زحف الحجيجُ وكلُ شيءٍ يصدعُ |
عند المناسك نورهم يتطلعُ |
والكون تملؤهُ الأغاريدُ التي |
راحت إلى كل المسامع تقرعُ |
بالفرحة الغّناء يهفو حولنا |
إيمانُ قومٍ بالهدى يتورَّعُ |
في مشهد النور الذي ملأ الدنا |
شمسٌ تعودُ وبالعقيدة تسطعُ |
والناس بين مهللٍ ومكبرٍ |
كلٌ يلبي بالمحبة يترعُ |
طافوا ببيت الله فرحة عمرهم |
شهدوا المقام مهابة تتربعُ |
وعلى جبين الخلق نورٌ قائمٌ |
حوت الرؤوس قلائد تترصعُ |
وبماء زمزم نفحة فياضة |
سقيا وكل المؤمنين تشبعُ |
ومن الإفاضة قد أفاضوا عثرة |
فيض المشاعر في القلوب يجمّعُ |
يوم على هام البرية فضله |
يوم الترابط ذو معان تطبعُ |
عرفات يوم بالإنابة وافر |
يعلو به قلب يتوق ويهجعُ |
عرفات يومٌ للرجوع إلى الهدى |
كلٌ يؤوب إلى الإله ويركعُ |
نفضوا الذنوب ترقرقت عبراتهم |
طهراً تعود به السرائر نصعُ |
عبق النفير قد استفاض فواحهُ |
عطراً تملك بالنفوس ويقبعُ |
وهناك كوكبةٌ تناجي ربها |
نحو السماء عيونهم تتضرعُ |
نحو السماء توجهت دعواتهم |
من كل قلب بالتقى يتشبع |
لاح العطاء بأرض مكة كلها |
بين الشعاب عبيرهم يتضوع |
هدي يساق توجها نحو الرضا |
بذل الرحال تلبسته طلائعُ |
رؤيا الخليل ترددت أصداؤها |
سنن تقام وللأنام تشرعُ |
قربانها ولد حبيب صابر |
مثلٌ تعود بشرعة تتلفعُ |
نزل الفداء بشارة علوية |
فالله يحمي من يجيب ويصدع |
رمي الجمار عزيمة يبدونها |
ركن المعاصي بائد يتصدع |
هزت قلوب المؤمنين مشاعر |
نحو العلو فضائل تتفرع |
نحو الرجاء أما رأيت حنينهم |
غيثا تجود به العيون وتدمع |
يوم الوداع جموعهم بكاءة |
حبا تملك روحهم يترفع |
عبراتهم سيل يعانق في اللحى |
دمعا سحيا هادرا يتشفع |
طافوا الوداع مسبحين وكبروا |
طافوا الوداع وقبلهم يتلوعُ |
أزف الرحيل أما رأيت عيونهم |
بين المناسك سيلها يتدفع |
أزف الرحيل إلى المدائن كرّةً |
غفران ربي نفحة تتوزع |
|