إحصائية
الغرض من اليوم العالمي للإيدز، الذي يُحتفل به في الأول من ديسمبر كل عام، هو حثّ الناس في جميع أنحاء العالم على إذكاء الوعي بوباء الإيدز والعدوى بفيروسه، وإبداء تضامن دولي من أجل التصدي لهذا الوباء. وهذا اليوم من أبرز الفرص المتاحة للشركاء من القطاعين العام والخاص لإذكاء الوعي بحالة الوباء والتشجيع على إحراز التقدم في الوقاية منه وعلاج مرضاه ورعايتهم في البلدان التي ترتفع فيها معدلات وقوعه وكذلك في شتى ربوع العالم. واتقاء الإيدز أمر بسيط ولكن الإصابة بعدواه قاتلة لأنه لا يوجد إلى الآن علاج يشفي هذا المرض ولا لقاح يقي من العدوى.
وتشير البيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية في عام 2007 إلى أنّ هناك حالياً 33.2 مليون نسمة ممّن يحملون فيروس الإيدز وأنّ عام 2007 شهد وقوع نحو 2.5 مليون إصابة جديدة بذلك الفيروس و2.1 مليون حالة وفاة بسبب الإيدز، والجدير بالذكر أنّ ثلث الإصابات الجديدة ووفيات الإيدز التي تُسجّل الآن في جميع أنحاء العالم تحدث في ثمانية بلدان من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ويتم إصابة 8500 شخص يوميا تقريبا، منهم 1000 من الأطفال.
ماهية الإيدز
هو فيروس يهاجم خلايا الجهاز المناعي المسئولة عن الدفاع عن الجسم ضد أنواع العدوى المختلفة وأنواع معينة من السرطان حيث يهاجم الفيروس بصورة أساسية كريات دم بيضاء معينة التي تؤدي دورا مهما في وظيفة جهاز المناعة، وفي داخل هذه الخلايا يتكاثر هذا الفيروس مما يؤدي إلى تحطيم الوظيفة الطبيعية في جهاز المناعة، وبالتالي يفقد الإنسان قدرته على مقاومة الجراثيم المعدية التي قد لا يصاب بها الشخص العادي أو قد لا تكون ممرضة بطبيعتها وتسمى هذه الأمراض ب(الأمراض الانتهازية) لأنها تستغل تحطم جهاز المناعة، كما يفقد قدرته على مقاومة السرطانات وغالبا ما يقود هذا المرض في نهاية المطاف إلى الموت.
ويسمى هذا الفيروس (فيروس نقص المناعة البشري) Human Immunodeficiency Virus أو اختصارا HIV ، والاسم العلمي لمرض الإيدز هو (متلازمة نقص المناعة المكتسبة) Acquired ImmunoDeficiency Syndrome أو اختصارا AIDS ، ولا يوجد إلى الآن علاج يشفي هذا المرض لذلك الإصابة به تستمر مدى الحياة.
كيفية انتقال الإيدز
جميع طرق نقل العدوى قابلة للوقاية، والإصابة بالإيدز لا تعني بالضرورة سلوك منحرف، ويتم انتقال العدوى بهذا الفيروس بالطرق التالية:
1- الاتصال الجنسي - الطبيعي أو الشاذ - بشخص مصاب ذكر كان أم أنثى وهي الطريقة الرئيسية للعدوى (90%).
2- نقل الدم أو مشتقاته الملوثة بالفيروس أو التعرض للدم الملوث.
3- زراعة الأعضاء (كلية، كبد، قلب) من متبرع مصاب.
4- استخدام إبر أو أدوات حادة أو ثاقبة للجلد ملوثة مثل أمواس الحلاقة أو أدوات الوشم وحقن المخدرات التي تعتبر من أخطر وسائل العدوى.
5- عن طريق الأم إلى الجنين أثناء الحمل أو إلى وليدها أثناء ولادته أو عن طريق الرضاعة الطبيعية (بواسطة الثدي).
ولا خوف من الاختلاط العادي مع المرضى سواء في محيط الأسرة والعمل والمدرسة والنادي مع مراعاة قواعد النظافة العامة، وليس هذا فحسب بل من الواجب التعامل مع المريض كشخص طبيعي ومراعاة الظروف النفسية والاجتماعية التي قد يمر بها.
أعراض المرض
يمر المريض بفترة حضانة وهي المدة الفاصلة بين حدوث العدوى وبين ظهور الأعراض المؤكدة للمرض، وهي مدة غير معروفة على وجه الدقة، إذ تتراوح بين 6 شهور وعدة سنوات وتكون في المتوسط سنة عند الأطفال و5 سنوات في البالغين.
بعد 3-4 أسابيع من دخول الفيروس للجسم يعاني 50-70% من المصابين من أعراض تشبه إلى حد كبير أعراض الأنفلونزا وهذه الأعراض والعلامات يظنها المريض أو الطبيب أعراض التهابات فيروسية خفيفة وتشمل الأعراض: ارتفاع درجة حرارة الجسم، الصداع، ألم الحلق، الآم العضلات والعظام، آلام البطن والإسهال، تضخم الغدد اللمفاوية، طفح بقعي على الجسم، وتتفاوت شدة هذه الأعراض ما بين خفيف إلي حاد وتختفي من تلقاء نفسها بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
ثم يدخل المريض في طور الكمون الذي يستمر من شهور إلى عدة سنوات يتكاثر خلالها الفيروس ويصيب أكبر كمية ممكنة من خلايا الجهاز المناعي ولا يعاني المصاب حينها من أية أعراض أو علامات توحي بالمرض.
أما في المرحلة الأخيرة فهي تمثل أسوأ مراحل العدوى مع وجود أمراض انتهازية وأورام خبيثة نتيجة للنقص المناعي إلى الدرجة التي يموت فيها الشخص من مجرد نزلة البرد، حيث تظهر الأعراض على 25% من المرضى بعد مرور 5 سنوات على الإصابة، وعلى 50% من المرضى بعد 10 سنوات.
وعندما ينشط الفيروس ويبدأ في التكاثر والتأثير على أعضاء الجسم حينها يبدأ المريض بالمعاناة وتظهر أعراض كالتالي:
العوارض الرئيسية هي
فقدان الوزن أكثر من 10% من وزن الجسم، حرارة مرتفعة لأكثر من شهر، إسهال مزمن لأكثر من شهر، تعب حاد مستمر (إعياء) وإجهاد وشعور بالضعف.
العلامات الثانوية هي
سعال جاف مستمر لأكثر من شهر وضيق في التنفس، تعرق غزير أثناء الليل، طفح جلدي مع حكة، عدوى فطرية في الفم والحلق (تقرحات في الفم)، تضخم الطحال، ضعف التركيز الذهني، فقد الشهية، عقد ليمفاوية منتفخة فيحدث تضخم منتشر ومستديم وبروز الغدد اللمفاوية في العنق والإبطين والحوض يدوم 3 أشهر على الأقل مع عدم وجود سبب لهذا التضخم، التهابات بكتيرية وفيروسية وفطرية متكررة.
هل يمكن معرفة حامل مرض الإيدز بمظهره الخارجي؟
لا يمكن معرفة مريض الإيدز بمظهره الخارجي.. والتحاليل المخبرية (اختبارات الإيدز) فقط تؤكد العدوى، أما عدى ذلك فالمريض يبدو في كامل صحته.
اختبار الإيدز
1- أصبح الكشف عن وجود دلائل فيروس الايدز في الدم واسع الانتشار ومتوافرا للجميع وبهذه الفحوص أمكن التحقق من وجود الأجسام المضادة لفيروس الايدز والأجسام المضادة بروتينات تنتجها خلايا دم بيضاء معينة عند دخول الفيروسات أو البكتيريا أو الأجسام الغريبة إلى جسم الإنسان وهو يعطي نتيجة فعالة بعد التعرض للعدوى بـ 6-12 أسبوع تقريبا، وفي حالة إيجابية هذا التحليل يتم عمل فحص تأكيدي يسمى وسترن بلوتWestern Blot وتكون نتيجته قاطعة.
وسائل العلاج
لا يوجد علاج للقضاء على فيروس الإيدز والسبب الذي يجعل فيروسات HIV عصية على العلاج الطبي حتى الآن، هو أن الأدوية المستعملة حاليا تهاجم هذا الفيروس عندما يكون في طور التوسع وهو ما يحصل عندما يكون داخل خلية فاعلة.
ويحصل خلط بين أمرين في موضوع الإيدز، الأمر الأول هو الإصابة بالفيروس ودخوله إلي الجسم، والأمر الثاني هو نشوء المرض وظهور علاماته، وبين هاتين المرحلتين قد تمر سنوات طوال لا يعلم فيها المريض بأنه مصاب إلا أن يقوم بالفحص عن الفيروس.
لا يوجد لقاح ضد الإيدز
لم يتم حتى الوقت الحاضر اكتشاف لقاح فعال ضد فيروس الإيدز، ومن أهم العقبات التي تعوق بلوغ هذا الهدف أن الفيروس يغير من تركيبه بصفة مستمرة وذلك يجعل استنباط لقاح ضده عملا في غاية الصعوبة.
الذي ينبغي علينا عمله وطرق الوقاية
بالسلوكيات القويمة المتمشية مع تعاليم الدين والقواعد الصحية العامة يمكن تجنب مرض الإيدز، عن طريق الآتي:
- التأكد من تعقيم الأدوات المستخدمة في ثقب الآذان والختان والحقن وأدوات طبيب الأسنان والإبر الصينية وأدوات الوشم. ويفضل استخدام أدوات وحيدة الاستخدام، وإن لم تتوفر فيجب تعقيمها بغليها لمدة 5 دقائق على الأقل أو بغمسها في الكحول لمدة 15 دقيقة. أما الأدوات الشخصية مثل فرش الأسنان أو أمواس الحلاقة فلا يجب المشاركة بها بتاتا.
- تجنيب الأبناء الظروف التي قد تؤدي إلى تعاطي المخدرات بتشجيعهم على ممارسة الهوايات المختلفة وإبعادهم عن رفقاء السوء.
- تحاشي الاتصال الجنسي غير المشروع (الزنا).
- العلاقات أو الطرق الآمنة التي لا تبعث على الخوف.
- البعوض و الحشرات بأنواعها، ودورات المياه العامة، والتعامل مع مريض الايدز، والمصافحة والملامسة والمعانقة والعطس، والطعام والشراب والمرافق العامة.
النصائح التي تعطى للمصاب
الامتناع عن التبرع بالدم أو الأعضاء، والامتناع عن الجماع غير المشروع، واستعمال الواقي الذكري مع الزوجة، والامتناع عن الحمل، وإبلاغ طبيب الأسنان بمرضه عند مراجعته لعلاج أسنانه، وغسل ملابسه الملوثة بالافرازات التناسلية واستعمال المواد المنظفة، وإذا نزف الشخص المصاب يجب إزالة الدم عن المكان الذي وقع عليه. بمجرد الغسل بالماء والصابون يموت الفيروس.
د. زياد الرملاوي
استشاري الجراحة العامة