Al Jazirah NewsPaper Wednesday  03/12/2008 G Issue 13215
الاربعاء 05 ذو الحجة 1429   العدد  13215
ماهي عليشة..؟

اسم الكتاب: (حكايات خلف أسوار عليشة).

تأليف: سعاد بنت عبدالله المشعل.

دار النشر: دار تغريد المعاني للنشر والتوزيع.

سؤال حاضر من النظرة الأولى للغلاف. وهو ما نقرع به باب القراءة لما تسرده سعاد المشعل في كتابها الذي أتى في 115 صفحة من الحجم المتوسط. (عليشة ليست اسماً مؤنثاً لاسم مذكر، وليست اسماً لشخصية معروفة. إنما أطلق هذا الاسم منذ عشرات السنين على حي من أحياء مدينة الرياض القديمة).

والسبب في زهاء المكان أنه (كان مقراً لطلاب الجامعة من الذكور لعشرات السنين. ثم بعد ذلك ورث الجنس الناعم تلك المباني على نفس حالتها الهندسية، ليكملن دراستهن الجامعية فيها. لتكون أرضاً خصبة لكل حرف ومعنى.

من يستطيع أن يقف على عتبة الحديث هنا. دون أن يفكر في مغامرة صغيرة!! دون أن يخطر بباله أن يطل من باب موارب، أو يتسلق حائطاً مجانياً ليرى ما تضمه الأسوار العالية..؟! تزيد رغبتنا في تنفيذ مخطط التسلل حين تقول الكاتبة: (عايشت عليشة طالبة ومعيدة ومسؤولة. عايشت أوقاتاً تعد من أسعد أوقاتي، كما مرت علي لحظات أحزنتني حتى البكاء).(خلف أسوار جامعة عليشة حكايات لا تُحكى هي أدوار وفصول تُمارس بحب.. هي حياة يعرف مذاقها كل من منحه الحظ فرصة أن يكون من منسوبيها، ويجرب الاكتشاف ويدخر الخبرة والذكريات. تقول الكاتبة: تظل مرحلة الجامعة من المراحل التي لها طابعها الخاص بكل معانيه من لحظات صعبة وأخرى حرجة ومواقف مرحة).

عناوين الحكايات تخبرنا الكثير، نتحدث عن مرحلة مليئة بالأدوار والفصول. وبالتفاصيل التي لا تُنسى. ولأنها جامعة وللبنات فهي تقف في وجه الملل وتقول له ممنوع الدخول مرة أخرى هي تسقبل من يريد (التهام العلم) حتى لو كان (طالباً من غير البشر). طالباتها يتناولن يومهن بمتعة و(حذف وإضافة) و(لقافة) تصل إلى (فشيلة) وخيبة صغيرة مع (مساوئ القتنية). وفرحة كبيرة ب(نجاح بالاختبار).تنوع القصص يؤكد أنه لا يوجد مستحيل وكل شيء هو (رد فعل طبيعي) حتى لو كان (ولادة في قاعة) أو (سرقة أمام مكتبة). والممكن جداً لو حاول أحد ما أن يستفز شغب الطالبات أو أن يدخل (قاعة بالغلط) أن يصاب ب(ارتطام) أو (التباس) وقد يصل الأمر إلى (اختطاف) وسيكون حقاً ممن قيل في حقه (غلطة الشاطر بألف).تعمد سعاد المشعل إلى التراكيب السهلة والجمل البسيطة، فلا رموز، ولا ضياع في البهرجة الكابية ليكون كما أوردت الكاتبة (هذا الكتاب يتحدث عن مواقف سجلتها هنا ليس للطرافة وتمضية الوقت، بل لأخذ العبرة من مواقف حصلت أرهقت أصحابها في وقت يعتبر هذا الموقف أو ذاك مصيبة بحد ذاته). والشاهد على رؤيتها تلك وجود جمل إرشادية. وحكم تختصر الفائدة من القصة. تبدو على هيئة إضاءة صغيرة وكأنها خلاصة وافية للصفحة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد