Al Jazirah NewsPaper Wednesday  03/12/2008 G Issue 13215
الاربعاء 05 ذو الحجة 1429   العدد  13215

كُتب
بقلم: الأستاذ الدكتور بكري شيخ أمين

 

أفضل ما قرأت:

مواجد وأشواق

قراءة في شعر عبد العزيز محيى الدين خوجة

قراءة: حنان بنت عبد العزيز آل سيف (بنت الأعشى)

لكلِّ زمان دولة ورجال، والأستاذ الدكتور: بكري شيخ أمين - حفظه الله ورعاه - من رجالات هذا الزمان علماً وأدباً وفكراً وثقافة، وعلوّ شأن، وكلُّ هذا أو أكثر جاء في بوتقة من تواضع جم، ولين طرف، وكان المحدثون قديماً يقولون: اعرف الحق تعرف رجاله، وأنا أسير في نفس طريقتهم، فأقول: اعرف الأدب تعرف رجاله، اعرف الأدب لتعرف من هو بكري شيخ أمين .. الذي تقع كتبه بين ناظريك. وقال القائلون في المتنبي - ولا أظن أنهم حادوا عن الصواب - إنه ملأ الدنيا وشغل الناس .. ويعلّق شيخنا الجليل الأستاذ الدكتور بكري شيخ أمين - رعاه الله - على هذه العبارة بقوله الدُري: (ونحن نقول في هذه الأيام عن عبد العزيز خوجة: إنه ملأ الدنيا، وشغل الناس، ليس في هذه الأيام وحدها، وإنما منذ اليوم الذي أصدر فيه ديوانه الأول (حنانيك) في العقد السابع من القرن الماضي في الرياض وقتها لم تبق صحيفة أو مجلة أو إذاعة إلاّ وخاضت في الحديث عن هذا اللون من الشعر).

وأنا أقتدي به في هذا المقام فأقول: إنّ كتب وأدبية الدكتور بكري قد ملأت الدنيا وشغلت الناس، لاسيما أطروحته لنيل درجة الدكتوراه وعنوانها: (الحركة الفكرية في المملكة العربية السعودية) فقد تأسّى بها المثقفون، وسار على دربها السائرون، حيث حقق فيها أبجديات البحث، وأدوات الدرس من ألفها إلى يائها.

يا رب فابعث لنا من مثلهم نفراً

يجددون لنا مجداً أضعناه

وتظهر جلالة الأديب بكري في كتبه على السواء، فتارة يحقق، وتارة يؤلف، وثالثة يخلص وييسر فلله دره، وقد أبدع أيّما إبداع، وتفنّن أيما تفنّن في كتبه عامة، وفي هذا الكتاب الذي أطرح قراءته بين يديك أيها القارئ الكريم المنصف - خاصة، وقد أسلفت لك عنوانه وهو دال على ما يضمّه بين دفّتيه، ويحصره بين إهابيه، ويقع هذا السفر في (224) ورقة من القطع المتوسط، وطباعته جميلة مريحة أنيقة زادها جمالاً اسم شاعرنا النابغة عبد العزيز محيى الدين خوجة - ثم اسم أديبنا الأسطورة بكري شيخ أمين - حفظهما المولى جلّ في علاه - وجادت به الأنامل الذهبية لدار النخبة، والطبعة التي أقرأ فيها هي: الأولى لعام 2008م، والجميل في هذا الكتاب ما جاء على لسان مؤلِّفه (إنّ تناولي للكثير من قصائد هذا الديوان كانت مختلفة كلّ الاختلاف عن الطريقة التي يتداولها الأساتذة في مدارسهم، والكتّاب في مقالاتهم، هذا الاختلاف يعتمد على نظرة عميقة في قلب بعض القصائد وهي كثيرة في الديوان تحمل معاني متبادلة) .. والأجمل من هذا وذاك تسمية المؤلِّف لقراءته هذه بالبطاقة البريدية اليابانية وهي تعكس الصورة من وجهين {يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} وللقارئ أن يتساءل ما المغزى والهدف من هذا الكتاب .. ولم تغب هذه الصورة التساؤلية عن عبقرية الدكتور بكري - فجاء ليتحف القارئ، بقوله: (أقدم صورة صغيرة عنه لعلّها عرفان جميل، وبرهان وداد لا لشخصه فحسب بل للبلد الذي وُلد فيه، والأرض التي أحبّها ...).

وإن تعمّق الدكتور بكري في علوم اللغة العربية فتح عليه باب القراءات سواء أكانت نثرية أو شعرية فهو في القراءات لا تكدره الدلاء: وفي هذا الكتاب يجيبك على تساؤل هام فهو: من هو الشاعر عبد العزيز خوجة، ومن هو الأديب الأريب الدكتور بكري شيخ أمين؟ في الكتاب دقّة أدق من لفظة دقيقة في رسم تراجم شخصيات رجال أفذاذ مثل القصيبي والعيسى وغيرهما، وقد أخذ الرجل بتلاليب الدكتور بكري فجاءك مهرولاً أيها المتأمّل ليقول لك بصدق وعفوية وحكمة وحنكة: (إني لم أمدح الرجل إذا لم يكن يستحق مدحاً، ... حاولت - قدر الطاقة - أن أكون موضوعياً رصيناً أكاديمياً، ولكني أعترف بأنّ حبي كثيراً ما كان يدفعني إلى الشطط، فأوقف القلم، وأعود إلى الجادة). غير أنّ علم الدكتور بكري مكّنه من إدراك أسرار الشاعر الذي رمى إليه، وأسرار الشعر التي كتبها عنه، فهو قد أحسن الدرس، وأزال اللّبس، وكان في قراءته هذه مبدعاً متألقاً، وكثيراً ما قلبتني الحيرة أيها أجدر من أخيه الشعر أم تحليله وتنظيره والغور فيه، ودارس النص أي د. بكري يقرأ ما بين السطور فقد أشار إلى الناحية الرمزية عند شاعرنا المتألق، وقف أمامها طويلاً، وحللها كثيراً، فجاء الكتاب يرفل في حلّة سندسية حريرية أدبية عربية سورية.

هذا وقد تطرّق الكتاب إلى موضوعات عدّة حيث درس الأغراض الشعرية عند معشوقه الشاعر، وموضوعات ديوانه، وقصائد وطنيته كذلك قصائد الأسر الصغيرة، والبحور التي ينظم عليها الشاعر، فقد حباه الله قول الشعر والنثر في آن واحد، أما قضية المقارنة بينهما في أيهما برز الشاعر؟ فهو سؤال نطرحه على الأديب الدكتور بكري شيخ أمين .. وبهذا نقول: قطعت جهيزة قول كلّ خطيب.

عنوان المراسلة:

ص ب 54753 - الرياض 11524 - فاكس 2177739

bent-alaasha@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد