قرأت الحوار الذي أجرته الجزيرة مع الشيخ عبدالمحسن العبيكان ونشرته في عددها رقم 13201 في 21-11-1429هـ وتعليقاً عليه أقول:

لقد صدق الشيخ العبيكان عندما قال (من يعارضني جاهل بالفقه وكثير منهم تربى على القول الواحد فهو ينظر لمخالفه على أنه مبدع في الدين) ففي القرون الأولى في زمن الصحابة والتابعين وتابعي التابعين كان العلماء يفتون ويجتهدون في الفروع ولا يعارض بعضهم بعضاً ولا يتهم أحدهم من قبل مخالفيه بأنه مبدع في الدين. وقد اجتمع الأئمة الأربعة مالك والشافعي وأبو حنيفة وأحمد في زمن متقارب وتتلمذ بعضهم على بعض، وكون كل منهم مذهباً مستقلاً عن المذاهب الأخرى، ولم ينظر أحدهم إلى الآخر بأنه مبدع في الدين، بل كان بعضهم يثني على بعض ويجله ويوقره. ولا يتعصب أحدهم إلى قوله ومذهبه ضد قول ومذهب الآخرين. وبعد أن تفرعت المذاهب وتوسعت وكثر أتباعها وخبئت جذور الاجتهادات والاستنباطات وعم وساد التقليد لأقوال العلماء الأقدمين، وظهرت التعصبات المذهبية لفقه المذهب الواحد واستنكر بعض العلماء والعامة فتاوى واجتهادات خارجة عن مألوف المذهب، حتى ولو كانت الفتاوى والاجتهادات صادرة عن عالم جليل مثل الشيخ العبيكان..

وقد تعرض كثير من علماء الأمة الأجلاء لمثل هذا منهم: شيخ الإسلام بن تيمية وتلميذه ابن القيم -رحمهما الله- وذلك ناتج عن الجهل والحسد. ثم إنني لا أعتقد أن التداوي بالسحر من السحر يجوز لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (تداووا عباد الله ولا تتداووا بحرام) والسحر حرام وبناء على هذا الحديث الشريف فإنه لا يجوز التداوي به.