Al Jazirah NewsPaper Monday  01/12/2008 G Issue 13213
الأثنين 03 ذو الحجة 1429   العدد  13213
راشد المطير.. سقوط ورقة من التاريخ
خالد الدلاك

برحيل المرحوم راشد المطير رئيس الطائي السابق، وأحد أبرز الداعمين لمسيرة هذا النادي العريق، فإننا نفقد بذلك شخصية رياضية متميزة ومتمكنة، لها بصمتها الواضحة ودورها البارز في رياضة حائل، بل أجزم بأن رحيله وغيابه عن دنيانا إلى الدار الآخرة بعد معاناة مع المرض قد طُويت بهما صفحة مهمة، ونُزعت بهما ورقة مؤثرة في تاريخ الشمال الرياضي.. الذي كان - رحمه الله - أبرز رموزه، وفي مقدمة شخصياته، واسما ارتبط به وساهم بتطوره وتقدمه في كافة مراحله.

والصديق أبو أحمد، عليه شآبيب رحمة الله ومغفرته ورضوانه، لم يكن رجلاً عادياً في إدارته وتسييره لأمور دفة فارس الشمال، بل كان شخصية فذة قوية صارمة، لا يخشى في أخذ حق ناديه لومة لائم ولا صولة صائل ولا جور جائر! ولا يتردد في المجاهرة برأيه الصريح دون تلميح أو تجريح، معززاً ذلك بحجج قوية ووجهات نظر سليمة ومعقولة ومقبولة، سمتها الإثارة والمتعة؛ كونها من وضد أشخاص متباينة أوضاعهم ومختلفة مستوياتهم!.. وغير هذا فقد مدّ يده بكل صلابة وحزم لكل الأندية دون استثناء، معززاً العلاقات بالجميع، ومنقذاً ناديه من التبعية لأندية معينة، ديدنه في ذلك مصلحة النادي أولاً وأخيراً؛ ما جعله يكسب احترام وود الجميع، ويساهم بالتالي في صنع نادٍ متميز له مكانته وشخصيته واستقلاليته، حتى استحق لقب فارس الشمال وصائد الكبار ومقارع الأبطال، ومن أندية الظل النادرة التي أثرت الساحة الكروية بالمواهب وأمدت منتخباتنا الوطنية لكرة القدم، بفئاتها السنية، بالعديد من النجوم الذين من أبرزهم عيال الدعيع وأولاد الصقري، وغيرهم من النجوم.

لذا كان وقع خبر موته على الجميع مؤثراً ومحزناً، عزز ذلك جانبه الإنساني والأخلاقي الذي كان يتميز به.. كما أنه لم يكن غريباً هذا الالتفاف حوله من الجميع حتى أثناء مرضه.. وفي مقدمتهم بالتأكيد صاحب الأيادي البيضاء صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الذي تكفل بسفره إلى الصين للعلاج، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب الذي قدّم دعماً مالياً سخياً له.

رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه الصبر والسلوان. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد