Al Jazirah NewsPaper Wednesday  03/12/2008 G Issue 13215
الاربعاء 05 ذو الحجة 1429   العدد  13215
.. الغائب الحاضر
غادة بنت منصور عبد الغفار

والدي الغالي منصور..

أقف حائرة أمام الكلمات، بِمَ وبماذا أبدأ؟ وبماذا أسطر لك؟ وهل تستطيع كلماتي أو رثائي أن يوفيك حقك وحق عطائك لنا (أنا وإخوتي)، أو هي قادرة على أن توصل لك مقدار وحجم محبتنا لك؟.. إن حزننا الشديد على فراقك جعلنا ما زلنا حتى يومنا هذا نشعر وكأننا في حلم أو واقع، لكنه واقع صعب يا والدي، كل واحد فينا يظن أنه حلم وسوف يصحو منه، ولكن الأمر من هذا كله أنه حقيقة واقعية وليس حلماً، ولكن قوة الفجيعة جعلتنا نتأمل أن يكون حلماً، ولكن في النهاية لا رادّ لقضاء الله وقدره.

(أبويا منصور)، يا أحلى وأثمن وأغلى كلمة ينطق بها لساني وينبض بها قلبي ويشعر بها كل جزء فيّ، هذه أول مرة بحياتي أمسك القلم وأكتب، ولكن أكتب فيمن؟

أرثيك يا والدي الغالي مع أنه من الصعب جداً أن أرثيك؛ لأني مهما كتبت فلم ولن ولا يمكن أن أوفيك حقك، وأدري أنني ضعيفة القدرة على ذلك، لكن عمق الفجيعة جعلني أنا والكلمات والمشاعر نتصارع على الكتابة عنك، أي تعبير يا والدي يوفيك حقك؟!

وأي كلمة قادرة أن توصلنا لمداك! أو ترثيك؟!

لكن (يا أبويا) مهما اختلفت الكلمات والتعابير في النهاية تساوت المشاعر لدى الجميع.. كلهم تساووا في محبتك ومكانتك الغالية لدى الجميع، فكان هذا عزاءنا الوحيد. زرعت يا والدي فحصدت ثماراً جميلة جداً، فيا رب كل دعوة سمعناها وكل دعوة لم نسمعها كانت لوالدنا أن تقبلها يا ربي..

وهذا يا والدي بقدر ما أحببت وأعطيت للناس أحبوك وأعطوك الدعوة الصادقة التي هي أثمن من كل كنوز الدنيا.

(أبويا) منصور الغالي، في جعبتي أشياء وكلمات ومشاعر كثيرة تقال عنك، لكن الحزن أقوى من هذا كله، ومهما كتبت فكتاباتي ليس لها نهاية، لكن بإذن الله يا والدي الغالي سوف يظل (أمل، محمود، أيمن، غادة، خلود) حاملين أحلى وسام لك (حبك واسمك)، ونسأل الله عز وجل أن يعيننا على فراقك؛ لأننا اشتقنا لك وأنت لم يمر على فراقك شهر، فكيف بالآتي؟

لكن الله عز وجل كفيل بعباده..

ووالدتي الغالية ليس لها إلا الصبر، وبإذن الله سوف نوفي ولو جزءاً بسيطاً من عطائك ومحبتك لها..

وأحفادك كنت بمثابة الأب والجد الحنون المعطاء طوال وقتك، يشغلك التفكير بهم وماذا تحقق لكل واحد منهم، من صغيرهم إلى كبيرهم.

لكن (يا أبويا) منصور إن غبت عنا جسداً ستبقى لنا ذكرى دائمة، ودعاؤنا لك بالرحمة والمغفرة، وأن يسكنك فسيح جناته مع الصالحين والشهداء، وأن يلهمنا وجميع من أحبوك الصبر والسلوان.

{ وإِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

ابنتك المحبة



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد