرى زوجاتنا يتكلمن عن الاقتصاد، وأهل الاقتصاد لا حول لهم ولا قوة، وكأنهم يشاهدون العالم بمفاهيم مبهمة وغريبة.. البورصات العالمية تعزف (لحن الوداع) وتنخفض إلى اكثر من النصف، وأسواق المال والأعمال في مأزق.. أوبك تعلن عن خفض ملحوظ بإنتاجها وأسعار النفط في تراجع.. حركة الصادرات والواردات خملت وأصيبت بغيبوبة عميقة.. الهياكل المصرفية العملاقة تطرق أبواب الحكومات أملا بقنطار مساعدة لسد عجزها.. مصانع السيارات الكبرى (تقزمت) أمام (مارد) الأزمة.. سلسلة المحال التجارية العالمية تمتهن مهنة (الهش والنش) ولا شئ غيره.. من المؤكد أن الساعات تشكل الآن الزمان والمكان، أما الأشهر والسنين فباتت بعيدة المنال وبعيدة جدا عن أي حسابات.. هذا الانقلاب (الرياضياتي) الذي عصف بالعالم إنما يشير باعتقادي إلى قدوم فلسفة جديدة خلطت بدورها (القهوة بالشاي) علينا دراستها وكتابتها واكتشاف أسرارها وكوامنها.. ان لسان حال الخارج مغاير تماما لواقعنا.. حقيقة.. نحن بحاجة إلى وقفة مع الذات نبتعد من خلالها عن أية انفعالات لنؤكد بأن أسواقنا ليست في حالة (خنق) فنسب الشوائب فيها معقولة ومنطقية فالضبط والربط موجودان منذ الانطلاقة الأولى لهياكلنا المالية والرقابة متجذرة في مكونات اقتصادياتنا.. أما اختصار الإنجازات (حرام) واضرام النار بقطاعاتنا (حرام).. نحن لسنا بمعزل عن العالم، وعن تداعياته وأزماته، لكن علينا واجب وطني الا وهو تأطير هذا الحدث بحجمه وليس اكثر من ذلك.. نحن دول منتجة للنفط والغاز ولدينا مقدرات ضخمة من معادن وذهب وكفاءات وسوق عمل واعدة.. الأمور يجب تجريدها من العواطف والتوقف عن (القيل والقال) والاعتماد على ما أنجز بنحو سليم.. فعافية أسواقنا تكمن في ثقتنا بحقيقة وواقع اقتصاداتنا (الدسمة).. نعم هي (دسمة وسمينة).. لنحرك عقولنا بمنطق علمي سنرى ثوابتنا جلية.. فوائض مالية وقطاعات عملاقة تسجل أرباحا قياسية فيما الأرض ما زالت حبلى بالكثير من الخيرات.. أما الحسرة والتباكي على صناديق سيادية أجنبية أو استثمارات خارجية كنا قد فقدنا رساميلنا فيها فأقول هنا إنها ليست (تحويشة العمر) ولا تمثل قيمتها (والحمد لله) بصيلة واحدة من فروة رؤوسنا.. نحن منطقة غنية.. فالاتزان مطلوب والتهويل مرفوض واخذ مواصفة الاستقرار كهدف وحيد لتعبيد طرق المثابرة واجب.. علينا (الآن.. الآن) أن نعدو إلى ضفة الاستحواذات ففرصة العيش فيها حان وقتها وازف ودق الجرس.. الأجواء طرية ورطبة وخصبة وحلوة المذاق في هذا الاتجاه.. فأيدينا في الداخل العالمي (عدالة وانصاف) وحتى تصبح خصالنا ندية الطباع والجوهر.

rshanti.mems


@choueirigroup.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد