Al Jazirah NewsPaper Monday  01/12/2008 G Issue 13213
الأثنين 03 ذو الحجة 1429   العدد  13213
بعد أقسى هبوط شهده القطاع في تاريخه
تراجع الطلب يدفع شركات البتروكيماويات إلى تقليص إنتاج (البوليمرات)

«الجزيرة» - المحرر الاقتصادي

لم تفلح كل محاولات شركات البتروكيماويات بالمنطقة في إيقاف مد التراجع الذي تشهده منتجات (البوليمرات) التي هوت في الأسواق العالمية بشكل دراماتيكي واتبعت الشركات أساليب مقصودة للحؤول دون استمرار هذا التراجع عبر خفض الطاقات التشغيلية لكثير من المصانع والوحدات الإنتاجية فيها وتحديدا الشركات الخليجية التي تعد أبرز الشركات القارية والعالمية والمتمثلة في شركة (سابك) العملاقة، و(التصنيع) المتألقة، و(سبكيم) بالمملكة إضافة إلى (قابكو) القطرية، و(يكويت) الكويتية، و(أوكتال) الإماراتية ومثيلاتها من شركات البتروكيماويات الخليجية الأخرى، التي تواجه اليوم أزمة تسويق عالمية، بحكم انخفاض الطلب العالمي على منتجات (البوليمرات) التي تدخل في كثير من الصناعات التحويلية متعددة المجالات.

وهبطت أسعار المنتجات البتروكيماوية بشكل حاد خلال الشهرين الماضيين، وبالذات أسعار (البوليمرات) بسبب انخفاض الطلب العالمي عليها في الأسواق الرئيسة، كالصين وأوروبا والولايات المتحدة وأسيا وذلك استجابة ً لتداعيات الأزمة التي عصفت ولازالت بالقطاعات المصرفية الأمريكية والأوروبية، ثم انسحبت على البورصات الدولية، وعليه تأثرت سلباً أغلب القطاعات التصنيعية والإنتاجية المرتبطة بالأعمال المصرفية والائتمانية ك(صناعة البتروكيماويات والسيارات والإنشاءات).

ويعد هبوط البتروكيماويات الحالي الأقسى في تاريخ القطاع فعلى مدار خمسة أسابيع كان مؤشر البتروكيماويات في المواقع الاقتصادية يتراجع (10%) كل أسبوع منذ بدايات أكتوبر الماضي، مع مراعاة أن منحنى أسعار (البوليمرات) قد بدأ في النزول منذ سبتمبر خاصةً بالنسبة لمنتج البولي ايثلين والبولي بروبلين، وهذا ما يعيدنا إلى أجواء مبيعات البتروكيمايات قبل خمس سنوات، فأسعارها اليوم عادت إلى مستوياتها التي كانت عليها منتصف 2003 وهو التاريخ الذي يشكل نقطة الصعود لدورة البتروكيماويات الماضية.

لكن الأزمة الحقيقية أو المشكلة المتراكبة هي التي تواجهها (سابك) منفردةً، فالشركات الكبيرة دائماً تواجه منعطفات وتحديات كبيرة وخاصة إذا ارتبطت بظروف كالأزمة المالية الحالية شأنها بذلك شأن جميع الشركات الصناعية في العالم ويتعلق الأمر هنا بأحدث شركاتها العالمية، وهي شركة (سابك للبلاستيكيات المبتكرة) التي تأسست على خلفية امتلاك (سابك) في الربع الثالث من عام 2007 م لقطاع الصناعات البلاستيكية في شركة (جنرال إلكتريك) الذي يضم (44) منشأة صناعية وتقنية، بقيمة قدرها (11) مليار و(600) مليون دولار (ما يقارب 43.5 مليار ريال سعودي)، وهي صفقة تفوق قيمتها رأس مال (سابك) البالغ (30 مليار ريال). هذه الشركة الوليدة تتميز بمنتجات متقدمة (غير تقليدية) في صناعة البلاستيك، التي تعرف بالراتنجات البلاستيكية المستخدمة على نطاق واسع في صناعات السيارات ووسائل النقل، والأجهزة الطبية، والأجهزة الإلكترونية الدقيقة، ومواد البناء والإنشاءات، وتطبيقات الاتصالات السلكية وغير السلكية، والوسائط الإعلامية البصرية والأفلام الرقيقة، وهي منتجات عالية الأداء والجودة.

إلا أن أداء شركة (سابك) الأمريكية قد تأثر خلال عام 2007م - حسب بيانات الشركة الأم - بسبب ارتفاع أسعار المواد الأولية في السوق الأمريكية، خاصةً البنزين، ما أدى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج، فضلاً عن تراجع الطلب في النصف الثاني من العام نفسه في الأسواق الرئيسة لمنتجات هذه الشركة الجديدة والمتمثلة في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية وآسيا، نتيجة تباطؤ النمو الاقتصادي الأمريكي وما كادت آثار عام 2007م تطوى في ثنايا نتائج (سابك) الجيدة المحققة في النصف الأول للعام 2008م، حتى حلت الأزمة المالية من وسط الأسواق المصرفية الأمريكية، التي وضعت شركة (سابك) في تحدي عالمي صعب، خاصة ً أن منتجات (سابك للبلاستيكيات المبتكرة) تدخل في صناعة أهم القطاعات الإنتاجية في أمريكا والدول الأوروبية واليابان، ك(صناعة الإنشاءات) و(صناعة السيارات) والتي تواجه ركوداً غير مسبوق في تاريخ الصناعة الأمريكية، لدرجة اضطرت القطاع لطرح خيار إعلان (الإفلاس) كما في حالة شركة (جنرال موتورز)، وكذلك تراجع مبيعات معظم الشركات اليابانية وانخفاض مماثل للسيارات الأوروبية، وهذا ما يفسر قرار (سابك للبلاستيكيات المبتكرة) بخفض معدلات الإنتاج العالمية في قطاع البلاستيك الهندسي بنسبة تصل إلى (20%)، وذلك على خلفية تراجع الطلب على منتجاتها، إضافة إلى تحديات أخرى تزيد المسألة صعوبة ً وهي قرار شركة (داو كيميكال) بتركيزها على (الإي بي أس) لصناعة السيارات منذ فبراير الماضي، فهل تتجاوز (سابك) هذا المنعطف الصعب ؟ الإجابة قطعاً سينجلي قناعها مع القوائم المالية لنتائج (سابك) مطلع العام 2009م.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد