القطيف - حسين بالحارث / تصوير - محمد درويش:
تحت رعاية صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية، يفتتح محافظ القطيف عبدالله بن سعد العثمان اليوم (الاثنين) مهرجان الدوخلة الرابع في تمام الساعة الثالثة عصراً.
ويشرف على المهرجان لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بمدينة سنابس وتستمر فعالياته لمدة خمسة أيام.
ويأتي هذا المهرجان لهذا العام بأطر وأساليب مختلفة لإدخال الفرحة والبهجة إلى نفوس الزائرين لاسيما الأطفال، وأكد الشاعر علي بن عيسى الحسن رئيس لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية أن فعاليات مهرجان الدوخلة السنوي يأتي إحياءً للتراث ودعماً للسياحة المحلية بالمحافظة.
وتشمل فعاليات المهرجان لهذا العام على التالي:
القرية التراثية، حيث تضم الدكاكين والنهج الفلكلوري القديم، وهي أكبر من القرى التي أقيمت في الأعوام السابقة، ومن مميزاتها لهذا العام أنها تضم عرضاً للقرآن الكريم. وسوف يعرض مجموعة من المصاحف بينها أكبر مصحف في العالم وأصغر مصحف في الوطن العربي ومجموعة نادرة من المصاحف ذات الخطوط المختلفة التي كتبت في عصور مختلفة، ويدير العرض سعيد آل طلاق المدير التنفيذي للمهرجان.
وهناك الصناعات والحرف التقليدية المتوارثة متعددة الأغراض والمهام.
وهناك خيمة ضخمة خصصت للمسرح لا سيما العروض الفكاهية التي تدخل السرور على الأطفال، وعليها تقام المسرحيات اليومية ويديرها القسم النسائي. ويمتاز المسرح لهذا العام بأنه مخصص لاستيعاب 1600 متفرج، وسوف تكون أول الفعاليات فيه بترديد أنشودة الدوخلة حيث تدرب على إنشادها 90 طفلاً من مختلف مناطق محافظة القطيف، هذا إلى جانب مسرح آخر مفتوح في الهواء الطلق ويشرف عليهما مهندس الصوت علي بن عبدالله العبيدي.
ويضم المهرجان خمسة معارض هي: معرض التصوير الضوئي، ومعرض الفن التشكيلي تحت إشراف التشكيلي عبدالعظيم الضامن، وهو بعنوان: كلنا فداك يا رسول الله، وهو مخصص لكافة فناني المملكة، إلى جانب مسابقة الرسم من وحي المهرجان مباشرة للجمهور.
وهناك معرض الخط العربي بمختلف أساليبه كالكوفي والثلث والريحاني والديواني والرقعة والنسخ وغيرها من الفنون المتبعة عند الخطاطين قديماً وحديثاً، ويشرف عليه الخطاط صالح الحداد. وهناك معرض التراث البحري حيث إن سنابس معروفة منذ أكثر من 2000 سنة بتاريخها البحري.
إلى جانب معرض الأسر المنتجة، وفي الهواء الطلق يوجد العرض المباشر للنحت على الرمال، وهو من الفنون الجميلة التي لاقت استحسان الجميع لما أبدعه فنانو هذا الأسلوب الجميل في التعامل مع الطبيعة.
وهناك المسابقات الثقافية والرياضية والفنية وكذلك مسابقة أجمل دوخلة وأكبر دوخلة، كما امتاز مهرجان الدوخلة بالألعاب المنوعة في الهواء الطلق للأطفال من جميع الأعمال. أما العروض التراثية المنوعة الأخرى فهي كثيرة جدًّا.
وذكر حسن بن حبيب آل طلاق المشرف العام على المهرجان أنه تمت إضافة أجنحة وفعاليات كثيرة لم تكن موجودة في الأعوام السابقة وذلك تشجيعاً ورقيًّا بالمستوى السياحي في المحافظة لا سيما وأن إدارة الهيئة العامة للسياحة والآثار هي إحدى الجهات الداعمة للمهرجان.
وأشار الأستاذ علي بن عيسى آل حسن رئيس لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بمدينة سنابس إلى أن الاستعدادات بدأت مبكرة، حيث كان الاجتماعات مكثفة لإنجاح مهرجان الدوخلة قبل ستة أشهر، أما الاستعداد الفعلي ليكون المهرجان على أكمل وجه فقد تمت قبل شهرين.
وقال حسن آل طلاق المشرف العام على إدارة المهرجان بأنه يوجد 24 لجنة تضمن 1000 عضو من الكوادر المدربة من الجنسين، وكل لجنة مكونة من الرجال هناك أخرى مشابهة من النساء، وكلهم من أهالي مدينة سنابس، وذلك لإعطاء الصورة المشرفة للمهرجان المقام على ساحل مدينتهم.
من جانبه أضاف علي الحسن بأن ريع مهرجان الدوخلة يصرف على الأيتام والفقراء والمعوزين ولرفع الفاقة عنهم وإدخال السرور عليهم ليعيشوا في مجتمع متكاتف ومتضامن. وتتطلع إدارة المهرجان لتعاون الجميع في إدخال البهجة والسرور على كل أبناء وضيوف المهرجان من داخل المنطقة الشرقية وخارجها، وكذلك من الوفود القادمة من دول الخليج.
الجدير ذكره أن المهرجان هذا العام برعياة الهيئة العامة للسياحة والآثار وبنك الرياض، ودار اليوم للصحافة والإعلام وشركة مطابع البيان العربي المحدودة.
معنى الدوخلة
الدوخلة هي عبارة عن إناء خوصي يدعى الإسعنة وهو شبيه إلى حد كبير ب(القُفَّة) يوضع فيه تربة زراعية ويزرع فيها حبوب الشعير أو اللوبيا فهما أسرع نمواً من أي حبوب أخرى، وربما زرع القمح أو الحلبة أو العدس. حيث يعتني الأطفال بالزراعة يوماً بعد يوم من حيث المراقبة والسقاية والعناية التامة، وهذا الاعتناء قد يتمد من عشرة إلى عشرين يوماً أي معدل ثلاثة أسابيع حتى يكون النبات قد اشتد عوده وزها منظره.
والحفاظ على هذه الزراعة الصغيرة تعد تعلُّقاً وطنيًّا وحبًّا في تملك الأرض وعملاً شريفاً فالزراعة هي كذلك تعلم الإنسان الصبر وتعلّقه في حب الأرض الذي هو حب الوطن والتضحية من أجله، إذ إن الرمز هي الزراعة، والدوخلة لها رموز كثيرة جدًّا، فأهازيج الدوخلة هي الزراعة والأرض، ومن جانب آخر علاقتها بالبحر، والهدف الأسمى هو الدعاء للحجاج بالعودة سالمين.
أهزوجة الدوخلة:
دوخلتي حجي به
حجي به حجي به
إلى مكة إغدي به
المعمورة المعمورة
فيها السلاسل والذهب والنورة
والنورة والنورة
اشربي من الطوايس
الطوايس الطوايس
طوايس بيت الباشا
الباشا الباشا
يا منفر الحشاشا
الحشاشا والحشاشا
يا سلوقة العيد
العيد العيد
اتودي ابيي ابعيد
ابعيد ابعيد
اتلبسه اثياب المحرمة
واعقال إجديد إجديد
سنابس:
مدينة تاريخية يعود تاريخها إلى العصر الهيليني 150 سنة قبل الميلاد، واسمها محرّف من مسميات قديمة، منها: سنابيوس، وسناميس، وسنابيس، وسنامس، وبقي اسمها القديم متداولاً سنابس حتى اليوم، وتمتاز بتاريخها البحري وذلك لموقعها الجغرافي إذ هي تتوسط الساحل الشرقي لجزيرة تاروت، وكان لها في الماضي أربعة بنادر لرسو السفن هي الزور والحصامة والسطوة والرفيعة.وتعد مدينة سنابس ذات تاريخ بحري عريق، في مجالس الغوص والطواشة وربابنة البحر والملاحين عبر العصور. وفي العصر الحاضر اشتهرت بتاريخها الرياضي على مستوى العالم إذ خرج من نادي النور أبطال مثلوا المملكة في المحافل الرياضية منذ السبعينات الميلادية حتى اليوم.